لكل مدرب لاعبوه المفضلون وضحاياه. وعندما جاء بيب غوارديولا إلى ميونيخ استلم فريقا فائزا بالثلاثية، لكن عددا من أعمدة تلك الثلاثية رحل بسبب المدرب الإسباني. ومنهم من أعلن صراحة أنه قدم الأفضل لبايرن فظلم من قبل غوارديولا.
إعلان
كان أول الخاسرين أو بالأصح الراحلين في عهد غوارديولا هو النجم الألماني ماريو غوميز (30 عاما)، الذي يحمل إلى جانب الجنسية الألمانية، الجنسية الإسبانية تماما مثل غوارديولا، لكونه أن والده ينحدر من إقليم الأندلس ووالدته ألمانية.
وكان غوميز قد مدد عقده مع بايرن ميونيخ إلى عام 2016، وذلك قبل أكثر من عام من مجيء غوارديولا. غير أنه تعرض للإصابة، ففقد مكانه كأساسي لصالح ماريو ماندزوكيتش القادم من فولفسبورغ. واستطاع غوميز الفوز مع بايرن ميونيخ بالثلاثية في عام 2013 وكان له دور كبير في ذلك. وعندما جاء غوارديولا إلى بايرن وخاض أول مباراة تجريبية له مع البافاري كان ماريو غوميز مصابا، ثم انتقل فجأة في يوليو/ تموز 2013 إلى فيورنتينا الإيطالي وقضى معه موسمين، قبل أن ينتقل الصيف الماضي إلى بشيكتاش التركي على سبيل الإعارة آملا في العودة إلى المنتخب الألماني.
لويس غوستافو
البرازيلي لويس غوستافو (25 عاما) هو ثاني الراحلين عن بايرن ميونيخ بعد مجيء غوارديولا. ساهم غوستافو في فوز بايرن بالثلاثية في موسم 2013 (الدوري والكأس المحليين إضافة إلى دوري أبطال أوروبا) تحت قيادة المدرب يوب هاينكيس، لكنه لم يلعب المباراة النهائية للكأس بسبب استدعاء منتخب بلاده له. والحق أن غوستافو هرب من بايرن في أغسطس/آب 2013 بعد وصول غوارديولا مباشرة، خوفا منه من الجلوس على مقعد البدلاء، ومن تمّ خطر الاستبعاد من منتخب بلاده التي كانت تستعد آنذاك لاستقبال نهائيات كأس العالم.
وكان المدرب سكولاري قد أفهم الجميع أنه يريد رؤية لاعبي المنتخب البرازيلي يلعبون مع أنديتهمحتى يتمكنوا من الحصول على الخبرة اللازمة. على ضوء ذلك، رحل غوستافو إلى فولفسبورغ، ونال معه الكأس والمركز الثاني في الترتيب العام، كما أنه شارك مع منتخب بلاده في مونديال 2014، لكنها كانت تجربة مريرة إذ تلقت البرازيل هزيمة تاريخية (1-7) أمام منتخب ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014.
ماريو ماندزوكيتش
كان ماندزوكيتش (29 عاما) من أبرز أعمدة الفريق البافاري الفائز بالثلاثية. كما فاز مع الفريق في نفس العام (2013) بكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية. وفي العام التالي (2014) كان بايرن ناجحا محليا أيضا تحت قيادة غوارديولا، وفاز معه ماريو ماندزوكيتش بالدوري وبالكأس لكن غوارديولا لم يشركه في نهائي الكأس. وكثر تواجد ماندزوكيتش على مقعد البدلاء، فرحل إلى أتليتيكو مدريد الإسباني. وصرح في أكتوبر/ تشرين الأول في نفس العام لإحدى الصحف الكرواتية: "هذا الرجل خيّب آمالي. غوارديولا لم يكن عادلا معي". وأضاف المهاجم الكرواتي: "لقد قدمت لبايرن ميونيخ الأفضل ولم أكن استحق أن أعامل بهذا الشكل".
شيردان شاكيري
السويسري شيردان شاكيري (24 عاما) أصابه الملل من الجلوس على مقعد البدلاء في عهد غوارديولا خصوصا في دور الإياب للموسم الماضي. فرغم كثرة الإصابات في الفريق البافاري كان مقعد البدلاء هو المكان الطبيعي لشاكيري بالنسبة لغواديولا. وقالت صحيفة بيلد آنذاك إن المدرب الإسباني لا يعتقد أن شاكيري لديه الذكاء الكروي الكافي لتنفيذ خطط المدرب. لكن أوتمار هيتسفيلد المدرب السابق لبايرن ومنتخب سويسرا، والذي درب شاكيري أيضا، رد بأن اللاعب السويسري لاعب مرن وجيد تكتيكيا وبإمكانه اللعب في أكثر من مركز. ورحل نجم خط الوسط الشاب في فترة الانتقالات الشتوية في يناير/ كانون الأول 2015 إلى ميلان الإيطالي. ثم انتقل في نفس العام إلى ستوك سيتي الإنجليزي.
الطبيب ماير-فولفارت
بعد نحو أربعين عاما قضاها على رأس الطاقم الطبي لبايرن ميونيخ استقال هانز فيلهلم مولر فولفارت من منصبه، رغم أنه المفضل لدى كبار الرياضيين في العالم مثل كريستيانو رونالدو ويوسين بولت وغيرهم.
وبعد هزيمة بايرن ميونيخ هذا العام أمام بورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا استقال فولفارت من العمل مع الفريق بسبب خلافات مع غوارديولا الذي حمّل الطبيب المسؤولية عن كثرة الإصابات بين لاعبي الفريق وبالتالي عن خسارة بايرن، حسب ما نقل عن وسائل الإعلام.
وكان فولفارت يتمتع بثقة ودعم رئيس النادي أولي هونيس، الذي دخل السجن بسبب قضية التهرب الضريبي. وفي غيابه فضل فولفارت الانسحاب.
وبجانب هؤلاء جميعا، هناك أيضا قائد المنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر، الذي لم يجد له مكانا في تشكيلة غوارديولا فرحل صيف العام الجاري إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي. وكذلك نجم خط الدفاع البرازيلي دانته، الذي انتقل في صيف هذا العام أيضا فولفسبورغ.
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.