طوابير طويلة ومتاجر خالية من البضاعة: فحتى بائعو الدراجات لم يتوقعوا هذا التهافت. فالدراجة الهوائية أصبحت وسيلة نقل الساعة ـ وفائزة في وقت الأزمة خلال وباء كورونا.
إعلان
بكل افتخار يمتطي ماتس البالغ من العمر سبع سنوات دراجته الجديدة التي تلمع باللون الأزرق مثل الخوذة التي يضعها على رأسه. "دراجة شرطة حقيقية"، يقول ماتس ويسوق الدراجة للقيام بجولة داخل محل بيع الدراجات.
ماتس محظوظ، لأن دراجات الأطفال باتت في الأثناء في العديد من المحلات في كولونيا بضاعة نادرة. وحتى الكبار الذين يبحثون عن نماذج معينة أو عن قطع غيار وجب عليهم توقع الانتظار طويلا للحصول عليها لأن الطلب كبير جد. "لن أنسى أبدا الاثنين الذي فتحنا فيه مجددا المحل"، يقول كريستوف هوب من محل الدراجات "Radlager". "لقد كان مثل انهيار سد".
وطوال أسابيع وجب على محلات الدراجات في ألمانيا الإغلاق بسبب وباء كورونا، وذلك في الفترة بالذات التي ينطلق فيها عادة موسم البيع في الربيع. "وبسبب إجراءات الإغلاق حصل بالطبع ازدحام"، كما يقول البائع. والآن الإقبال كبير للغاية. ولكن ليس طقس الربيع الجميل ورغبة الشراء لدى الناس فقط هما من يدفعهم لطلب الدراجة.
وسيلة نقل الساعة
"بسبب كورونا تحولت الدراجة إلى وسيلة نقل الساعة"، يقول ديفيد أيزنبيرغ من اتحاد صناعة الدراجات لـDW، ويضيف: "وهذا لا نلاحظه فقط في الشوارع، بل أيضا من خلال التهافت على محلات الدراجات". والبعض يقفز فوق الدراجة للهروب من ركود البيت والبقاء في لياقة بدنية جيدة. وآخرون يرفضون وضع الكمامة الإلزامية في وسائل النقل العمومي. "ولذلك يصعد الناس الآن فوق الدراجة، عوض التنقل مثل السابق عبر قطار الأنفاق إلى العمل".
وفي كثير من المدن الألمانية الكبرى تم تشييد الطرق الخاصة بالدراجات. وفي وسط مدينة كولونيا تسود حركة سير كثيفة، وسائق دراجة مجبر على الفرملة بقوة، لأن مجموعة من الراجلين ـ بدون النظر إلى اليمين أو اليسار ـ تريد تجاوز طريق الدراجات. وفي الخلف تدفع سيدة شابة دراجة خارج محل، وهي لم تشتريها بل استأجرتها للتو. "لا يمكن لي الذهاب بها للأسف إلى العمل، لأنني مازلت أعمل من البيت"، تقول إينس. وبما أن دورات الرياضة ماتزال متوقفة، فإنها تبرمج للقيام بجولات بالدراجة على طول نهر الراين.
الشراء أو الكراء؟
لدى شركة "Swapfiets" بإمكان الزبائن مقابل نحو 20 يورو في الشهر استئجار دراجة. والإصلاحات مجانية وممكنة في كل وقت. كما يمكن في كل لحظة فسخ عقد الاستئجار. ودراجات Swapfiets معروفة بعجلاتها الأمامية الزرقاء، ويوجد منها 3.500 دراجة في شوارع كولونيا. وفي الأسابيع الماضية ارتفع عدد الزبائن مرة أخرى. "نشهد بالتحديد في شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من هذا العام طفرة حقيقية لا تعود فقط للطقس الجميل وموسم الدراجة الجديد"، يقول أندري إيلمير، رئيس Swapfiets في ألمانيا.
تعويض الخسائر
ومن أجل معرفة أسباب هذه الطفرة أجرت الشركة في الأسابيع الماضية استطلاعا للرأي سألت فيه 741 من الزبائن الجدد. و42 في المائة قالوا بأن وباء كورونا هو الذي أثر على قرارهم في التحول إلى الدراجة. و45 في المائة اعتبروا أن سياقة الدراجة هي الآن البديل الأفضل للتنقل ـ لاسيما وأن وسائل النقل العمومي تقلص عروضها.
وسواء كان عن طريق الشراء أو الاستئجار، تجارة الدراجات تسير بشكل جيد، بحيث بإمكان التجار تعويض خسارات أسابيع الإغلاق وتحفيز الانتاج. "نعتقد أننا سنخرج سالمين من الأزمة"، يقول ديفيد أيزنبيرغ، "لكن فقط إذا ظل الصيف جميلا ـ وإذا لم تحصل موجة عدوى ثانية".
مريم بينيكه/ م.أ.م/ص.ش
بالصور: درَّاجون فقدوا حياتهم في حوادث السباقات
رياضة تدر الملايين لممارسيها، ويعتقد من يشاهدها للوهلة الأولى أنها سهلة. كثيرون لا يعلمون أن عدد ضحاياها تجاوز 130 ضحية. آخرهم الدراج البلجيكي بيورغ لامبرشت الذي مات في سباق بولندا للدراجات الهوائية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gruchalski
الخطر يرافقك على طول الطريق
الخطر هو جزء من مهنة متسابق الدراجات المحترف، سواء أثناء سيرة على الأحجار الزلقة أو غيرها. والسقوط من فوق الدراجة هو أيضا أمر معتاد في "سباق العالم". والأسباب هي أخطاء القيادة، والطرق الزلقة، والمنافسة على النقاط أوالحفر- على سبيل المثال لا الحصر. وفي بعض الأحيان تنتهي مثل هذه الحوادث بشكل مأساوي. ويذكر موقع ويكيبيديا أنه منذ عام 1894 وقعت 139 حالة وفاة في سباقات الدراجات.
