1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحياد الإعلامي أول ضحايا الحرب في مالي

نيلس ناومان/ حسن زنيند٢٣ يناير ٢٠١٣

الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب، فلا أحد من الأطراف المتنازعة له مصلحة في تغطية صحفية محايدة للحرب، وهذا ما ينسحب أيضاً على الوضع في مالي.

صورة من: Reuters

حينما سافر مارك دوغه المراسل الإذاعي لشبكة أ.ر.د. الألمانية إلى غرب إفريقيا لتغطية التطورات الميدانية في مالي، أوقفته قوات الأمن على بعد مائة كيلومتر من الجبهة. "لدينا تعليمات بعدم السماح للصحافيين بالمرور، خصوصاً من البيض"، هذا ما قيل بالحرف للصحافي الألماني. من جهته واجه جوليان سوفاجي من قناة فرانس24 الفرنسية العراقيل نفسها، وأوضح بهذا الصدد: "تم حجز كاميرات الزملاء في قناة الجزيرة ووكالة رويترز لعدة ساعات في العاصمة باماكو". وهذا ما يدل على غياب الرغبة في تغطية مهنية محايدة للحرب في مالي على حد تعبير سوفاجي.

حرية تنقل محدودة

من جهته أوضح كريستوف درايه خبير الشؤون الإفريقية لدى منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بحرية الصحافة أن "أهم المشاكل تتمثل في عرقلة حرية التنقل، يمكن للصحافيين التنقل في جنوب مالي فقط حيث تبسط الحكومة الانتقالية المالية سلطتها". وتمنع الحكومة الانتقالية كما الجيش الفرنسي الصحافيين من الوصول إلى جبهة المعارك.

الحقيقة أولى ضحايا الحربصورة من: Reuters

وبالطبع هناك صحافيون حاولوا بوسائلهم الخاصة الوصول لمناطق القتال، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم، لأن الوضع على الجبهة غامض وغير واضح تماماً. فالمتمردون منقسمون فيما بينهم، كما أنه يمكن اختطاف الصحافيين الغربيين أو حتى قتلهم.

ويستطرد كريستوف درايه بهذا الصدد أنه يستحيل في الوقت الراهن بلورة صورة محايدة لما يجري على الأرض، ما يجعل الصحافيين يعتمدون بشكل كبير على المعلومات التي تقدمها لهم أطراف النزاع. "نحن نطالب بضمان أمن الصحافيين، كما يجب أن تكون لديهم القدرة على التنقل بحرية في كل أنحاء البلاد".

من دولة نموذجية إلى دولة فاشلة

في الماضي القريب، كان يشار إلى مالي كنموذج في المنطقة من حيث حرية الصحافة، حيث كان البلد يتوفر على ما لا يقل عن 130 محطة إذاعية، و30 صحيفة". إلا أن ربيع الصحافة المالية انتهى بعد الانقلاب العسكري عام 2012 الذي قاده الجيش ضد الرئيس آمادو توماني توري. "منذ ذلك الحين وحرية الصحافة تتعرض للانتهاكات باستمرار"، كما يقول درايه، إذ يتعرض الصحافيون للتهديدات والمضايقات وأحياناً للاختطاف. فعلى سبيل المثال شُن هجوم على إحدى القنوات الإذاعية وتم ضرب صحافييها بعد اختطافهم.

تراجع حرية الصحافة في مالي منذ الانقلاب العسكري في ريبع 2012صورة من: AFP/Getty Images

وفي منتصف العام الماضي أضرب جميع الصحافيين الماليين عن العمل ليوم واحد، احتجاجاً على أوضاع حرية التعبير في البلاد. "وللأسف فإن الحكومة الانتقالية لم تظهر أنها طرف يدافع عن حرية الصحافة" يقول درايه. وينسحب الأمر نفسه على المتمردين الإسلاميين في الشمال، فهم أيضاً لا يرون أي مصلحة في تغطية إعلامية مستقلة، ولذلك هرب الكثير من الصحافيين الماليين من شمال البلاد إلى جنوبها.

تحسن نسبي؟

يبدو أن الوضع تحسن فليلاً بالنسبة للمراسلين الأجانب كما يوضح سوفاجي والسبب هو "الضغط الكبير الذي مارسه ممثلو وسائل الإعلام". لا تزال هناك بعض التحفظات، ولكن سيكون متاحاً في القريب مقابلة الجنود الفرنسيين والماليين لإجراء حوارات والتأكد من بعض المعلومات.

"هكذا هو حال جميع الجيوش في العالم"، كما يقول سوفاجي ويضيف: "إنهم يقولون إن الأمر يتعلق بسلامتنا، لكن رغبتهم واضحة في مراقبة المعلومات واستحواذها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW