"الحلو ما يكملش" ـ مخاطر السكر وطرق تعويض حاجة الجسم له
٩ مايو ٢٠٢٢
سمعته سيئة ومع ذلك القليلون فقط قادرون على التخلي عنه تماما؛ إنه السكر. فوائده أقل بكثير من أضرره، فجسمنا بحاجة إلى نوع محدد منه وبمقدار محدود. أما مخاطره فلا تحصى.
إعلان
السكر أو ما يصطلح عليها غلوكوز، هي مادة كربوهيدراتية أساسية تمد الدماغ والعضلات بالطاقة. السكر كمادة أولية، هو اسم جامع لأنواع كثيرة ويوصى بتناوله بكميات معقولة، لكن أنواعه تختلف من الضار إلى المفيد. ولهذا السبب لا بد من التعرف على أنواع السكر للتمييز بينها.
السكر البسيط
من أهم أنواع السكر هو السكر البسيط الذي يستخرج من مكوّن واحد وهناك من يقول عنه السكر الطبيعي، لأنه يتواجد أساسا في الفواكه أو في العسل. في الأسواق يتم تصنيع هذا النوع من السكر وتسويقه تحت مسمى سكر الفاكهة ويستخلص عادة من العنب. ولأنه "بسيط" التركيبة، فهو خفيف على جسم الإنسان ويمكن حرقه بسهولة. وبعد تناوله يرتفع مستوى السكر في الدم وبالتالي هرمون الإنسولين، ما يجعل الإنسان يشعر بطاقة متجددة، بمعنى أنه يعمل كمنشط لفترة قصيرة من الزمن. هنا، يفضل تناول الفاكهة الطازجة دون الحاجة إلى سكر بسيط مصنع.
أضرار فرط الوزن
04:30
السكر المركب
تدل تسمية السكر "المركب"، على طبيعة تركيبته المكونة من جزئيات مختلفة. وهذا النوع من السكر يمثل تحديا لجسم الإنسان عند عملية الهضم والحرق. ولهذا السبب يعتبره البعض ضارا نسبيا. إلا أن خبراء التغذية، يشددون على أن هذا النوع من السكر متواجد أيضا في الخضار وفي بعض منتوجات القمح مشككين في مدى الضرر الذي مسّ سمعته. كما أن هذا النوع من السكر قد لا نستطعمه ولا نستمتع بـ "حلاوته"، كما هو الشأن بالنسبة للسكر الصناعي.
السكر الصناعي
هو أخطر أنواع السكر على الإطلاق. ويشدد خبراء التغذية أن لا حاجة لنا به على الإطلاق. غير أن شركات صناعة المنتوجات الغذائية تعتمد عليه بشكل أساسي كمادة حافظة، ما غيّر السلوك الغذائي للأشخاص خاصة في المجتمعات الصناعية بشكل بات يميل إلى الأطعمة "حلوة" المذاق، لكون أن السكر تسلل إلى غالبية المنتوجات المعروضة في السوق، وقليلا ما نجد منتوجا خاليا تماما من هذه المادة.
يأتي ذلك رغم أن الأطباء لا يكلون على التأكيد أن معدل السكر المسموح بتناوله يوميا، لا يجب أن يتجاوز عشرة بالمائة، أي 50 غراما عند ألفي سعرة حرارية في اليوم. كمية سيتم حتما تجاوزها وبسرعة، لأننا إذا تناولنا القمح والفاكهة والخضار يوميا، نكون بذلك قد وفرنا لأجسامنا كمية السكر المطلوبة، أما إذا ما تناولنا ولو قطعتين صغيرتين من الحلوى أو الشكولاته بالإضافة إلى كوب عصير مصنع، سنجد أنفسنا قد تناولنا 500 غرام من السكر على الأقل دون أن نلحظ ذلك أصلا. وإذا ما قمنا بذلك يوميا، فسوف نصطدم بزيادة في الوزن ولاحقا خطر الإصابة بالسمنة بكل ما تحمله من أضرار بما في ارتفاع الضغط ومرض السكري وانسداد الشرايين وغيرها.
الوقاية خير من العلاج
لهذا السبب ينصح بالاكتفاء بالسكر الطبيعي أو بالأحرى تناول الفاكهة إذا ما أردنا تناول "الحلو"، مع الابتعاد تماما عن السكر المصنع. وإذا ما تعذر الأمر، فعلى الأقل عدم تناول المشروبات الأساسية بالسكر كالقهوة والشاي أو العصير.
الأهم من ذلك أن نراقب كمية السكر التي نتناولها يوميا، لأن المراقبة هي الخطوة الأولى نحو استهلاك رشيد. فقد تكون النتيجة صادمة تقتضي تغييرا جذري وفوري في كميات السكر اليومية قبل فوات الآوان.
الجسد في الأمر أن اللسان يتعود وبسرعة على طعام بكمية سكر قليلة، فأيام قليلة كافية لتغيير المذاق، والتغلب على هذا "الحلو الغادر".
و.ب
بعيداً عن السكر.. بدائل جيدة من محليات طبيعية
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من السكر إلى مشاكل صحية كثيرة كالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وتسوس الأسنان. وقد يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في الاستغناء عن مذاقه الحلو. لكن لحسن الحظ توجد بدائل جيدة أقل خطراً على الصحة.
صورة من: Colourbox
تحتوي 100 غرام من السكر على قرابة 400 سعرة حرارية وتفتقد تماماً إلى الفيتامينات. من ناحية غذائية فإن السكر ليس سوى عامل تسمين لا لزوم له. إذا كنت تريد بديلاً خالٍ من السعرات الحرارية أو على الأقل منخفض السعرات الحرارية، فهناك المحليات التالية.
