فيما طالب زعيم حزب الخضر الألماني حركة غولن بتوضيح أنشطتها وتحديد هويتها في ألمانيا، دعا حزب اليسار الألماني لوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لأن الرئيس التركي أردوغان "يهدم الديمقراطية" في بلده.
إعلان
طالب زعيم حزب الخضر الألماني جيم أوزديمير حركة الداعية الإسلامي فتح الله غولن بتوضيح معلومات عن الأنشطة التي تقوم بها المنظمات والاتحادات التابعة لها في ألمانيا. وقال أوزديمير في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغس تسايتونغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (السابع من آب/ أغسطس 2016): "إنه يتعين على حركة غولن أن تصدر بنفسها توضيحاً لهويتها بالتحديد، إذا ما كانت جماعة إسلامية-محافظة أو شبكة توظيف مهنية أو حركة إسلامية سياسية ومؤخرا راديكالية".
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحمل غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا في منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي. واتهم أردوغان غولن بأنه يقوم بتأسيس هياكل موازية في الدولة ويخطط للقيام بانقلاب من خلال ذلك.
ودعا زعيم الخضر الألماني قائلاً: "إنه لأمر حاسم في البداية أن يلتزم أنصار غولن (في ألمانيا) بالقوانين الألمانية. وهناك حاجة للمزيد من الشفافية أيضاً للمقاصد الفكرية".
بالمقابل دعا فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتحجيم التأثير الذي يقوم به الاتحاد الإسلامي-التركي في ألمانيا "ديتيب". وقال كاودر في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في عددها الصادر الأحد: "أرى أنه لابد من عدم السماح لاتحاد مثل ديتيب، ويبدو أنه متحدث بلسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يشكل حصة الدين الإسلامي في بعض المدارس".
وناشد السياسي الألماني البارز الاتحادات الإسلامية الألمانية دعم دمج المسلمين في ألمانيا، وشدد على ضرورة أن يوضحوا لأعضائهم أن الدستور والقانون في ألمانيا لهما الأسبقية على الدين.
يُشار إلى أن اتحاد "ديتيب" ينسق الأنشطة التي تقوم بها المساجد التابعة له في ألمانيا، ويقع تحت سيطرة الحكومة التركية. وهناك قلق داخل الاتحاد المسيحي من أن يتم نقل النزاعات السياسية الداخلية التي تشهدها تركيا إلى ألمانيا.
من جانب آخر دعا رئيس حزب اليسار الألماني المعارض برند ريكسينغر لوقف عاجل لمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وقال في تصريحات خاصة لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في عددها الصادر الأحد: "إن الحكومة التي تتعقب الصحفيين وتلقي القبض على معارضين في السجون والقيام بحرب ضد المواطنين أنفسهم، لا يمكن استقبالها في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف السياسي الألماني البارز أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدم الديمقراطية حالياً، وقال: "إنه انقلاب مدني - من جانب أردوغان". وأشار إلى أن اتفاق اللجوء بين تركيا والاتحاد الأوروبي يجعل الحكومة الاتحادية قابلة للابتزاز، وقال: "إن السيدة (أنغيلا) ميركل لا تفعل أي شيء من أجل التصدي لأردوغان"، لذا شدد على ضرورة إنهاء اتفاق اللجوء.
ع.غ/ م.س (د ب أ)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."