زيهوفر: خطر اليمين المتطرف وصل لـ"مستوى غير مسبوق"
٢٧ يونيو ٢٠١٩
بعد مقتل السياسي الألماني فالتر لوبكه لدواعي سياسية، كان من المتوقع أن يركز التقرير الأمني السنوي للداخلية الألمانية على التهديدات التي يشكلها اليمين المتطرف والتي وصلت لمستوى غير مسبوق حسب وزير الداخلية هورست زيهوفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
إعلان
لدى تقديمه لنتائج التقرير الأمني السنوي الصادر عن هيئة "حماية الدستور"، شدد وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر اليوم الخميس (27 يونيو/حزيران 2019)، على تنامي خطر اليمين المتطرف في البلاد خلال عام 2018.
وقال زيهوفر إن عدد المنظمين إلى شبكات يمينية متطرفة بلغ "أقصى مستوى له" بمعدل 24100 ألف شخص، مضيفا أن نحو النصف منهم يصنفهم التقرير على أن لهم "قابلية لاستخدام العنف".
لكن "الأكثر خطرا" حسب زيهوفر، هو التطور الحركي لهذه المجموعات والذي بات "مقلقا" بشكل كبير. وحسب الأرقام الرسمية المقدمة فإن نحو 5500 شخصا منخرطين في منظومة "الحزب اليميني القومي" المتطرف، ونحو 6600 آخرين ضمن مجموعات تنضم تحت لواء تنظيمات وجمعيات كحركة "مواطني الرايخ" المتطرفة.
في المقابل، وحسب ذات التقرير، فقد تراجع عدد الجرائم ذات دوافع سياسية - يمينية - متطرفة بشكل طفيف وبنسبة 3,2 بالمائة، لتصل إلى 20 ألف و431 جريمة، لكن جرائم العنف والدعاية اليمينية سجلت ارتفاعا مقارنة بعام 2017، كما سُجل ارتفاع على مستوى عدد الجرائم المعادية للسامية.
وحذر زيهوفر بشدة من تعزيز اليمين المتطرف لتواجده على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الالكترونية بشكل عام، متحدثا عن تطور "نوعي"، ومقرّا في الوقت ذاته بضرورة القيام بالمزيد من الجهد لمواجهة خطر اليمين القومي.
هل يتجه "الوسط المعتدل" في ألمانيا نحو اليمين؟
23:24
This browser does not support the video element.
الخطر الإسلامي بدوره، يبقى "بذات القدر من الخطورة" يقول الوزير، وذلك في ظل تقديرات هيئة حماية الدستور بوجود نحو 26560 ألف عنصر مصنف كـ"عنصر خطير". وللمقارنة سجلت الهيئة ذاتها في عام 2017، 25810 عنصرا من "الإسلاميين الخطيرين".
وعلى العموم، فإن "عام 2018 أثبت مجددا، أن التهديدات في مجتمعنا المنفتح أصبحت أكثر تعقيدا وأكثر تنوعا"، يقول وزير الداخلية هورست زيهوفر.
و.ب / ح.ز (د ب ، إ ب د)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.