صورة من: Colourbox
الزيليتول – سكر البتولا
يحتوي الزيليتول على سعرات حرارية أقل بنسبة 40 في المائة من السكر، ولذلك فإنه يخفض مستوى السكر في الدم ويقلل من تسوس الأسنان. وعلى الرغم من أن اسمه يعني "سكر البتولا" فإن بديل السكر هذا يُنتج من خلال عملية صناعية بحتة. لكن يجب الحذر من الإفراط في تناوله، كباقي السكريات الكحولية، يمكن أن يتسبب في التراخي وانتفاخ البطن.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الإريثريتول
الإريثريتول هو سكر كحولي آخر ويحظى بشعبية كبيرة بين مرضى السكري. ويمكن معرفة وجوده في المواد الغذائية تحت الرمز E968. لا يحتوي الاريثريتول على سعرات حرارية تقريباً ولا يؤثر على مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن درجة حلاوة هذا البديل في المخبوزات لا تزيد عن 70 بالمائة من حلاوة السكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/blickwinkel/c-goemi
سكر ستيفيا
ستيفيا أكثر حلاوة بمقدار 300 مرة من السكر العادي، لذلك يجب الانتباه خلال استخدامه في تحلية المواد الغذائية. وميزة هذا المسحوق الأبيض أنه لا يحتوي على أي سعرات حرارية. لكن المرء يحتاج أولاً للتعود على طعمه.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
الموز الناضج
يمكن لأي شخص يريد التحلية دون أي مواد كيميائية اللجوء إلى الموز الناضج. ويمكن التعرف عليه من اللون البني القاتم على قشرها. خلال شرب القهوة مثلاً لن تستمتع كثيراً بالموز، ولكن لتحلية الكعك والبسكويت، فإن الفاكهة ممتازة.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
التمر
التمر هو الآخر من أهم البدائل الصحية للسكر. ويمكن استخدامه مهروساً كمكون حلو في الخبز. على الرغم من أن التمر قليل السعرات الحرارية، إلا أنه يحتوي على الكثير من فيتامين بي 6 والحديد والمغنيسيوم.
صورة من: Colourbox
شراب بنجر السكر
مادة أخرى للتحلية الطبيعية هي شراب بنجر السكر. كما يوحي الاسم فإنه مصنوع من بنجر السكر. على الرغم من أن الشراب يحتوي على 300 سعرة حرارية لكل 100 غرام، إلا أنه يحتوي على قيمة غذائية أفضل بكثير من السكر وغني بحمض الفوليك والمغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم. من حيث الطعم يشبه شراب بنجر السكر من الشعير والكراميل.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
شراب الأغاف أو الصبار الأمريكي
يحتوي شراب الأغاف أو الصبار الأمريكي هو الآخر على مزيج خفيف من الشعير والكراميل ومحتوى مرتفع جداً من الفركتوز، ولهذا السبب تأثرت سمعته كثيراً بعد أن أشار الباحثون إلى العديد من الآثار السلبية للفركتوز شديد التركيز. على عكس محتوى الفركتوز الطبيعي في الفاكهة، فإن استهلاك الفركتوز المركز في المنتجات المصنعة من شأنه أن يزيد من خطر زيادة الوزن.
صورة من: Reuters/C. Jasso
شراب الاسفندان أو القيقب
على الرغم من أن شراب الاسفندان أو القيقب يحتوي بشكل أساسي على الفركتوز والسكروز، إلا أنه يبقى أكثر صحيا من السكر أو شراب الأغاف. أظهرت دراسة قام بها فريق بحث من جامعة ماكغيل في كيبيك الكندية أن شراب القيقب يمكن أن يزيد من فعالية المضادات الحيوية ويقلل من آثارها الجانبية.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Yay
سكر جوز الهند
إذا كنت ترغب في طعم الكراميل، فيُوصى بسكر جوز الهند كبديل للسكر التقليدي. على الرغم من أن هذا مصنوع من عصير نخيل جوز الهند، إلا أن طعمه لا يمت لجوز الهند بأي صلة، إذ يقترب من الكراميل قليلاً. على عكس سكر المائدة، لا يرتفع مستوى السكر في الدم عند استهلاكه. لكن سكر جوز الهند له عيوبه هو الآخر...
صورة من: picture-alliance/dpa
تلوث البيئة
سكر زهرة جوز الهند يصنع في العادة في جنوب شرق آسيا ويُنقل في رحلة طويلة إلى سائر أرجاء العالم ما يشكل عبئاً على البيئة. كما أنه أكثر تكلفة بكثير من السكر العادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة السعرات الحرارية من سكر زهرة جوز الهند أقل قليلاً فقط، وحلاوته ليست أقوى من السكر العادي.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/M. Dietrich
العسل
إذا كنت ترغب في الطعم الحلو المذاق، فعليك بالعسل. لكنه يحتوي على سعرات حرارية تقترب من تلك الموجودة في السكر العادي. بيد أنه يبقى خياراً أفضل لما فيه من قيمة غذائية أكبر نظراً لمكوناته من المعادن والبروتينات والفيتامينات. ويُقال إن له تأثير مضاد للبكتيريا وللالتهابات. لكن تذكر أن ارتفاع درجة الحرارة عن 40 مئوية يدمر العديد من العناصر الغذائية المهمة فيه!