فيروس كورونا يواصل انتشاره في ألمانيا والمخاوف من العدوى تزيد خاصة في أماكن التجمعات كالمدارس والشركات، فما الوضع القانوني الذي ينظم العلاقة مع أرباب العمل خلال تلك الفترة، وما هي التزامات رب العمل تجاه موظفيه؟
إعلان
مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا، تزيد المخاوف من العدوى في الأماكن المزدحمة وخاصة في أماكن العمل، فهل الخوف من الإصابة يعد سببا كافيا لعدم الذهاب للعمل؟
الخبير القانوني الألماني توبياس تورنيغ، يوضح أن الإشكالية هنا تتركز في صعوبة التقييم الفعلي لخطر الإصابة بالفيروس، لذا فإن الخوف من الإصابة لا يبرر الامتناع عن العمل، وهو وضع يختلف تماما عن الامتناع عن العمل حال فرض الحجر الصحي من السلطات.
من ناحية أخرى يلزم القانون رب العمل بالكشف عن المعلومات اللازمة من أجل حماية العاملين، ففي حال اكتشاف إصابة بشركة أو مؤسسة ما، تلتزم الإدارة بإخبار العاملين الأكثر عرضة للخطورة بسبب مشاركتهم للمصاب مثلا في نفس المكتب أو نفس الفريق، وفقا لتصريحات تورنيغ لموقع مجلة "فوكوس" الألمانية.
أما في حال تفشي وباء كورونا، فلا يحق لصاحب العمل إجبار الموظفين على الدخول في إجازة غير مدفوعة أو تقليل ساعات العمل المتفق عليها، لكن من حق رب العمل في هذه الحالة، أن يطلب من الموظفين الأصحاء العمل لساعات إضافية بسبب مرض زملائهم، أو تقليص الساعات الإضافية إذا استدعت الحاجة البعد عن مكان العمل.
سؤال آخر يدور في أذهان الكثيرين، حول الوضع القانوني حال قرر صاحب العمل إغلاق شركته، وهنا يوضح تورنيغ لمجلة "فوكوس"، أن إغلاق شركة أو مؤسسة كإجراء وقائي يتخذه رب العمل وحده دون قرار من الجهات المسؤولة في الدولة، يلزمه بمواصلة دفع أجور العاملين.
أما في حال إغلاق مدارس أو حضانات أبناء العاملين في مكان ما، فيتعين على العامل في هذه الحالة طلب إجازات مدفوعة، إذ أن صاحب العمل لا يتحمل المسؤولية في هذه الحالة.
"الالتزام الأخلاقي" هو كلمة السر حال ظهور إصابة بالفيروس في محيط عامل في مؤسسة ما، إذ يعني هذا الالتزام تحذير رب العمل من المخاطر المحتملة من أمراض معدية على سبيل المثال. لكن من ناحية أخرى لا يمكن لرب العمل أن يطلب من موظفيه، تحديد درجات مخاطر العدوى، فهو أمر خاص بالسلطات المعنية وهي التي تحدد من خلال قوانينها، ما إذا كانت حالة هذا الشخص تستدعي البقاء في المنزل أم أن بإمكانه مواصلة عمله بشكل طبيعي.
تداعيات كورونا على الحريات
معلومة أخرى مهمة عن كورونا، ففي حال اتساع انتشار المرض، يدخل في ألمانيا ما يعرف بـ"قانون الحماية من العدوى" حيز التنفيذ، كما يتم تنسيق العمل بين وزارتي الصحة والداخلية ضمن غرفة أزمات، وهنا يمكن اتخاذ إجراءات تحد من بعض الحريات المدنية التي يضمنها القانون كحظر التظاهرات أو التجمعات والمنع من ممارسة العمل وتحديد ظروف الإقامة المنزلية.
ا.ف/ع.ج.م
كورونا: حجر صحي وإلغاء مباريات وكرنفال في شمال إيطاليا
باتت ووهان موجودة وسط أوروبا أيضا، فعدد الإصابات بفيروس كورونا في شمال إيطاليا يزداد بسرعة، ما دفع السلطات إلى إغلاق بلدات وإلغاء كرنفال البندقية واتخاذ إجراءات أخرى لمنع انتشار المرض الذي يزاد الخوف من اتساع رقعته.
صورة من: Reuters/G. Mangiapane
نقاط العبور مغلقة
تم في المجموع عزل 52 ألف نسمة في إحدى عشرة بلدة ومدينة في شمال ايطاليا. فمن يريد الدخول أو الخروج من المناطق المغلقة، يحتاج لترخيص خاص. وقوى الأمن تعمل على التزام المواطنين بذلك. ومن يحاول خرق الحظر وتحاشي الحواجز يعرض نفسه للملاحقة القانونية.
صورة من: Reuters/G. Mangiapane
شوارع خالية
جميع الحانات والمحلات في مركز مدينة "كودوغنو Codogno" التي يقطنها 15 ألف نسمة مغلقة. وإلى حد الآن ليس معروفا من جلب الفيروس إلى شمال ايطاليا. وحسب رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، يبقى سريان الحجر الصحي مستمرا لأسبوعين في خطوة أولى. وهذا يتطابق مع فترة حضانة الفيروس الذي يسبب المرض.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/C. Furlan
انتشار سريع
في البداية كان عدد الإصابات على مستوى ايطاليا حوالي ثلاث حالات. ثم تم كشف الفيروس لدى مريض يبلغ من العمر 38 عاما في عيادة بمدينة كودوغنو ثم لدى عدد أكبر من الناس في محيط هذا الرجل. وحتى والدا الرجل تم وضعهما تحت الرقابة الطبية (الصورة). وحتى يوم الأحد (23 شباط/ فبراير 2020) تم إحصاء أكثر من 130 مصابا في المنطقة، وثلاثة فارقوا الحياة.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إجراءات وقائية
الوقوف في طابور أمام سوبر ماركت في بلدة "كازابوسترلينغو Casalpusterlengo" المغلقة. يتم إدخال الزبائن السوبر ماركت في مجموعات تضم 40 شخصا. "كل شخص سيأتي دوره، نريد فقط تفادي الفوضى وتأمين حماية كافية"، يحاول أحد العاملين تهدئة الوضع. لكن ليس جميع الزبائن يتفهمون الإجراءات.
صورة من: Reuters/G. Mangiapane
كل شيء نفد
حتى في المدن الكبرى القريبة في شمال ايطاليا يزداد الخوف من عدوى الإصابة بفيروس كورونا. مواد التعقيم وواقيات الفم نفدت في هذه الصيدلية في تورينو، كما تكشف عن ذلك البطاقة الملصقة بالباب. والواقيات الرقيقة التي تُستعمل مثلا في غرف العمليات لا تقدم إلا حماية محدودة ضد الفيروسات ويجب استبدالها باستمرار.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Alpozzi
قناع مزدوج
هذا الشخصان المقنعان يمكن ملاحظة خيبة الأمل في عيونهم: فالكرنفال الشهير في البندقية تم تعليقه ووقاية الفم الإضافية لا تنفع في شيء. ويُعد هذا الحفل تقليدا يعود لعدة قرون ويجذب لسياح الذين يتعرفون على الملابس الجميلة والأقنعة الخيالية.
صورة من: Reuters/M. Silvestri
موضة رغم كورونا
تبعد ميلانو فقط 60 كيلومترا عن بلدة كودوغنو التي انتشر فيها الفيروس. لكن رغم ذلك تم إقامة أسبوع الموضة الشهير ميلانو. ودار الازياء "جيورجيو أرماني Giorgio Armani" قدمت عروضها في قاعة خالية بسبب انتشار فيروس كورونا ولكن تم نقلها عبر انترنيت. وجميع عروض الأزياء الأخرى تمت كما كان مخططا لها.
صورة من: Reuters/A. Garofalo
إغلاق ملاعب وإلغاء مباريات
في الوقت الذي حددت فيه دور الأزياء تواريخ العروض، تم إلغاء جميع الفعاليات الرياضية في منطقتي لومبارداي والبندقية حتى الأول من مارس/ آذار على أقل تقدير. وبهذا تريد السلطات الايطالية احتواء انتشار للفيروس. ومن بين اللقاءات الرياضية الملغاة مقابلة كرة القدم بين انتر ميلانو وسامبدوريا جنوة.