اليمن ينزلق إلى فوضى تامة بعد استقالة هادي والحكومة
٢٢ يناير ٢٠١٥
رحب زعيم حوثي كبير باستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي واقترح تشكيل مجلس رئاسي يضم الحوثيين والجيش والأحزاب السياسية، في حين رفض البرلمان استقالة هادي وقررت أربع محافظات جنوبية رفض تلقي أوامر عسكرية من صنعاء.
إعلان
قال أبو مالك يوسف الفيشي، وهو زعيم كبير لجماعة "أنصار الله"، المعروفة أيضاً بالحوثيين، الخميس (22 كانون الثاني/ يناير 2015) عبر حسابه على موقع "تويتر" إن "اليمن مقبل على الأمن والإستقرار والسكينة والرخاء"، واصفاً استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأنها "بشرى سارة لجميع اليمنيين".
وأضاف الفيشي في تغريدة أخرى على "تويتر": "أقترح تشكيل مجلس رئاسي من المكونات الثورية والسياسية الشريفة ويمثل فيه الجيش والأمن واللجان الشعبية، ليشترك الكل في إدارة بقية المرحلة الانتقالية". وكان الرئيس اليمني قد قدم استقالته بعد استقالة الحكومة مساء الخميس، عقب يوم من توقيع اتفاق مع الحوثيين يقضي بتعديل الدستور وتقاسم السلطة معهم. وقال مصدر مقرب من الرئيس إنه عزا استقالته إلى استيلاء المقاتلين الحوثيين على العاصمة صنعاء.
ونقل المصدر عن رسالة الاستقالة التي تقدم بها هادي قولها إنه "نظراً للمستجدات التي ظهرت منذ 21 أيلول/ سبتمبر على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً، التي حرصنا جميعاً أن تتم بسلاسة، ووفق مخرجات الحوار الوطني والذي تأخر لأسباب كثيرة ... وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل مسؤولية الخروج باليمن إلى بر الأمان". واعتبر هادي في رسالة استقالته أن بلاده وصلت إلى "طريق مسدود".
واختلف هادي مراراً مع حركة الحوثيين منذ أن استولت على العاصمة صنعاء في تحرك مباغت وسيطرت على الأمن في أجزاء كبيرة من المدينة وبدأت تفرض شروطها على حكومته.
اجتياح الحوثيين لصنعاء ـ نهاية "أسطورة" الأحمر؟
شكل اجتياح الميليشيات الحوثية لصنعاء وانهيار القوات المقاومة سيما تلك التابعة للواء على محسن الأحمر، مفاجأة غير متوقعة. المفاجأة الأخرى هي سرعة تلاشي قوة ونفوذ آل الأحمر، أمام الزحف الحوثي. كاميرا DW تحولت في موقع الحدث.
صورة من: DW/S. Alssofi
اجتياح الميليشيات الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء بتلك الصورة وانهيار القوات االمقاومة شكل مفاجأة كبيرة للجميع بما في ذلك ربما الحوثيين أنفسهم.
صورة من: DW/S. Alssofi
قبل سقوط صنعاء بيد الحوثيين، عاش سكان العاصمة اليمنية أياما وليال صعبة تحت وابل الرصاص ونزح الكثير منهم إما داخل العاصمة أو إلى خارجها.
صورة من: DW/S. Alssofi
من الأهداف التي سعي الحوثيون للسيطرة عليها، جامعة "الإيمان" الدينية التي أُتهمت بـ"تفريخ" عناصر إرهابية، وزعم الحوثيون أنها قاعدة تدريب وبأن بها أسلحة.
صورة من: DW/S. Alssofi
المفاجأة كانت في انهيار قوات اللواء على محسن الأحمر، الرجل الثاني سابقا في اليمن، قبل انشقاقه عن علي عبدالله صالح، مع نصف الجيش تقريبا عام 2011.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللواء الأحمر الذي تم تعينه مستشارا للرئيس هادي احتفظ بقواته ونفوذه رغم قرار هيكلة الجيش. وتسري شائعات أنه فر عبر هذا النفق بعد دخول الحوثيين صنعاء.
صورة من: DW/S. Alssofi
اللواء الأحمر المرتبط بالإخوان المسلمين هو العدو اللدود للحوثيين. في الصورة قائد ميلشيات الحوثي أبو علي الحاكم في مقر قوات الأحمر بعد السيطرة عليه.
صورة من: DW/S. Alssofi
إحدى القلاع الخاصة باللواء على محسن الأحمر، صاحب إمبراطورية عقارية وتجارية على طول اليمن وعرضها. هذا البيت والمكتب تمت السيطرة عليه من قبل الحوثيين.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
بيت اللواء الأحمر تحول إلى مزار يتوافد المواطنون إليه جماعات وفرادا للتجول بداخله لمعرفة كيف كان يعيش قائد الفرقة الأولى مدرع.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
فتح الحوثيون أبواب بيت الأحمر أمام الزوار، وبدلا من التوجه إلى الحدائق العامة خلال إجازة أيام العيد وفي أوقات الفراغ، قصدوا هذه القلعة.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
غرفة نوم الجنرال الأحمر، من الأشياء التي تثير فضول الزوار. البعض يقارن بحسرة بين وضعه وحياة الرفاهية التي يعيشها قادة البلاد.
صورة من: DW/S. Alssofi
"ديوان" اللواء الذي يزيد طوله عن عشرين مترا، حوله الحوثيون إلى مسجد يصلي فيه حراس المبنى، لكن مسموح للزوار الدخول إليه.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
ومعروف بأن "الديوان" في اليمن هو المكان الذي يلتقي فيه الناس في فترة القيلولة لمضغ القات وتداول الأحاديث، وهو جزء لايتجزء من البيت اليمني.
صورة من: DW/S. Alssofi
هذا الحوثي من أفراد حراسة بيت الأحمر، يجلس متربعا في المكان الذي كان يجلس فيه الجنرال في صدر الديوان، ويأخذ الزوار معه صورا تذكارية.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
إلى جانب بيت اللواء الأحمر هناك قلعة أخرى خاصة بالشيخ حميد الأحمر، الذي يمتلك أيضا إمبراطورية تجارية وشركات وبنوك ويتهم أنه بناها من قوت وعرق الشعب.
صورة من: DW/A. Al-Mikhlafy
يتساءل جزء كبير من اليمنيين..هل هؤلاء هم المنقذون؟ وهل ـ والحال كذلك ـ ما يزال حلم الدولة المدنية الديمقراطية ممكنا؟ التشاؤم يغلب على التفاؤل.
صورة من: AFP/Getty Images
انطلقت مظاهرات في صنعاء تطالب الميليشيات المسلحة بمغادرة العاصمة وترك الناس تعيش بسلام، مطالبة الدولة بتحمل مسؤوليتها. إعداد: عبده المخلافي/سعيد الصوفي
صورة من: Muhammed Huwais/AFP/Getty Images
16 صورة1 | 16
البرلمان يرفض استقالة هادي
بدوره، رفض البرلمان اليمني استقالة الرئيس هادي ودعا إلى جلسة طارئة صباح غد الجمعة لبحث الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول رفض الكشف عن هويته أن "مجلس النواب، ممثلاً برئيسه يحيى الراعي، رفض استقالة الرئيس وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة".
ورداً على استقالة الرئيس والحكومة والتطورات الأخيرة في العاصمة، قررت أربع محافظات جنوبية، بينها عدن، رفض تلقي أوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الأمن، بحسب بيان للجنة الأمنية في هذه المحافظات مساء الخميس. وأكدت اللجنة المكلفة بالشؤون الأمنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أنها اتخذت هذا القرار إثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.