الحوار والرقابة أنجع من الضغوط والتهديدات
١٣ أبريل ٢٠٠٦لا جدوى من الارتباك والخوف. فعلى ما يبدو نجحت إيران في تخصيب اليورانيوم وهي تعتبر الآن إحدى الدول التي تمتلك تكنولوجيا الطاقة النووية. بيد أن ذلك لا يعني أنها تحولت إلى قوة نووية، لأنها لا تمتلك بعد أسلحة نووية، ومن السابق لأوانه أن يعلن الرئيس احمدي نجاد بأن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية وأنها ترغب في مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس بالصدفة أن يأتي إعلان نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم عشية زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لطهران لمناقشة ملفها النووي وقبل أسبوعين من انتهاء المهلة التي وضعها مجلس الأمن الدولي لها لوقف جميع أنشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. لذا فإن خطوة إيران هذه تعتبر تحديا صريحا لأولئك الذين يحاولون إقناعها بالعدول عن خططها النووية وفي نفس الوقت تأكيدا منها لهذه الخطط.
إن إيران وباعتبارها إحدى الدول التي وقعت على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية من حقها تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. أما الاتهامات التي توجه إليها من قبل أمريكا وإسرائيل وكذلك من قبل الإتحاد الأوروبي بأنها تنوي إمتلاك القنبلة النووية فلا أساس لها من الصحة وهي فقط نتاج عدم الثقة في الحكومة الإيرانية. هل يعني هذا أن إيران على حق؟ إيران تشعر باستمرار بأنها تحت الضغوط الدولية والوصاية وبالتالي فإنها تحاول أن تثبت لنفسها وللعالم بأنها قوية بما فيه الكفاية لمواجهة تلك الضغوط، بالرغم من أن لا أحد كان يشكك في قدرات إيران النووية. فالسؤال هو هل يوجد في إيران قادة سياسيون قادرون على استغلال طاقات البلاد وتوظيفها بشكل سليم؟ وحول ذلك يدور الشك. ففي الوقت الذي يحتفل فيه الإيرانيون بهذه القفزة التكنولوجي ، تزداد الفجوة بين طهران والدول التي تشكك في نواياها النووية.
بيد أن خطوة إيران هذه لن تغير شيئا في جوهر الأمر، فحتى مع إعلان طهران نجاحها في تخصيب اليورانيوم إلى درجة 3.5 بالمائة باستخدام مائة وأربعة وستين من أجهزة الطرد المركزي، لا يعني أن بإمكانها إنتاج القنبلة الذرية، إذ أن ذلك يتطلب تخصيب اليورانيوم لدرجة تسعين بالمائة بالإضافة إلى آلاف أجهزة الطرد المركزي. وطهران تحتاج لسنوات عديدة لكي تصل إلى هذه المرحلة. وليس من الحكمة الآن اعتبار النجاح الأولي لطهران في تخصيب اليورانيوم مبررا كافيا للانتقام منها أو شن هجوم عسكري عليها. بل يجب التعامل معها بالطرق الدبلوماسية. ومواصلة الحوار بجانب الرقابة قد يساعد على إزالة الشكوك وتنامي الثقة بينها وبين الغرب.
تقري: بيتر فيليب
ترجمة: عبد العزيز