الحوثيون يتبنون الهجوم بطائرات مسيرة على أرامكو السعودية
١٤ سبتمبر ٢٠١٩
تبنت جماعة الحوثيين اليمنية الهجوم على مصنعين لشركة أرامكو السعودية صباح اليوم وقالت إنها نُفذت بـ10 طائرات مسيرة. مصدر أمني سعودي كان قد أعلن نشوب حريقين في الشركة نتيجة هجوم بطائرات "درون" دون ذكر مصدر الهجمات.
إعلان
أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن اليوم السبت (14 أيلول/سبتمبر 2019) استهداف مصافي في شركة أرامكو السعودية بعشر طائرات مسيرة. وقال العميد يحيى سريع، الناطق العسكري باسم الحوثيين، في بيان صحفي إن سلاح الجو المسير نفذ عملية هجومية واسعة بعشرِ طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريٍص التابعتين لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية صباح اليوم.
وأضاف سريع أن الاصابة "كانت دقيقة ومباشرة وقد سميت هذه العملية بعملية (توازن الردع الثانية)". وأشار إلى أن هذه العملية تأتي في إطار حقهم "المشروع والطبيعي في الرد على جرائم العدوان" (التحالف العربي) وحصاره المستمر على اليمن منذ خمس سنوات.
وبحسب سريع، تعتبر هذه العملية إحدى أكبر العمليات التي تنفذُها قواتهم في العمق السعودي "وقد أتت بعد عملية استخباراتية دقيقة، ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل المملكة". وتوعد سريع "النظام السعودي بأن العمليات القادمة ستتوسع أكثر فأكثر، وستكون أشد إيلاماً مما مضى طالما استمر في عدوانه وحصاره". واستطرد بالقول:" بنكَ أهدافنا يتسع يوماً بعد يوم، ولا حل أمام النظام السعودي إلا وقف العدوان والحصار على بلدنا".
وكان متحدث أمني بوزارة الداخلية السعودية قد صرح بأنه عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار مسيرة "درون" .
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث قوله "تم بتوفيق الله السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك". لكن المتحدث الرسمي السعودي لم يذكر مصدر الهجمات.
في غضون ذلك، ذكر التلفزيون السعودي اليوم السبت نقلا عن مراسله أن صادرات المملكة النفطية مستمرة.
يذكر أن جماعة الحوثيين في اليمن تشن منذ أشهر هجمات بطائرات مسيرة على أهداف مهمة داخل الأراضي السعودية، بينها مطار أبها ومصانع شركة أرامكو العملاقة للصناعات النفطية.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.ا/أ.ف.ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش