الخباز.. حرفة تجذب اهتمام الراغبين بالعمل في ألمانيا
٢٩ يناير ٢٠٢٥
صارت مهنة الخباز أكثر إثارة لاهتمام الشباب في ألمانيا خلال عام 2024. فما الذي يجلب اهتمامهم لهذه الحرفة؟ وما مزايا العمل بها في البلد؟
صورة من: BGNES
إعلان
زاد عدد الأشخاص الذين وقعوا عقودا للتدريب المهني في حرفة الخباز بألمانيا بشكل ملحوظ، وتشمل الأسباب محفزات تتعلق بساعات العمل الأفضل والرواتب الجيدة.
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب في ألمانيا، أبرمت شركات الحرف اليدوية عددا أكبر بكثير من عقود التدريب في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وفقا لتقارير الجمعية المركزية لتجارة المخابز الألمانية.
وقال رئيس الجمعية رولاند إرمر: "إن زيادة نسبة العقود بنسبة 22.5 في المائة أمر يثبت أنها صناعة لها مستقبل". وفي حرفة الخباز، كانت هناك زيادة بنسبة 11.4 في المئة.
يعتقد يورغن هينكلمان، وهو صاحب مشروع مخبز في ألمانيا، أن الوضع الاقتصادي الحالي هو أحد الأسباب وراء زيادة الاهتمام بمهنة الخباز. "عملنا محصن ضد الأزمات، إذ لن تجد خبازا عاطلا عن العمل. ربما يصير عدد المخابز أقل، لكن سيكون هناك دائما وظيفة متاحة"، يقول هينكلمان.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب تجعل المهنة أكثر جاذبية للشباب "ثلثي ساعات عملنا تتم في فترة النهار، وثلث فقط في الليل حينما نعد عجين الخبز أو في الصباح الباكر، مما يجعل فترة العمل متوافقة أكثر مع أوقات الأسرة والراحة".
أطعمة واحدة لكن بأسماء ألمانية مختلفة
من الطريف أن يكشف استخدام كلمة (قطعة خبز) عن المكان الذي قدمت منه بألمانيا. إذ تختلف الكلمة التي تستخدم للإشارة إلى الخبز من مكان لآخر في المناطق الناطقة بالألمانية، وهو ما ينطبق أيضا على أطعمة أخرى تحمل أسماء مختلفة.
صورة من: Fotolia/Picture-Factory
بروتشين
(Brot): تعني الخبز، و(chen) هي لاحقة تصغيرية. هذه الكلمة ثابتة ومعروفة في المناطق المتحدثة باللغة الألمانية حول العالم. غير أن التسمية ذاتها التي تعبر عن الخبز المحمص تختلف اختلافاً كبيراً في المخابز. إذ تجدها في برلين (Schrippe)، وفي منطقة شفابن تسمى (Wecken)، وفي الشمال يطلق عليها (Rundstück)، وفي الجنوب الألماني (Semmel). في حين يسمى الخبز الصغير في النمسا (Laibchen)، وفي سويسرا (Weggen).
صورة من: Fotolia/IrisArt
برلينر
ما تبدو وكأنها قطعة من الدونات دون حلقة مجوفة بوسطها، هي ما يسمى في شمال وغرب ألمانيا، وسويسرا بـ (البرلينر). نوع من المعجنات الحلوة المقلية. ولكن انتبه: لا تسأل عن برلينر في برلين!. إذ تسمى في شرق ألمانيا بـ(Pfannkuchen)، وفي جنوب ألمانيا والنمسا بـ(Krapfen). بغض النظر عن الاسم، فهي محشوة غالباً بالمربى، ومغطاة بالسكر الجامد أو البودرة.
صورة من: Colourbox/ Nessi
الدجاج المشوي
يباع الدجاج المشوي غالباً في عربات خاصة في المدن والأرياف بأنحاء البلاد. و يعرف بـ(Brathähnchen). بينما في بافاريا والنمسا يسمى (Hendl) أو (Grillhendl). وتستخدم تسمية (Broiler) في أيامنا هذه في شرق ألمانيا، بعد مضي عقود على زوال ألمانية الشرقية ، حين كان الدجاج المشوي يسمى (Goldbroiler) أو (Gummiadler) بمعنى (النسر المطاطي).
صورة من: StefanieB. - Fotolia
الجزر
يسمى في جنوب ألمانيا (كاروتي / Karrote) مشتقة من الكلمة اللاتينية (carota). بينما في شمال ألمانيا يسمى بـ (Wurzel) أي (الجذر)، أو (Möhre). وفي شرق ألمانيا يطلق عليه (Mohrrübe). أما في سويسرا، بالمنطقة الناطقة باللغة الألمانية منها فيسمى (Rübli).
صورة من: Bilderbox
البطاطا
تعرف البطاطا غالباً باسم (Kartoffel)، غير أن بعض المناطق مثل جنوب ألمانيا والنمسا التي تربط البطاطا بأسماء بعض الفاكهة فتسمى (Erdäpfel)، وتعني حرفياً (تفاح الأرض). بينما في جنوب غرب ألمانيا تعرف بـ (Grundbirnen) تعني (إجاص الأرض). وفي حال رأيت (Kartoffelbrei)، أو (Kartoffelpüree)، أو (Kartoffelmus) على قائمة الطعام، توقع أن تجد أمامك البطاطا المهروسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hollemann
الكفتة
(Frikadelle) أو الكفتة، تؤكل ساخنة أو باردة ومغمسة في الخردل. وهي عبارة عن هامبرغر مقلية مكونة من لحم البقر المفروم أو لحم الخنزير ممزوجة مع الخبز والبصل والبيض والتوابل. تؤخذ كوجبة خفيفة أو جزء من وجبة غذاء ساخن. تعرف بـ (Bulette) قي شمال شرق ألمانيا، و(Fleischpflanzerl) في بافاريا، و(Fleischküchle)، تعني (كعكعة اللحم الصغيرة) في جنوب غرب ألمانيا.
صورة من: Fotolia
خس الخروف
(Feldsalat) المعروفة بخس الخروف باللغة العربية. هذا النبات الشتوي الأخضر الذي يعرف في أنحاء ألمانيا باسم (Feldsalat) وأوراقه الصغيرة بـ (Rapunzel) بشرق وشمال ألمانيا. و(Nüsslisalat)، (خس الجوز) في سويسرا، و(Vogerlsalat)، (خس الطيور) بالنمسا. وإذا أمعنت النظر فيه قليلاً ستعرف حتماً لماذا يطلق عليه بعض الناس اسم (Mausohrsalat) أي (خس أذن الفأر).
صورة من: picture-alliance
كعكة البرقوق
(Pflaumenkuchen) كعكة تقليدية ألمانية مكونة من العجينة المخمرة وقطع البرقوق/ الخوخ. تعرف هذه الحلوى الشهية في جنوب ألمانيا بـ (Zwetschgenkuchen) أو (Zwetschgen-Datschi). وكلمة (Datschi) تشير إلى الضغط الذي يتم على الخوخ في العجينة. وتقدم مع قشدة أو كريمة التي تعرف بألمانيا وسويسرا بـ(Sahne) أو (Rahm)، بينما في النمسا بـ (Obers). داغمار برايتنباخ/ ريم ضوا.
صورة من: Colourbox
8 صورة1 | 8
متدربون أجانب
عندما يتعلق الأمر بالبحث عن متدربين، فإن المخابز الألمانية تبحث خارج الحدود. يورغن هينكلمان، الذي عرضت القناة الألمانية الأولى قصته، يوضح الأمر أكثر، إذ لديه 800 موظف في شركته Bäckermeister Grobe، التي تدير 60 فرعا حول دورتموند. ويعمل في الشركة 60 متدربا، منهم 31 في عامهم الأول من التدريب، ثلثهم من الذكور والبقية إناث.
وداخل هذه الشركة مثلا، يوجد 13 متدربا في عامهم الأول من التدريب ينحدرون من دول أجنبية: سبعة من فيتنام، واثنان من تونس، واثنان من المغرب، وواحد من أوكرانيا، وواحد من طاجيكستان.
حسب كارولين ويلكن، المسؤولة عن التوظيف في الشركة، فإنه "بشكل عام، كانت تجاربنا مع المتدربين من دول ثالثة إيجابية، فهم متحمسون وملتزمون للغاية. ويواجهون تحديات جديدة ويعملون على تطوير أنفسهم باستمرار وتعلم أشياء جديدة".
أشهر أنواع الكعك والخبز في ألمانيا!
سواء في برلين أو في هامبورغ أو في كولونيا أو في ميونيخ يفتخر الألمان بتنوع أشكال الكعك وأنواع الخبز لديهم. نستعرض هنا أحد عشر نوعا من أنواع المعجنات الأكثر شهرة وشيوعا في ألمانيا والموجودة في كل مخبز ألماني.
صورة من: Fotolia/Picture-Factory
في الماضي كان يوضع السمسم أو بذور الزهور الخشخاشية على الخبز أما اليوم فالأكثر شيوعا هو وضع حبوب الجاودار أو بذور اليقطين على الخبز. الخبز الأسمر يعتبر صحيا أكثر من الخبز الأبيض.