صورة من: picture-alliance/Augenklick/Roth
ستان أوكرز
عاش ستان أوكرز ذروة تألقه كمتسابق دراجات وهو في عمر 35 عامًا. فقد فاز الدراج المتكامل عام 1955 بجائزة كلاسيكيات أردينز: لا فليش والون (سهم والون) وسباق لييج - باستونيه- لييج، وكذلك كأس العالم. وفي العام التالي سقط بطل الدراجات البلجيكي في مضمار سباق في أنتويرب وتوفي بعد يومين في المستشفى.
صورة من: picture-alliance/AP
كنود إنمارك جنسن
الموت في الألعاب الأولمبية: تعرض كنود إنيمارك جنسن لضربة شمس خلال سباق الطريق الأوليمبي في روما عام 1960، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة، وسقط من فوق الدراجة وأصيب في رأسه. بعد يوم واحد توفي نتيجة لكسر في الجمجمة. واعترف مدربه أن جنسن كان حينها متعاطيا للمنشطات، وهو ما أكدته الفحوص. وفي وقت لاحق تم تطبيق اختبار المنشطات في الألعاب الأولمبية.
صورة من: picture-alliance/AP
يواكيم أغوستينو
ركوب الدراجات هي رياضة تمارس في الطبيعة ولذلك تنطوي على مخاطر لا تتوقع. وهذا ما عايشه الدراج يواكيم أغوستينو، الذي كان بطلا قوميا في بلده البرتغال. خلال جولة في سباق البرتغال عام 1984 سقط بسبب كلب، فأنهى المرحلة ولم يحصل على الرعاية الصحية إلا بعد ذلك بساعات. وبعد عشرة أيام توفي متأثراً بجراحه في الرأس.
صورة من: picture-alliance/dpa
فابيو كاسارتيلي
تدفق الدم على الأسفلت. لقد رجت صور سقوط فابيو كاسارتيلي سباق فرنسا للدراجات (تور دو فرانس) عام 1995. فعند الانطلاق من كول دو بورتيه ديسبيت ارتطم الدراج الإيطالي برأسه بحاجز خرساني على جانب الطريق. ورغم أن طبيب السباق تمكن من عمل إنعاش للدراج الإيطالي، إلا أن كاسارتيلي توفي في وقت لاحق متأثراً بجراحه. وقد أقيم في مكان الحادث نصب تذكاري يذكرنا اليوم بسقوط كاسارتيلي.
صورة من: picture-alliance/Augenklick/Roth
أندريه كيفيليوف
أمر لا يمكن تصوره اليوم، ولكنه كان عاديا تماما في ذلك الوقت: فلعدة عقود كان متسابقو الدراجات يقودونها بدون خوذة. وفي عام 2003 فقط ، أصبح ارتداء الخوذة واجباً، ولذلك سبب: فقد سقط الدراج الكازاخستاني أندريه كيفيليوف (في الأمام) على رأسه في المرحلة بين باريس ونيس وتوفي بعد ذلك بوقت قصير. وقبل تلك الحادثة كان المتسابقون يقاومون دائمًا فرض ارتداء الخوذة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
فوتر فيلانت
واحدة من أحلك الأيام في تاريخ سباق إيطاليا "جيرو دي إيطاليا": في عام 2011، سقط البلجيكي فوتر فيلانت عند الانطلاق من ممر بوكا وتوفي على الرغم من محاولات الإنعاش الفوري في مكان الحادث. عندما أراد أن يعدل من وضعيته في السباق لمس بدال دراجته جدارا خرسانيا فطار على الجانب الآخر من الشارع وسقط على وجهه. وكان فيلانت رابع متسابق يفقد حياته في تاريخ "جيرو دي إيطاليا".
صورة من: picture-alliance/Augenklick/Roth
أنطوان ديمويتي
كيف مات أنطوان ديمويتي؟ من المؤكد أن الدراج البلجيكي سقط في عام 2016 خلال سباق غنت- فيفلغيم الكلاسيكي بعد حوالي 150 كيلومترًا مع أربعة متسابقين آخرين. لكن دراجة نارية مرافقة صدمته من الخلف فسقط على مؤخرة رأسه. توفي الشاب البالغ من العمر 25 عامًا في وقت لاحق بسبب نزيف في المخ. هل كان السقوط أم الدراجة النارية السبب في موته؟ تشريح الجثة لم يستطع توضيح ذلك الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/D.Waem
ديفيد كانيادا
هذا السقوط هنا كان لا يزال محتملاً بشكل معقول بالنسبة للإسباني ديفيد كانيادا. في سباق فرنسا للدراجات عام 2006، كان عليه أن يتخلى عن السباق بسبب إصابته. لكنه تمكن من مواصلة مسيرته المهنية حتى عام 2009. وفي عام 2016 ، شارك في سباق "كل شخص" في منطقته الأصلية أراغونا، واصطدم بمشارك آخر فسقط وتوفي متأثراً بجراح في رأسه.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
بيورغ لامبرشت
أما أحدث حالة وفاة لمتسابق دراجات فهي موت البلجيكي بيورغ لامبرشت، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي كان يعتبر نجمًا صاعدًا في سماء سباقات الدراجات. في بداية آب/ أغسطس 2019 شارك المتسابق الشاب في سباق بولندا، وفي يوم الخامس من الشهر نفسه انزلق من الطريق بسبب المطر فارتطم بحاجز خرساني، ورغم نقله بطائرة مروحية للمستشفى إلا أنه توفي في مساء ذلك اليوم هناك. (إعداد: يان هندريك رافلر/ صلاح شرارة)