الخبراء يجيبون.. هل تتسبب لقاحات كورونا بالعقم حقاً؟
٨ أغسطس ٢٠٢١
تنتشر شائعات عديدة من أبرزها أن "اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تجعل المرء عقيماً"، ما يسبب القلق من تلقي التطعيم. هل هذا القلق مبرر؟ وما مدى تأثير اللقاحات على الخصوبة بالفعل؟
إعلان
"التطعيم ضد فيروس كورونا يجعلك عقيماً!"، يتم تداول هذه الأقوال وما يشابهها على وسائل التواصل الاجتماعي. منذ شهورقيل في البداية إن على النساء بوجه الخصوص الخشية على قدرتهن الإنجابية، كما تم تقديم "تفسير" بيولوجي أيضاً، وهو أن "الأجسام المضادة التي يتم تكوينها في الجسم بتأثير اللقاح لا تجعل فيروس كورونا غير ضار فحسب، بل تستهدف أيضاً بروتيناً يدخل في تكوين المشيمة في الرحم".
وبحسب تلك الادعاءات يتم ذلك على النحو التالي: لقاحات "الحمض النووي الريبي المرسال" (mRNA) منشركات بيونتيك- فايزر وموديرنا تحتوي "مخططا"، على شكل "mRNA"، للبروتين السطحي لفيروس كورونا، وهو ما يسمى "بروتين سبايك". وباتباع تعليمات اللقاح، تنتج بعض الخلايا في الجسم، بحسب الادعاءات، "بروتين سبايك" الذي يحرك استجابة مناعية تؤدي إلى تكوين أجسام مضادة ضد هذا البروتين الفيروسي المعين.
"الادعاءات لا أساس لها على الإطلاق"
ويُزعم أن هذه الأجسام المضادة تعمل ضد بروتين آخر ، وهو "سينسيتين-1"، الذي يشارك في تكوين المشيمة في الرحم وهو ضروري لنجاح الحمل. أما سبب هجوم الجسم المضاد فهو "التشابه الهيكلي بين فيروسي سبايك و سينسيتين-1"، كما يزعم مؤيدو نظرية العقم.
يتكون "بروتين سبايك" لفيروس كورونا من 1273 حمض أميني، أما بروتين "سينسيتين-1" فيتكون من 538 حمض أميني. وقد وجد الباحثون سلسلة من خمسة أحماض أمينية يتشابه فيها البروتينان. لكن هذا التسلسل ليس متطابقاً أيضاً. وهذا كل ما يتعلق بالتشابه بين البروتينين.
لو كان الافتراض القائل بأن الاستجابة المناعية التي يثيرها اللقاح يمكن أن تجعل المرء عقيماً، صحيحاً، فإن "الإصابة بكورونا يجب أن تؤدي أيضاً إلى العقم"، كما يكتب أودو ماركيرت، رئيس مختبر المشيمة في مستشفى جامعة ينا ورئيس الجمعية الأوروبية للمناعة التناسلية، مع زميله إيكيهارد شلويسنر، مدير عيادة الولادة في مستشفى جامعة ينا ونائب رئيس الجمعية الألمانية لطب ما قبل الولادة، في توضيح مشترك. وأضاف الخبيران: "من وجهة نظر أبحاث المشيمة والطب التناسلي، فإن هذه الادعاءات التي تنتشر بشكل واسع لا أساس لها على الإطلاق!" ونصح الطبيبان النساء أن يتلقين التطعيم.
خوف الرجال! لكن القلق من الادعاءات التي لا أساس لها والتصريحات الكاذبة لا يقتصر على النساء فحسب، بل يمتد إلى الرجال أيضاً. وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار عن "الآثار لسلبية للتطعيم على خصوبة الرجال". لكنّ دراسة من الولايات المتحدة تذهب في اتجاه آخر، إذ فحص الباحثون الحيوانات المنوية لـ 45 رجلاً، قبل التطعيم بلقاح "mRNA" وبعده، ولم يجدوا أي تأثير سلبي للتطعيم على القدرة الإنجابية للرجال.يقول دانيال ناساو، أخصائي المسالك البولية وأحد مؤلفي الدراسة: "لم نتمكن من العثور في أي من الرجال الذين تم فحصهم على أن التطعيم كان له أي تأثير على الحيوانات المنوية". إنه متأكد من أن عدداً أكبر من الأشخاص لن يغير هذه النتيجة. في الوقت نفسه، يشير رانجيث راماسامي، أستاذ جراحة المسالك البولية في جامعة ميامي، والذي شارك في الدراسة مع ناساو، إلى خطر الإصابة بكورونا في مقال بعنوان "المحادثة".
الإصابة أخطر من التطعيم
يقول راماسامي إن اللقاحات المضادة لكورونا ليست سبباً لضعف الانتصاب أو العقم، ويضيف: "الحقيقة هي أن فيروس SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19، يعرض كلا المرضين لمزيد من الخطر".
تمكن راماسامي وفريقه من اكتشاف الفيروس في دراسة سابقة في أنسجة الخصية للأشخاص الذين ماتوا بكوفيد-19. وفقاً لراماسامي، لا يمكن للفيروس أن يضعف إنتاج الحيوانات المنوية وخصوبتها فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى ضعف الانتصاب.
ومع ذلك، فإن هذه النتائج ليست مفاجئة تماماً، كما يكتب راماسامي. فيمكن أن تسبب فيروسات أخرى، مثل النكاف أو فيروس زيكا، التهاباً في الخصيتين وضعفاً في الخصوبة. يقول ناساو: "يزداد خطر الإصابة بالعقم وضعف الانتصاب كلما زادت حدة العدوى"، لكنه يضيف: "يمكنني أن أنصح بشدة كل رجل بتلقي التطعيم".
يوليا فيرجين/م.ع.ح
دراسة هولندية: حتى الكلاب والقطط تُصاب بعدوى فيروس كورونا
حتى الكلاب والقطط يمكنها أن تصاب بعدوى كورونا عند إصابة أصحابها بالفيروس. وتظهر على هذه الحيوانات الأليفة أعراض المرض، لكن مسار العدوى لا يكون خطيرا.
صورة من: DW/F. Schmidt
احترام مسافة الأمان
إذا أصيب أحد الأشخاص بفيروس كورونا، فعليه أخذ مسافة من كلبه أو قطته التي تعيش معه في البيت. باحثون من مدينة أوتريخت الهولندية أخذوا عينات دم ومسحات من أنف قطط وكلاب أصيب أصحابها بفيروس كورونا خلال الـ200 يوم الماضية، وجاءت النتائج كالآتي: في 17.4 بالمئة من الحالات تم العثور على الفيروس و4.2 في المائة من الحيوانات ظهرت عليها أعراض المرض.
صورة من: Fabian Schmidt/DW
حتى الحيوانات تمرض جراء الإصابة بكورونا
أظهرت الدراسة أن ربع الحيوانات التي أصيبت بالعدوى ظهرت عليها أعراض المرض رغم أن مساره لم يكن خطيرا. ورغم ذلك يؤكد الباحثون أن الحيوانات لا تلعب دورا مهما في نقل العدوى، كما هو الحال بشأن انتقالها من شخص إلى آخر.
صورة من: Fabian Schmidt
هل تنشر القطط فيروس كورونا؟
معلومة أن القطط يمكن أن تصاب بفيروس كورونا معروفة منذ مارس/آذار 2020. آنذاك، أظهر معهد البحوث البيطرية في هاربين بالصين لأول مرة أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن ينتشر بين القطط، حيث أكد الطبيب البيطري هوالان تشن في ذلك الوقت أن القطط يمكنها أيضًا نقل الفيروس فيما بينها، لكن ذلك لا يتم بسهولة كبيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K-W. Friedrich
لا داعي للقلق
لا ينبغي على أصحاب القطط والكلاب أن يشعروا بالقلق: فالحيوانات تطور بسرعة أجسامًا مضادة للفيروس، وبذلك لا تظل معدية لفترة طويلة جدًا. يجب على أي شخص مصاب بكورونا أن يقيد حركة القطط مؤقتا، كما يجب على الأشخاص الأصحاء غسل أيديهم جيدًا بعد مداعبة الحيوانات.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
من يعدي من؟
هل يجب أن يبتعد هذا الخنزير المنزلي عن هذا الكلب عند التقائهما في الفضاء الخارجي؟ قد يحتاج هذا الأمر الآن أيضًا إلى إعادة التقييم. فقد أكد أطباء بيطريون في هاربين، عام 2020، على أن الخنازير لا تصاب بفيروس كورونا. لكن في ذلك الوقت قالوا أيضا إن الكلاب هي الأخرى بعيدة عن الإصابة بالفيروس. فهل هذا التقييم لا يزال قائما؟
صورة من: Reuters/A. Lingria
عندما يشكل الإنسان خطرا
كانت أنثى النمر الماليزية ناديا البالغة من العمر أربع سنوات واحدة من أوائل الحيوانات البرية التي أصيبت بعدوى فيروس كورونا عام 2020 في إحدى حدائق الحيوانات بمدينة نيويورك. وقال كبير الأطباء البيطريين في الحديقة لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك": "إنها - على حد علمنا - المرة الأولى التي يصاب فيها حيوان بري بفيروس كوفيد 19 بعد تلقيه العدوى من إنسان".
صورة من: Reuters/WCS
هل تم اتهام الخفافيش على غير وجه حق؟
من ناحية أخرى، هناك شبه اتفاق على أن مصدر الفيروس هي الحيوانات البرية. إذ تعتبر الخفافيش المصدر الأكثر احتمالا لظهور فيروس كورونا المستجد، لكن أطباء بيطريين يفترضون أن يكون هناك نوع آخر لعب دور "الوسيط" لنقل الفيروس بين الخفافيش والبشر في ديسمبر/ كانون الثاني 2019 بمدينة وووهان. الشيء الوحيد الذي يبقى غير واضح هو أي نوع يمكن أن يكون هذا "الوسيط".
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
كلب الراكون "المشتبه به الرئيسي"
كلب الراكون هذا معروف بأنه ناقل لفيروس كورونا المستجد. لذلك يشك عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن بأن يكون المصدر الذي نقل الفيروس للإنسان. وقال دروستن "كلاب الراكون يتم اصطيادها على نطاق واسع في الصين، حيث تتم تربيتها من أجل الاستفادة من فرائها". لذلك يعتبر دروستن، أنه من الواضح أن يكون كلب الراكون هو "المشتبه به الرئيسي" في نقل الفيروس.
صورة من: picture-alliance/ImageBroker/C. Krutz
ماذا عن هذا المتهم؟
يُشتبه في أن البنغول، المعروف أيضًا باسم البنغولين، في أن يكون الوسيط الذي ساهم في نقل الفيروس من الخفافيش إلى الإنسان. وقد تمكن باحثون من هونغ كونغ والصين وأستراليا من اكتشاف فيروس في البنغول الماليزي يشبه بشكل مثير للدهشة فيروس كورونا المستجد، حسب دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" في مارس/آذار 2020. ويتم تداول البنغول بشكل غير قانوني في أسواق الحياة البرية الصينية.
صورة من: Reuters/Kham
الحجر الصحي للقوارض
قام الطبيب البيطري هوالان تشن بتجارب على القوارض أيضًا. وجاءت النتيجة كما يلي: يمكن لفيروس كورونا المستجد أن ينتقل بينها كما يحدث ذلك لدى القطط. وتتم العدوى عن طريق تطاير القطيرات. وفي نهاية عام 2020، كان لا بد من قتل عشرات الآلاف من العرسيات التي ظهرت في بعض مزارع الفراء المختلفة حول العالم بعدما تبين إصابتها بفيروس كورونا المستجد.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J.-M. Labat
هل من تهديد قادم من الدجاج؟
هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا عن طريق الدجاج إلى الإنسان؟ هذا الجواب تمت الإجابة عليه بوضح في ووهان: لا داعي للقلق على البشر لأن الدجاج عمليًا محصن ضد فيروس كورونا المستجد، وهذا ينطبق، بالمناسبة، أيضًا على البط وأنواع أخرى من الدواجن. فابيان شميت/ع.ش