الحوثيون يهاجمون أربع سفن بالمحيط الهندي والبحر الأحمر
٣٠ أبريل ٢٠٢٤
أعلن المتمرّدون الحوثيون مسؤوليتهم عن سلسلة هجمات في البحر الأحمر استهدفت عدداً من السفن، من بينها سفينة تجارية يونانية، قبالة سواحل اليمن.
إعلان
أفادت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان فجر الثلاثاء (30 نيسان/أبريل 2024)، بأنّ الحوثيين استهدفوا سفينة "ام في سيكلايدس" (MV Cyclades)، وهي سفينة تجارية يونانية ترفع العلم المالطي، بثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وبثلاث ضربات بطائرات مسيّرة. وأوضحت القيادة عبر موقع "إكس"، أنّ "التقارير الأولية تشير إلى عدم وقوع إصابات"، مضيفة أنّ "السفينة واصلت طريقها".
وفي السياق ذاته، أفادت وكالة الأمن البحري "يو كاي ام تي أو" البريطانية للأمن البحري بأنّ انفجاراً وقع الاثنين في البحر الأحمر "على مقربة" من سفينة كانت على بعد 54 ميلاً بحرياً شمال نحو غرب مدينة المخا في اليمن. وأضافت الوكالة التي تديرها البحرية الملكية أنّ "السفينة وطاقمها بخير". ثمّ أعلنت في وقت لاحق أنّ عناصر أمن خاص أبلغوها بأنّ "السفينة أُصيبت بأضرار".
وقالت وكالة "أمبري" للأمن البحري إنه من المرجّح أنّ السفينة "استُهدفت أثناء رحلة من جيبوتي إلى جدّة في السعودية". وأعربت عن اعتقادها بأنّها استُهدفت "بسبب التعاملات التجارية التي يقوم بها مشغّلها مع إسرائيل".
من جهتهم، أعلن المتمرّدون الحوثيون مسؤوليتهم عن استهداف سفينة "سيكلايدس" و"إم إس سي أوريون" (MSC Orion) وسفينتين أمريكيتين. وقال الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان "نفذت القوات المسلّحة اليمنية عمليات عسكرية ضدّ السفن الحربية المعادية في البحر الأحمر"، مضيفاً أنّه تمّ استهداف "مدمّرتين حربيتين أمريكيتين... بعدد من الطائرات المسيّرة". وفيما أشار إلى استهداف "سفينة سيكلايدس في البحر الأحمر"، أكد أنّ "الإصابة كانت دقيقة". من جهة أخرى، أفاد سريع بأنّ "سلاح الجو المسيّر... استهدف سفينة MSC Orion الإسرائيلية في المحيط الهندي".
يمنية تدخل عالم المقاولات
02:31
غير أنّ القيادة المركزية الأمريكية أفادت بأنّ القوات الأمريكية أسقطت طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر صباح الإثنين "أثناء تحليقها باتجاه (سفينتي) +يو إس إس فيليبين سي+ (USS Philippine Sea) و+يو إس إس لابون+ (USS Laboon)"، موضحة أنّ هذه المسيّرة كانت "تمثّل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة".
وأشارت إلى أنّه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفينتين الأمريكيتين أو التحالف أو السفن التجارية".
وتقود واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 في المئة من التجارة العالمية.
وأدت هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر إلى عرقلة حركة الشحن العالمية ودفعت شركات للجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأعلى تكلفة حول أفريقيا.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، رويترز)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.