الخارجية التونسية تؤكد خطف عمال نفط تونسيين في ليبيا
١٦ فبراير ٢٠١٩
كتبت الخارجية التونسية على صفحتها على موقع فيسبوك أنها تتابع وضع 14 مواطنا تونسيا يعملون في منشأة نفطية ليبية تعرضوا للخطف صباح الخميس الماضي على مشارف مدينة الزاوية بغرب طرابلس من قبل مسلحين لم تكشف عن هويته.
إعلان
قالت مصادر رسمية ليبية وأخرى تونسية إن 14 عاملا تونسيا يعملون في مصفاة للنفط قرب طرابلس تم خطفهم صباح الخميس من قبل فصيل مسلح لم تكشف عن هويته.
وكتبت وزارة الخارجية التونسية على صفحتها في فيسبوك مساء الجمعة "تتابع وزارة الشؤون الخارجية وضع المواطنين التونسيين العاملين بليبيا والذين تعرضوا لعملية اختطاف صباح الخميس 14 شباط/فبراير، من قبل عناصر ليبية مسلحة على مشارف مدينة الزاوية"، على بعد 50 كلم إلى الغرب من طرابلس.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الليبية في بيان السبت (16 شباط/فبراير 2019) "خطف 14 تونسيا كانوا متوجهين إلى عملهم في مصفاة الزاوية". كما أعلنت أنها أنشأت "خلية أزمة" في هذه المدينة "لضمان سلامة التونسيين المخطوفين والإفراج عنهم من دون شروط".
ويطالب الخاطفون بالإفراج عن أحد ذويهم المعتقل في جنوب تونس منذ العام الماضي، وحكم عليه الأسبوع الماضي بالسجن 20 عاما لإدانته بالإتجار بالمخدرات، كما ذكر لوكالة فرانس برس مصطفى عبد الكبير، رئيس مرصد حقوق الإنسان، وهو منظمة تونسية غير حكومية.
وأوضحت وزارة الخارجية التونسية أن "وزير الشؤون الخارجية حال علمه بالحادثة تواصل مباشرة مع نظيره الليبي للتأكيد على ضرورة العمل من أجل الحفاظ على سلامة المحتجزين والإسراع بالإفراج عنهم وتأمين عودتهم سالمين". وأكدت كذلك أن "القنصلية العامة التونسية بطرابلس تواصل اتصالاتها مع الجهات الليبية المختصة لإنهاء هذه الأزمة دون تأخير". وكانت القنصلية التونسية في ليبيا أُغلقت في عام 2015 بعد اختطاف عشرة دبلوماسيين تونسيين، لكن أعيد فتحها عام 2018.
وفي ألمانيا جدد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال لقائه بنظيره الليبي محمد الطاهر سيالة، اليوم السبت في ميونيخ التأكيد على ضرورة التسريع بالإفراج عن المواطنين التونسيين. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن وزير الخارجية الليبي قد أكد من جانبه خلال اللقاء الذي انعقد على هامش الدورة الخامسة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن، متابعة حكومة بلاده لحادثة الاختطاف وحرصها على تأمين سلامة الرهائن التونسية، مستعرضا الجهود التي تبذلها السلطات الليبية لإنهاء عملية احتجازهم، بحسب إذاعة "جوهرة" الخاصة.
ورغم تكرار هذا النوع من الحوادث، إلا أنها أكبر عملية منذ خطف عشرة من موظفي القنصلية في 12 حزيران/يونيو 2015 من قبل مسلحين طالبوا بإطلاق سراح أحد قادتهم، وليد قليب الذي كان محتجزا في تونس ضمن تحقيق حول "الإرهاب". وتم إطلاق سراح التونسيين بعد بضعة أيام مع ترحيل وليد قليب إلى طرابلس.
وتسيطر على الزاوية البالغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، مجموعات محلية مسلحة، تخضع نظريا لسلطة حكومة الوحدة الوطنية، لكن ينشط بعضها في مجال الهجرة غير الشرعية وتهريب المحروقات.
وتابع عبد الكبير "هناك اختبار قوة بشكل منتظم للإفراج عن الليبيين المحتجزين في تونس ونحن ندين هذا النوع من الابتزاز". وتعتبر عمليات الخطف أمرا شائعا، حيث يتعرض العمال الأجانب وغيرهم للخطف من قبل الجماعات المسلحة التي تطالب بفدية.
يشار إلى أن عدد التونسيين العاملين في هذا البلد المجاور انخفض بشكل حاد في السنوات الأخيرة.
ح.ع.ح/ع.ش (أ.ف.ب، د.ب.أ)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س