1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخلاف حول سياسة اللجوء يغذي اليمين المتطرف في ألمانيا

فولكر فاغنر/ عباس الخشالي١٥ أكتوبر ٢٠١٥

يحذر خبراء من انقسام المجتمع الألماني بسبب سياسة "الترحيب" التي انتهجتها المستشارة ميركل تجاه اللاجئين. سياسة بدأت تدفع بالحركات اليمينية إلى الظهور على الساحة السياسية بقوة. فهناك طبقة تشعر "بالمرارة" من إهمال الدولة.

Deutschland Asylgegner Demo in Heidenau
صورة من: imago/C. Mang

"هجوم الخريف" هذا التعبير الذي يستخدمه العسكر عادة، أصبح شعارا لحزب البديل الديمقراطي في ألمانيا. هذا الحزب الشعبوي الذي كاد أن يختفي من الساحة قبل أشهر بسب الانقسام الداخلي بدأ بالظهور وبقوة من جديد. حسب معهد فورسا للاستطلاع ارتفعت شعبية الحزب إلى 7 بالمائة في عموم ألمانيا، 9 بالمائة في ولاية بافاريا وحدها، وحوالي 13 بالمائة في ولاية ساكسونيا. وهذا الصعود يشمل الجناح اليميني منه بالذات.

الكسندر غاولاند واحد من قادة الحزب سابقا، لا يتوقف عن الظهور والخطاب وزيادة شعبيته مستعملا جملة مضادة لتلك التي قالتها المستشارة ميركل حول اللاجئين. إذ قالت ميركل مشيرة إلى إمكانية استيعاب اللاجئين "نستطيع فعلها" أما غاولاند فقد عكس الجملة ويقول "نحن لا نريد أبدا أن نفعلها". هذا الحزب وجد قاعدته القوية خاصة في شرق ألمانيا، حيث يرتفع الخطاب الشعبوي المناهض لسياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة. ولتحقيق نتائج مرضية في الانتخابات القادمة، يقوم بحملة شعبية مستغلا سياسة برلين في استيعاب اللاجئين.

يتوقع أن يصل عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا حتى نهاية العام الجاري إلى نحو مليون لاجئصورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld

"واصلوا الفرار"

في الواقع بدأ المزاج العام يتغير في ألمانيا، فبعد خطاب "مرحبا بكم" في ألمانيا، تغير الموقف لتنشأ ثقافة رفض اللاجئين. حيث أن 51 بالمائة ممن شملهم استطلاع فورسا يشعرون بالقلق من موجات اللاجئين التي دخلت ألمانيا. ومن يرفض سياسة المستشارة للجوء بدأ صوته بالارتفاع جدا. "رجاء واصلوا الفرار"، هو شعار ينتشر في الشارع مطالبا اللاجئين بمغادرة ألمانيا. البروفسور المتخصص في العلوم السياسية هايو فونكه يتحدث في هذا السياق عن "غوغاء جماهيرية". والحديث هنا يدور بالذات حول مدينة مايسن على نهر إلبا، حيث بدأت الحدود بين اليمينيين والطبقة الوسطى بالاختفاء تدريجيا.

هذا أيضا ما تؤكده دائرة حماية الدستور في ولاية ساكسونيا - أنهالت، والتي تحذر من ارتفاع عدد المواطنين ممن لا مانع لديهم للحوار مع اليمين المتطرف. المتخصص في علم الاجتماع هاينز بوده يصف هذه الفئة من المجتمع "بالطبقة التي تشعر بالمرارة". وهي طبقة تشعر بالحسد تجاه اللاجئين الذين ترحب بهم الدولة، فيما يتم إهمالهم. وهي طبقة متعلمة غالبا وتنتمي للطبقة الوسطى، حسبما يقول هاينز بوده.

هانز بوده يتحدث أيضا عن شريحة من هذه الطبقة التي تجاوزت الخمسين من العمر ويصفها بطبقة "عمال الخدمات". على سبيل المثال ممن يعملون في مجال البريد والنقل، يحصلون على رواتب منخفضة وهم يمثلون حوالي 10 بالمائة من المجتمع الألماني. هذه الظاهرة تقلق الحكومة الألمانية أيضا، فقد بدأ رؤوساء الكتل النيابية في البرلمان يحذرون من ثقافة "الترحيب" التي انتهجتها المستشارة، وبدأ بعض أعضاء حزبها – الحزب الديمقراطي المسيحي – بانتقاد نهجها، "عندنا خوف من الشعب" يقول أحد أعضاء الحزب القدامى، محذرا من غضب الناس.

الباحث الاجتماعي هانز بوده: هناك فئات اجتماعية تشعر بالغبنصورة من: picture-alliance/dpa/U. Zucchi

حركة بيغديا تنتعش من جديد

عودة الحياة لحركة بيغيدا المناهضة للأجانب ليس مفاجئا لكثيرين. فالحركة التي كاد أن يطويها النسيان، ظهرت من جديد بعد أفواج اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط إلى ألمانيا. يوم الاثنين (12 تشرين الأول/ اكتوبر) تظاهر حوالي 9 آلاف شخص في مدنية دريسدن الألمانية بدعوة من الحركة. بعض المتظاهرين رفعوا شعارات تتهم ميركل بخيانة ألمانيا، وتقول الحركة إنها ستنظم مظاهرات أخرى وستحاول حشد أكبر عدد ممكن من المحتجين. الحزب الديمقراطي الوطني هو الآخر بالظهور، وهو الحزب اليميني الذي يمثل النازيين الجدد في ألمانيا. ولو كانت هناك انتخابات محلية في ولاية سكسونيا الآن لفاز الحزب بكل بساطة بمقاعد داخل برلمان الولاية. فهناك شعور بالتعاطف مع الحزب داخل الطبقة المتوسطى في الولاية.

تباين المواقف داخل حزب ميركل

داخليا يتباين الموقف في ألمانيا بين الثقة بالدولة وشعار ميركل "يمكننا تحقيق ذلك" وبين من يحذر من الخوف على الهوية الألمانية بقوله "القارب امتلأ". الباحثة في علم الاجتماع نايكا فوروتان تتحدث عن انقسام قوي داخل المجتمع الألماني. والرئيس الألماني يواخيم غاوك يحاول التقريب بين أجنحة المجتمع التي بدأت بالتباعد، فهو يقول "صدرنا واسع" بيد أنه يعود ويقول "إمكانياتنا ليست لانهائية".

الباحث السياسي تيمو لوخسكي: هناك "غواغاء جماهيرية"صورة من: The German Marshall Fund of the United States

هنا تظهر ساعة الحسم وجلوس الساسة واتخاذ القرارات المهمة خلف الأبواب المغلقة. ففي يوم الثلاثاء (13 تشرين أول/ أكتوبر) عقدت جلسة مغلقة بين قادة حزب ميركل "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" ، ضم متخصصين وخبراء. تحدث الجميع عن الخوف من انهيار شعبية الحزب بقيادة ميركل بعد سياستها تجاه اللجوء. الاجتماع اظهر وقوف ميركل على قاعدة صلبة في سياستها، يقول الباحث السياسي تيمو لوخسكي، فهو يرى أن تراجع شعبيتها بين طبقات المجتمع الألماني هامشي جدا، فيما يرتفع تعاطف أعضاء حكومتها معها. والملفت أن وزيرا الداخلية توماس دي ميزيير والمالية فولفغانغ شويبله وهما من حزب ميركل، لا يوافقان كليا على سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW