1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أمام إيران فرصة للعب دور قوة إقليمية بناءة"

أجرت الحوار ديانا هودالي١٧ يوليو ٢٠١٥

يفتح الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى آفاقا جديدة أمام إيران؛ إذ يتيح لها لعب دور قوة إقليمية بناءة في سوريا وفي الشرق الأوسط عموما، كما يرى فولكر بيرتس، مدير المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين.

Volker PERTHES
فولكر بيرتس، مدير المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنصورة من: picture-alliance/dpa

DW: تلقى أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، خلال الأشهر الأخيرة، ضربات موجعة. وبفضل الدعم المالي والعسكري الذي يتلقاه من طهران، بقي النظام السوري صامدا. هل تعني إيران قوية بعد الاتفاق النووي تقوية لنظام الأسد أيضا؟

فولكر بيرتس:أحيانا تبدو العلاقات السببية في الشرق الأوسط أو بشكل عام في السياسة الدولية غير واضحة تماما. فبشار الأسد حليف لإيران وسيبقى كذلك، وتقوية إيران ستزيد بلا شك في أمل استمرار حصوله على دعم طهران. بيد أن إيران ترى في الوقت ذاته أن الأسد يضعف، وأنه بات تحت الضغط حتى داخل طائفته العلوية. وبعد الاتفاق النووي فإن لإيران مصلحة في الوصول إلى شكل من أشكال التفاهم مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى.

لطهران مصلحة أيضا في بقاء المحور الشيعي مع العراق وسوريا ولبنان. ألا تعتقد أن إيران، ولاعتبارات جيو ـ إستراتجية، ستواصل الاستثمار في نظام الأسد؟

ليس واضحا بعد إلى أي مدى ستواصل طهران الاستثمار في نظام الأسد، ولكن من المؤكد أنها ستواصل الاستثمار في سوريا. فلإيران مصلحة جيو ـ سياسية وجيو ـ اقتصادية لاستمرار الروابط بين إيران والبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان. ومن المؤكد أن إيران تفكر في سيناريو احتمال انهيار الأسد أيضا، وتقلص سوريا إلى جزء صغير، وآنذاك لا بد من التفكير في بدائل من حلفاء لإيران ربما لا ينتمون لعائلة الأسد.

حظر تصدير السلاح لإيران سيُرفع تدريجيا، هل سيؤدي ذلك لتسهيل تزويد الأسد بمزيد من الأسلحة؟

هذا صحيح. سيبقى في مقدور إيران مواصلة إمداد الأسد بأنواع معينة من الأسلحة والذخائر، ولكن الأهم بالنسبة لسوريا هو الحصول على الأموال من إيران لشراء الأسلحة التي تقتنيها من روسيا.

إيران ستواصل الاستثمار في سوريا ولكن ليس بالضرورة في الأسدصورة من: AP

إيران تربط بين أمنها وبين شبكة حلفائها الإقليميين، هل يمكن تصور مشاركة إيران في حل سياسي للحرب في سوريا؟

هذا ما يراه الكثيرون من الإيرانيين والنخب النافذة في إيران. وهم يقولون منذ وقت طويل "نحن وسطاء في الواقع، ونحن نسعى لوقف إطلاق النار ونتحدث أيضا مع المعارضة". وهذا صحيح إلى حد ما. وفي الوقت ذاته ظلت طهران متمسكة بالأسد. أعتقد أن العامل الحاسم في هذه القضية سيكون مدى تحسن علاقات إيران مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

فهل سيجعل الرئيس ووزير خارجيته من تحسين علاقات إيران بمحيطها الإقليمي أولوية؟ هل سيتم دعم المحاولات الأوروبية لإجراء محادثات بين طهران والرياض؟ وهل ستساهم تركيا في التفكير في الشكل الذي سيكون عليه النظام الإقليمي في المنطقة؟ إنها أسئلة تتطلب جهودا دبلوماسية مضنية إذا ما كنا ننتظر ردا ايجابيا عليها. إن الاتفاق النووي يعطي فرصة لإيران كي تظهر بمظهر القوة الإقليمية البناءة.

هل يعني الاتفاق النووي مع إيران استقرارا أيضا لمنطقة الشرق الأوسط ككل؟

أعتقد أنه خطوة مهمة في اتجاه استقرار المنطقة. فاحتمالات حرب بين الولايات المتحدة وإيران، أو بين إسرائيل وإيران رغم التحفظات الإسرائيلية، قلت بالمقارنة مع السنوات الأخيرة. الاتفاق النووي كان تتويجا لمفاوضات عسيرة دامت عشر سنوات؛ وهذا ما يمكن استثماره لتحقيق خطوات بناءة أخرى بمشاركة الجميع.

فولكر بيرتس، مدير المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية، المعروف باسم مؤسسة العلوم والسياسة (SWP). يهتم المعهد بالبحث في التغيرات السياسية في الشرق الأوسط، وكذالك التحديات الأمنية التي تواجه ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW