1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحل المفقود - سياسة تركيا تجاه سوريا تصطدم ببقاء الأسد

توماس زايبرت من اسطنبول / زمن البدري٤ مارس ٢٠١٥

بعد أربع سنوات من انطلاق الثورة السورية، على تركيا أن تعترف بفشلها في تحقيق هدفها الرئيسي، فبشار الأسد مازال قابعا في مكانه، فما الحل إذا؟

Treffen Freunde von Syrien in Istanbul
صورة من: Reuters

حث أحمد داوود أوغلو في سنة 2011 نظام بشار الأسد على اتخاذ إصلاحات سياسية، وذلك مباشرة عقب بدء الثورة في سوريا، وكان أحمد داوود أوغلو حينها يشغل منصب وزير الخارجية، أما اليوم فقد أصبح رئيسا للوزراء في تركيا.

وعندما لم تجد مناشدات أنقرة أذانا صاغية في دمشق، اتجهت تركيا لاتخاذ موقف عدائي اتجاه نظام الاسد، خاصة وأن الحكومة التركية كانت تعتقد آنذاك أن الرئيس السوري لا يستطيع البقاء في الحكم أمام تزايد حركات التمرد ضده. وقال داوود أوغلو في أب / أغسطس 2012 بأنه لم يبقى للأسد سوى أسابيع أو أشهر على الأكثر في الحكم.

"السياسة التركية فشلت في سوريا"

لكنه يبدو أن رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو قد اقترف خطأ باعتقاده ذلك. فبعد أربع سنوات من الحرب الأهلية في سوريا لا يتوقع أحدا اليوم رحيلا سريعا للرئيس السوري. والمعارضة المعتدلة، مثل الجيش السوري الحر، تتجه لاتخاذ مواقف دفاعية في الحرب القائمة في سوريا، إذ بات عليها أن تصد هجمات القوات التابعة للأسد، بالإضافة إلى صد هجمات المليشيات الإسلامية التي تتزايد قوتها على الأرض، وهنا الحديث عن قوات تنظيم "داعش". فالتنظيم المتطرف نجح في السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا والعراق وتطور ليصبح يشكل خطرا على تركيا نفسها.

كما تشكلت في الوقت نفسه في شمال سوريا، أي مع الحدود التركية، منطقة كردية ذات سلطة محلية. زد على ذالك وصول نحو مليوني نازح سوري إلى تركيا.

الرئيس السوري بشار الأسد بقي في الحكم رغم مرور أربع سنوات على الثورة السوريةصورة من: picture-alliance/epa/Sana Handout

الخطط التركية للعب دور إقليمي، لاسيما في سوريا، أصبحت وبسبب تزايد الفوضى في الدولة الجارة غير مجدية. وصارت وكـأنها "كارثة"، كما يصفها عثمان نوري أوزالب أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية التركية في اسطنبول في حديث له مع DW. وقد خسرت تركيا من وراء ذالك الكثير من تأثيرها في سوريا وفي الشرق الأوسط بصورة عامة.

ثوابت السياسية التركية إزاء الأزمة السورية

رغم ذلك بقي الهدف الرئيسي والثابت للسياسة التركية في سوريا يكمن في رحيل الأسد. وطالب رئيس الوزراء التركي في الآونة الأخيرة بأن تتحمل الحكومة السورية مسؤولية المذابح التي قامت بها بحق شعبها في السنوات الأربع الماضية وأن تُقدم للمحاكمة.

سياسة "الأبواب المفتوحة" التركية أمام اللاجئين السوريين مستمرة وهي أيضا من ثوابت السياسية التركية بالرغم من تزايد عدد اللاجئين السوريين في المدن التركية المحاذية للحدود وبالرغم المشاكل المترتبة عن ذلك.

والثابت الثالث في السياسة التركية تجاه سوريا هو دعمها لقوات المعارضة السورية والائتلاف الوطني السوري، والذي يضم قوى المعارضة المعتدلة، وهي القوى التي تلتقي بصورة منتظمة في تركيا. وبالرغم من ذالك فإن بعض الأصوات تتهم تركيا بدعمها لبعض الجماعات المتطرفة في سوريا، كما ذهب إليه السفير الأمريكي السابق في أنقرة فرانسيس ريكياردوني، والذي أشار في وقت سابق من العام الماضي إلى أن الأتراك يتعاملون مع هذه الجماعات وهم واثقون بقدرة التعامل معهم. وأتهم تركيا بفتحها حدودها مع سوريا أمام المتطرفين، فيما نفت أنقرة هذا.

أحمد داوود أوغلو مع نائب الرئيس الأمريكي بايدنصورة من: Reuters/Sezer

سبل الخروج من الطريق المسدود

وبالرغم من الفشل في تحقيق استراتيجياتها في سوريا فان تركيا لم تغير من مواقفها بصورة كبيرة، كما يوضح سيرهات إركمن خبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة "اهي إفران" في مدينة كرشهير الواقعة وسط الأناضول، وذالك في حوار أجرته معه DW. خاصة وأن الأزمة السورية أصبحت إحدى المواضيع الشائكة في السياسة التركية الداخلية. ويدو أن حكومة انقرة في مأزق إذ أنها لا تريد المخاطرة ببدء سياسة جديدة إزاء سوريا خوفا من أن يأخذ ذلك من قبل المعارضة التركية على انه فشل للسياسة اردوغان.

وحاولت تركيا أن تعتمد مؤخرا على مواقف الولايات المتحدة إزاء الأزمة لتقوية موقفها السياسي الداخلي. وبدأت أنقرة وواشنطن بتدريب قوات المعارضة السورية وبصورة مشتركة. ويدور الحديث حاليا حول إمكانية مشاركة تركيا بصورة فعالة في الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق.

لكن بعض الخلافات الأساسية مع سياسات الولايات المتحدة لم تجد طريقها للحل، فالولايات المتحدة، وحسب تقارير صحفية، لم تعد ترى ، كما في السابق، أن رحيل بشار الأسد يعد مطلبا لحل النزاع في سوريا. فيما لم يعرف الموقف التركي من نوايا واشنطن لحد الآن، وقد يتضح ذلك جليا خلال الأشهر القادمة، كما يقول الخبير إركمن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW