توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل في عالم الفلك ويتمثل في وجود مادة الفسفور في كوكب زحل، وهي المادة التي تعتبر أول شرط ضروري للحياة. وهو ما يزيد من احتمال العثور على حياة خارج الأرض.
إعلان
حصل البحث المستمر منذ زمن بعيد عن حياة خارج كوكب الأرض على جرعة دعم كبيرة، إذ عُثر على الفوسفور، وهو عنصر أساسي للحياة، في محيط تحت السطح الجليدي لإنسيلادوس، أحد أقمار كوكب زحل.
هذا الاكتشاف الذي حصل بناءً على دراسة بيانات جمعهامسبار كاسيني التابع لوكالة الفضاء الأميركية(ناسا)، نُشر الأربعاء (14 يونيو/حزيران 2023) عبر مجلة "نيتشر" العلمية المرموقة.
وقد استكشف مسبار كاسيني كوكب زحل وحلقاته وأقماره من عام 2004 حتى تدميره في الغلاف الجوي لكوكب الغاز العملاق في عام 2017.
وقال كريستوفر غلين من معهد ساوث ويست للأبحاث، وهو أحد المعدين المشاركين في العمل البحثي "هذا اكتشاف مذهل في مجال علم الأحياء الفلكية". وأضاف "وجدنا فوسفوراً وفيراً في عينات أعمدة الجليد المقذوفة من المحيط الجوفي".
وتبصق الفوارات الحارة الموجودة في القطب الجنوبي لإنسيلادوس جزيئات جليدية بالغة الدقة في الفضاء تغذي الحلقة "إي" (E) التابعة لزحل، وهي الأبعد والأرفع في الكوكب العملاق.
وكان العلماء اكتشفوا في ما مضى معادن ومركّبات عضوية في جزيئات الجليد التي أطلقها إنسيلادوس، ولكن ليس الفوسفور وهو عنصر أساسي في الحمض النووي والحمض النووي الريبي الموجود أيضاً في عظام وأسنان البشر والحيوانات، وحتى في عوالق المحيط.
في الواقع، لا يمكن للحياة كما نعرفها أن تكون موجودة من دون الفوسفور.
نهاية مسبار كاسيني الفضائي
01:25
المرة الأولى التي يكتشف فيها الفسفور خارج الأرض
وكانت نماذج جيوكيميائية تحدثت عن إمكان وجود الفوسفور في هذه الجسيمات، وهو توقع نُشر في مقالة علمية سابقة، لكن لم يتم تأكيد ذلك بعد، على ما أوضح كريستوفر غلين.
وأوضح فرانك بوستبرغ، المتخصص في علم الكواكب في "جامعة برلين الحرة"، في تصريحات أوردها بيان وكالة ناسا، أن "هذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف هذا العنصر الأساسي في محيط غير موجود على كوكب الأرض".
وللتوصل إلى هذا الاكتشاف، حلل معدّو الدراسة بدقة شديدة البيانات التي جُمعت بواسطة أداة "كوسميك داست أنالايزر" ("محلل الغبار الكوني") التابعة لمسبار كاسيني. وأكدوا النتائج من خلال إجراء تجارب مخبرية لإثبات أن محيط إنسيلادوس يحتوي على الفوسفور في أشكال مختلفة قابلة للذوبان في الماء.
على مدار الـ25 عاماً الماضية، اكتشف علماء الكواكب أن هناك عوالم كثيرة ذات محيطات موجودة تحت طبقة سطحية من الجليد في نظامنا الشمسي.
وثمّة ما يوجد منها على سبيل المثال على أوروبا، قمر كوكب المشتري؛ وعلى تيتان، أكبر أقمار زحل، وحتى على الكوكب القزم بلوتو.
ويجب أن تكون الكواكب التي لها محيطات سطحية، مثل الأرض، على مسافة كافية من نجمها للحفاظ على درجات حرارة توفر الظروف الملائمة لبقاء الحياة.
ويزيد اكتشاف العوالم ذات المحيطات الجوفية من عدد الكواكب التي يمكن أن تكون صالحة للعيش.
وقال كريستوفر غلين "بهذا الاكتشاف، أصبح من المعروف الآن أن محيط إنسيلادوس يلبي ما يُعتبر عموماً أول شرط ضروري للحياة".
وأضاف "الخطوة التالية واضحة، إذ يجب أن نعود إلى إنسيلادوس لنرى ما إذا كان المحيط الصالح للحياة مأهولاً بالفعل".
هـ.د/.. (أ ف ب)
حدث نادر منذ قرون.. المشتري وزحل يقتربان من بعضهما بشدة
حدث نادر يقع في السماء قبيل عيد الميلاد: كوكبا المشتري وزحل، وهما أكبر كوكبين في نظامنا الشمسي، يقتربان جدا من بعضهما البعض. ويمكنك مشاهدة هذه الحدث لمرة واحدة في حياتك.
صورة من: Kanshiro Sonoda/AP Photo/picture alliance
"الاقتران العظيم" النادر بين المشتري وزحل
صورة مجمعة مأخوذة من فوجيدا بمحافظة شيزووكا اليابانية وتُظهر الصورة كوكبا المشتري (أدنى) وزحل (أعلى) كما شوهد في السماء ليلة 22/21 ديمسبر كانون الأول 2020، مع القمر في الصورة اليسرى. المسافة الفعلية (الحالية) بين كوكبي المشتري وزحل تتجاوز 730 مليون كيلومتر. ويعتبر "الاقتران العظيم"(اقتراب كبير) بين كوكب المشتري وزحل، أول ظاهرة فلكية من نوعها منذ 397 عامًا، وهي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.
صورة من: Kanshiro Sonoda/AP Photo/picture alliance
الاقتران الفلكي في متناول الرؤية عبر تليسكوب في باكستان
في باكستان شاهد السكان في كراتشي ظاهرة "الاقتران العظيم" بين كوكبي المشتري وزحل. وكما يبدو في الصورة حشد من الباكستانيين بكراتشي عند يتابعون مشاهدة الظاهرة الفلكية النادرة عبر تليسكوب.
صورة من: KAS
موعد مع الكريسماس
قبل أيام قليلة من عيد الميلاد (الكريسماس) وفي الحادي والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2020، كان أكبر كوكبين في مجموعتنا الشمسية، كوكب المشتري وكوكب زحل، على موعد اقتران رائع، ليقف الكوكبان قريبين جدا من بعضهما البعض بالنسبة للناظرين من كوكب الأرض في سماء الليل عندما لا تكون هناك سحب في السماء، بحيث يبدوان للعين المجردة مثل نقطة ضوء واحدة ساطعة.
صورة من: David Becker/ZUMA Wire/imago images
الاقتراب أكثر فأكثر
هذه الصورة تم التقاطها في سماء أنطاليا التركية في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2020. هنا في السماء يظهر بوضوح كوكب زحل (أعلى يمين الصورة) وكوكب المشتري (أسفل اليمين). ومنذ عدة شهور تجري مشاهدة الكوكبين معا في السماء بالليل وهما يقتربان تدريجيا من بعضهما البعض.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
تقارب بشكل منتظم
تلاقي المشتري وزحل ليس أمرا غير معتاد، فأولا وأخيرا هما يدوران حول الشمس بسرعات مختلفة. ويتفوق كوكب المشتري على زحل في مداره الداخلي في المتوسط كل 20 عاما. وكانت آخر مرة حدث فيها مثل هذا الاقتران الرائع في 31 مايو/ أيار 2000، عندها كان الثنائي قريبا جدا من الشمس ليكونا مرئيين في سماء الليل.
صورة من: Gene Blevins/Zumapress/picture alliance
كوكب المشترى
يستغرق كوكب المشتري اثني عشر عاما للدوران حول الشمس مرة واحدة. إنه أكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية، ويبلغ قطره عند خط الاستواء 142984 كيلومترا. وحجمه أكبر مرتين ونصف من حجم جميع الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي كله.
صورة من: D. Peach/Chilescope team/ESA/dpa/picture alliance
كوكب زحل
أما كوكب زحل فليس في عجلة من أمره إطلاقا، إذ إنه يحتاج 30 عاما للدوران حول الشمس لمرة واحدة. إنه ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية وسادس الكواكب من حيث البعد عن الشمس. أم أهم ما يميزه فهي الحلقات الرائعة التي تحيط به وهي مشكلة من الجليد والحجر. وصحيح أن كوكب المشترى هو أيضا لديه حلقات إلا أنها ليست ملحوظة تقريبا.
صورة من: Bernardo Chicotimba/DW
حالة نادرة
إذا كنت تتواجد في مكان تخلو سماؤه من السحاب، فينبغي ألا يفوتك منظر السماء. فهذا الاقتران النادر بين الكوكبين حدث آخر مرة في عام 1623، ولن تحدث مواجهة قريبة مماثلة مرة أخرى حتى 15 مارس/ آذار عام 2080. أما حالات الاقتران الكبيرة مثل تلك التي تحدث الآن فستكون في زمن يفوق العمر الافتراضي لمن هم الآن على قيد الحياة. الكاتبة: هَنَّا فوكس/ص.ش