أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية الجمعة إن الشرطة تدقق بشأن 31 "مشتبها به بينهم 18 طالب لجوء"، فيما أعلن أيضا عن اعتقال مغربي وتونسي بحوزتهما تسجيلات عن اعتداءات طالت نساء ضمن فضيحة رأس السنة بكولونيا.
إعلان
اعتقلت الشرطة الألمانية اليوم الجمعة (الثامن من كانون الثاني/ يناير 2016)، شابين (16 و23 عاما) عثر لديهما على تسجيلات مصورة لاعتداءات جنسية تعرضت لها نساء في ليلة رأس السنة بمدينة كولونيا الألمانية (غرب)، وهي الليلة التي باتت تعرف في الإعلامي المحلي بـ"فضيحة رأس السنة". وحسب إذاعة فيست روندفونك فإن الأمر يتعلق بمغربي وتونسي. وكان متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية قد أعلن أن الشرطة تدقق بشأن 31 "مشتبها به بينهم 18 طالب لجوء" في سياق التحقيق حول أعمال عنف وسرقة وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا (غرب). وأشار المتحدث في مؤتمر صحافي في برلين إلى أن "31 مشتبها به تم التعرف إلى أسمائهم من بينهم 18 طالب لجوء" يشتبه بتورطهم في سرقات وأعمال عنف جسدي، لكن دون أن يكون بينهم مشتبه بهم في اعتداءات جنسية.
وأشار المتحدث أن هويات طالبي اللجوء لم يتم الفصل فيها بشكل مؤكد. وبين المشتبه بهم تسعة جزائريين، وثمانية مغاربة، وأربعة سوريين، وخمسة إيرانيين، وعراقي، وصربي وأمريكي إلى جانب ألمانيين.
ورغم مرور أسبوع على الأحداث، إلا أن ملابسات ما وقع في تلك الليلة لا تزال مجهولة، وهو ما يزيد من حجم الضغوطات التي تواجهها شرطة المدينة المطالبة يوم الاثنين القادم بتقديم تقرير مفصل حول "الفضيحة" أمام برلمان ولاية فستفاليا شمال الراين.
"
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وتواجه بلدية المدينة أيضا انتقادات حادة على خلفية تصريحات أدلت بها عمدة كولونيا هنريته ريكارتو قبل أيام واستبعدت تورط لاجئين أو طالبي اللجوء في أحداث ليلة رأس السنة، لكن التطورات الحالية للتحقيقات وإلى غاية اللحظة تبيّن العكس، وهو ما جعل الصحافة المحلية تتحدث عن محاولة المسؤولين "إخفاء الحقائق".
وبناء على تقرير لصحيفة "كولنر شتات انتسايغر" المحلية، فإن المسؤولين بالشرطة في كولونيا "أخفوا عن عمد ذكر" الأصول التي ينحدر منها المشتبه بهم في الواقعة. وقال تقرير الصحيفة إن الشرطة كانت على معرفة تامة بأن نحو مائة شخص من الذين جرى التحقق من هوياتهم في تلك الليلة مهاجرون من سوريا والعراق وأفغانستان وقد وصلوا إلى ألمانيا قبل فترة قصيرة. وتابع التقرير "قائد مجموعات الشرطة تعمد عدم ذكر البلاد التي جاء منها هؤلاء الأشخاص لأنه اعتقد أن ذلك مسألة حساسة من الناحية السياسية"."
وبعد أحداث كولونيا، عبّر الساسة الألمان عن ضرورة إصدار قوانين جديدة تسهل ترحيل المتورطين في الأعمال التحرش والاعتداءات الجنسية في كولونيا وغيرها في رأس السنة، وأيضا من تورط في عمليات إجرامية أخرى. وهو الطرح الذي زكته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بقوة أثناء حديثها يوم أمس الخميس عن اعتداءات كولونيا، مشددة (ميركل) على محاسبة صارمة للمعتدين. وفي هذا الإطار أيضا قال نائب المستشارة ووزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابريل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي لصحيفة بيلد الشعبية : "يجب أن تظل الدولة قوية وقادرة على الفعل. والأمر يتعلق الآن باستخدام كافة إمكانيات القوانين الدولية من أجل إعادة طالبي اللجوء، الذين يرتكبون جرائم إلى أوطانهم. "
ومن جانبه أكد وزير الداخلية توماس دي ميزيير المنتمي إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي في حديث مع صحيفة "راينشه بوست" في دوسلدورف تأييده للمزيد من كاميرات المراقبة بالفيديو في الميادين العامة، وتوقيع عقوبات أشد، ومنها ترحيل الأجانب في حالة ارتكابهم جرائم جسيمة.