صورة من: Fotolia/Picture-Factory
الخبز المالح يتم أكله وخاصة عند شرب البيرة في ألمانيا خصوصا في في ولاية بفاريا جنوب البلاد. الخبز المالح أصله من جنوب ألمانيا لكنه أصبح يحظى بذوق جميع الألمان حتى في المناطق الألمانية الشمالية.
صورة من: Foto: Steffen Kugler/Bundesregierung/dpa
الخبز الأسمر المصنوع من الحبوب الكاملة يعتبر خبزا صحيا، وخاصة المصنوع من أصناف متنوعة من الحبوب. ويتم أكله مع الجبن أو السجق.
صورة من: Fotolia
الكعك المحتوي على الحليب يفضله الأطفال وكذلك كل الذين يحبون أكل الحلوى في وجبة الإفطار. ويتكون نوع الكعك هذا من العجين الأبيض مع بعض الحليب والزبيب أو الشوكولاته.
صورة من: DW/P. Henriksen
الكرواسان فكرته من فرنسا لكنه غزا مخابز ألمانيا أيضا وأصبح لا غنى عنه في المخابز الألمانية، وخاصة على وجبة الإفطار أو في فترة ما قبل الغداء. ويوجد كرواسان من دون حشوة، وكذلك بحشوة الشوكولاته والمربى وغيرهما.
صورة من: picture alliance/chromorange/A. Gravante
تشتهر ألمانيا بأنواع متنوعة من الكعك. ومن أكثر أنواع الكعك مبيعا في ألمانيا هي الكعك بالجبنة اللزجة البيضاء (تشبه الكعك باللبنة). والجبنة الألمانية اللزجة من مشتقات الحليب واسمها (كفَارْك) بالألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa Themendienst/A. Warnecke
الألمان يعشقون بذور الزهور الخشاخشية، ويتم وضع هذه الحبيبات السوداء ليس فقط على الخبز ولكن أيضا على الكعك وداخل الكعك. ويتم أكل كعك بذور الخشخاش أثناء احتساء الشاي.
صورة من: picture alliance/dpa
هذه الكعكة اسمها "كعكة لسعة النحل" في ألمانيا. وهي كعكة تقليدية مصنوعة من عجينة الخميرة. وهي مطلية بكريمة البودينغ والسكر واللوز والكراميل بالإضافة إلى القشدة. ويتم تقديمها مع الحليب أو القهوة ، وخاصة بعد الظهيرة.
صورة من: Fotolia/Andrea Klinger
الكعك البرليني يتكون من عجينة الخميرة المخبوزة بالسمن داخل الفرن. ويوضع على هذا الكعك مسحوق السكر، وفي داخله يكون الكعك محشيا بالمربى. ويقال إن حلَوانِيّاً من برلين ابتكره في القرن الـ 18، ويتم أكل هذا الكعك بشكل خاص في احتفالات رأس السنة الجديدة وفي الكرنفالات.
صورة من: picture alliance/chromorange/A. Schmid
كعك البودينغ اللزج يتكون بشكل أساسي من الحليب ودقيق القمح و زيت النخيل والماء والسكر والخميرة والبيض. ويستمتع الألمان بأكله مع شرب القهوة أو البيرة. وعلى متناوِل هذا الكعك أن يكون لديه منديل حتى لا تتلطخ أصابعه بالمادة اللزجة.
صورة من: picture alliance/Keystone/J. Zick
كعك الـ "ستروسل" مصنوع من عجينة الخميرة ويعتبر منذ قرون من أكثر أنواع الكعك شيوعا في ألمانيا.
صورة من: imago/Westend61
11 صورة1 | 11
وأضافت المتحدثة أن "التحدي الذي يواجهنا في الأشهر القليلة الأولى هو تحسين مهارات اللغة والاندماج بنجاح في ثقافة أجنبية. وتقول ويلكن: "نحن بحاجة إلى الدعم هنا في شكل دورات لغة، وفعاليات تدريب وتبادل خبرات، وأشخاص لتسهيل التواصل في البداية".
إن يورغن هينكلمان، مالك شركة غروب، مقتنع بأن صورة تجارة المخابز سوف تتغير أيضًا في المستقبل. قال "عندما بدأت التدريب في هذا المجال، كان هناك خمسة أنواع خبز، وكان هذا يعتبر اختيارا واسعا".
يضيف المتحدث "لقد تغيرت رغبات المستهلكين، وهذا الأمر جعل العمل أكثر تنوعا وإثارة. ويسعدني كثيرا أن عدد الرجال المهتمين بهذا العمل في تزايد".