1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخبراء يحذرون من "فوضى" تناول الأدوية

٣٠ مايو ٢٠١٢

كشف دراسات طبية أن أكثر من نصف الوصفات الطبية في الدول المتقدمة يكتبها الأطباء للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً، الذين يعانون باستمرار من آثارها الجانبية، فالأدوية الأدوية تؤثر على المسنين بشكل يختلف عن الشباب.

Pillen und Tablettenmissbrauch. unge Frau mit vielen Tabletten auf Löffel. Bildquelle: BilderBox-Bildagentur GmbH
صورة من: BilderBox

رصدت الأبحاث العلمية والطبية تناول الكثير من المسنين للأدوية، وكشفت عن أن أكثر من نصف الوصفات الطبية في الدول المتقدمة مثل ألمانيا يكتبها الأطباء للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً. ويعتقد الأطباء أن القليل يمكن أن يعني الكثير في العديد من الحالات، نظراً لأن الأدوية قد تكون قوية للغاية، ويمكن أن تتعارض مع أدوية أخرى، وربما كانت في الغالب غير ضرورية على الإطلاق.

في هذا السياق يقول خبير الأدوية غيرد غليسكه، الأستاذ بجامعة بريمن شمال غربي ألمانيا: "يعاني بعض المسنين باستمرار من آثار جانبية دون أن يكونوا على دراية بذلك، نظراً لأنهم اعتادوا عليها (الأدوية)". وتتمثل المشكلة الرئيسية الأولى في أن الأدوية تؤثر على المسنين بشكل يختلف عن الشباب، إذ أن تأثير الجرعة الزائدة يمكن أن يظهر بشكل أكثر سهولة على المرضى المسنين، ذلك أن امتصاص المواد الفعالة في الأدوية يكون أبطأ، ومن ثم تظل فترة أكبر في الجسم. من جانبه يقول روديغر هولسباخ، وهو طبيب ألماني يعمل في مجال علاج الإدمان: "تلك هي الحالة تحديداً مع أقراص النوم والمهدئات. فتأثيرها في تهدئة الأعصاب يدوم فترة أطول".

صورة من: Fotolia

توصيات بخفض الجرعة

عادة ما يتم اختبار الأدوية الجديدة على الشباب، إذ يجري تحديد الجرعة الموصى بها بناء على هذه الاختبارات. وتوصي إحدى الهيئات الألمانية بخفض الجرعة لمن تتجاوز أعمارهم 65 عاماً بنسبة 10 بالمائة، ولمن تزيد أعمارهم علي 75 عاماً بنسبة 20 بالمائة، مع المزيد من الخفض لمن هم أكبر سناً. ومن بين العوامل الأخرى التي لها دور في تحديد الجرعة، وزن المريض وصحته العامة.

ويعاني حوالي نصف الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، من مرض أو آخر. ويتساءل غليسكه قائلاً: "هناك خطوط إرشادية لعلاج مرض بعينه، لكن ماذا نفعل عندما يعاني الشخص من عدة أمراض؟". ويرغب الأستاذ في جامعة بريمن الألمانية في إجراء المزيد من الدراسات حول الجمع بين الأدوية المختلفة.

صورة من: picture-alliance/dpa

علاجات مختلفة

لكن ثمة مشكلة أخرى ألا وهي أن المرضى الذين يشكون من أكثر من علة ربما يزورون أطباء مختلفين، ويصف كل واحد منهم أفضل دواء في تخصصه، وأحياناً دون تنسيق بين وسائل العلاج المختلفة. هذا الأمر لا يتعلق بالأدوية التي تتطلب وصفات الأطباء فحسب، بل ويتعلق أيضاً بالأدوية التي يتم الحصول عليها دون وصفة طبية من الصيدلية وغيرها من منافذ البيع الأخرى.

عن ذلك يعلق هولسباخ بالقول: "علينا أن ننظر بجدية لهذه (الأدوية) أيضاً"، مشيراً إلى أن تناول الأسبرين يمكن أن يؤدي إلى نزيف في المعدة. ويمكن أن تتفاعل بعض وسائل العلاج العشبية أيضاً مع الأدوية الطبية، على سبيل المثال تؤدي نبتة "سانت جونز" التي يتم تناولها لعلاج الاكتئاب إلى تحلل أنواع معينة أخرى من الأدوية بشكل أسرع.

كما أن الأدوية التي تساعد على النوم بصورة أفضل يمكن أن تؤدي إلى حلقة مفرغة. فبعد أن تساعدك هذه الأدوية في البداية، يعتاد جسمك عليها شيئاً فشيئاً، ويتطلب الأمر منك أن تتناول جرعة أكبر، لكن حينئذ تطرق الآثار الجانبية الباب. ومن ثم يصبح المريض كسولاً فاتر الشعور ويفتقر إلى التركيز.

الأشخاص الواقعون تحت تأثيرات ذلك قد يعتقدون ببساطة أنهم يتقدمون في العمر أو يعزون ذلك إلى قلة النوم، ويواصلون تناول الدواء بل ويزيدون من جرعاتهم. وتشير خبيرة الإدمان كريستا ميرفرت-ديته إلى أنه يتم غالباً التقليل من شأن الاعتماد على الأدوية المضادة للأمراض النفسية، مثل أقراص النوم والمهدئات ومرخيات العضلات. وتقول: "ثمة كثيرون لا يدركون احتمال إدمان هذه الأدوية، وعندما يتوقف مفعولها، فإنهم بكل بساطة يتناولون المزيد منها".

(ع.غ/ د ب أ)

مراجعة:عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW