1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحواجز تحجب أبو الهول عن زواره

خالد الكوطيط - القاهرة ١١ نوفمبر ٢٠١٤

عرف القطاع السياحي في مصر تراجعا كبيرا في عدد السياح بعد ثورة يناير 2011. لكن الأحداث الاخيرة زادت من حدة الخوف لدى السياح الأجانب. وتبقى الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء من المناطق الأكثر تضررا.

Ägypten Polizei bei den Pyramiden
صورة من: Getty Images/S. Malkawi

يقضي أبانوب وقتا طويلا خلال هذه الأيام يجوب أزقة سوق خان الخليلي الضيقة. الشاب المصري ذو الخامسة وعشرين ربيعا ينتقل بين مقاهي أحياء القاهرة القديمة وهو يحمل عوده على ظهره ويسأل الجالسين في المقاهي إن كانوا يرغبون في أن يعزف لهم أغنية كلاسيكية مقابل بعض الجنيهات. ويتقن أبانوب أداء أغاني المطربين محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، كما يقول وعلى شفتيه ابتسامة باهتة.



تراجع في أعداد السياح بعد الثورة

يعمل أبانوب في الأصل كمرشد سياحي وهو يحمل شهادة تثبت ذلك. لكن الأوضاع المتأزمة التي يعرفها قطاع السياحة في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير جعلته يفقد عمله ليجوب أزقة القاهرة بحثا عن "أكل العيش". فقبل الثورة "كنت اصطحب السياح الأجانب في رحلات إلى البحر الأحمر من أجل الغوص أو الاستحمام أو إلى صعيد مصر لزيارة الآثار الفرعونية"، كما يقول الشاب المصري. وكبقية زملائه في المهنة كان أبانوب يعمل طيلة السنة تقريبا، ومن بين الوجهات المفضلة التي كان يقصدها السياح الأوروبيون قبل الثورة، جزيرة سيناء والصحراء الغربية، على الحدود المصرية الليبية.

لكن الآن يبدو كل شخص ذو ملامح أجنبية يجوب أزقة القاهرة"الفاطمية" (يقصد بها معالم المدينة التي بُنيت في عهد المعز لدين الله الفاطمي في القرن العاشر ميلادية) وكأنه كائن قادم من الفضاء، كما يقول أحد أصحاب محلات بيع منتجات الصناعة التقليدية في خان الخليلي. "في حين لم تكن هذه الشوارع تخلوا من الزوار من شتى أنحاء العالم"، كما يضيف البائع وهو يأخذ نفسا من أرجيلته.



فحسب هيئة "الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والاحصاء" تراجع عدد السياح الوافدين إلى مصر خلال شهر يوليو/ تموز سنة 2010 (قبل الثورة) من مليون و300 ألف سائح إلى 765.000 سائح خلال شهر يوليو 2014. وهو ما يوافق تراجعا بنسبة تفوق الثلاثين بالمائة، وإن كان المركز لاحظ ارتفاعا في عدد السياح مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وتجدر الاشارة هنا إلى أن أغلب السياح الوافدين إلى مصر هم من مواطني دول أوروبا الشرقية. كما أن السياح من أصول عربية في ارتفاع مستمر في حين ينخفض عدد الوافدين من الدول الغربية.

سياح قليلون يزورون مصرصورة من: DW/K. El Kaoutit


خوف متزايد وغموض بخصوص سيناء

لكن فسحة الأمل هذه مهددة بأن توأد هي الأخرى كما يخشى المراقبون. ذلك بسبب الاعتداءات الارهابية المتعددة وتأزم الوضع الأمني الذي عرفته مصر مؤخرا ما جعل العديد من الدول، خاصة الغربية منها، من تشديد التحذيرات الموجهة إلى مواطنيها الراغبين في زيارة بلاد النيل. فاعلان التنظيم الارهابي "أنصار بيت المقدس" والذي ينشط بشكل خاص في شبه جزيرة سيناء، ولاءه لما يعرف بـ"الدولة الاسلامية" قد يزيد مخاوف السياح الاجانب ويثنيهم عن زيارة مصر.

هذه المخاوف تبدو جلية خلال زيارة أهرامات الجيزة، أهم المعالم الانسانية وأحد أكبر المواقع الأثرية جذبا للسياح في العالم. الباعة المتجولون والمرشدون السياحيون ومروضو الخيول والجمال يقضون ساعات النهار في انتظار أفواج السياح لكن دون جدوى. "نحن لم نعد نعمل سوى مع بعض السياح العرب والمصريين الذين لا يدفعون في العادة قدر ما يدفعه السياح الأجانب"، كما يوضح أحد المرشدين.

وبالفعل، فخلال الزيارة التي استغرقت حوالي ثلاث ساعات لم تدخل المواقع الأثرية غير حافلات سياح تعد على رؤوس الاصابع. ولم ينزل الزوار من الحافلات التي تقلهم بل اكتفوا بمشاهدة المعلمة التاريخية من خلف نوافذ الحافلات وإلتقاط الصور. وهذا بالرغم من وجود أمني مكثف عند البوابات التي تؤدي إلى الموقع الأثري.

وتبقى جزيرة سيناء والصحراء الغربية، على الحدود المصرية الليبية من المناطق التي باتت أكثر تضررا من عزوف السياح عنها. نريهان سامي أنشأت بصحبة رفاق لها منتجعا سياحيا على شواطئ النويبة في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة سيناء قبل أربعة سنوات. المنتجع يعاني هو الآخر من تراجع عدد السياح خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عرفت بأحداث "كرم القواديس" والتي ذهب ضحيتها واحد وثلاثون جنديا مصريا، رغم أن هذا الاعتداء حدث في الجزء الشمالي من الجزيرة.

وعقب هذه الأحداث أعلنت السلطات المصرية عزمها ترحيل سكان المنطقة الحدودية مع قطاع غزة وإنشاء شريط أمني خال من السكان. في نفس الوقت أغلقت السلطات بعض الطرق التي تربط غرب الجزيرة وشرقها في وجه الأجانب خوفا من حدوث اعتداءات أو اختطافات في حقهم.



انتقادات للسياسة الأمنية

السياحة في مدينة القاهرة القديمة تأثرت بالإعتداءات الإرهابيةصورة من: Markus Symank

خطوة لاتتفق نريهان سامي معها تماما: "السلطات يجب أن تبتعد عن فكرة حظر التجول وإغلاق المسالك التي تربط مدن شبه الجزيرة ببعضها البعض"، كما تقول المقاولة الشابة. "عوضا عن ذلك يستحسن أن تؤمن الدولة الطرق."

من جهة أخرى تنتقد نريهان حالة الرعب والذعر التي تنشرها بعض وسائل الاعلام دون محاولة إعطاء الصورة الحقيقية للوضع في سيناء. هنا تجدر الاشارة إلى أن السلطات المصرية منعت ممثلي كل وسائل الاعلام، خاصة الاجنبية منها، من السفر إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة وتغطية الوضع هناك. فعدم وضوح الصورة يزيد من مخاوف الزوار وعزوفهم عن القدوم إلى مصر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW