قضت المحكمة الدستورية الاتحادية بألمانيا برفض شكوى ضد ترحيل تونسي تحت طائلة الاشتباه بالإرهاب والإعداد د لهجوم في ألمانيا لصالح تنظيم "داعش"، إذ لم تر ما يهدد حياته في تونس.
إعلان
رفضت المحكمة الدستورية الاتحادية بألمانيا اليوم الاثنين (السابع من مايو/ أيار 2018) شكوى ضد ترحيل تونسي يشتبه في أنه إرهابي محتمل إلى موطنه. وذكرت المحكمة في مسوغات الحكم أن التونسي هيكل إس. ليس مهدداً بعقوبة الإعدام في بلاده.
يُشار إلى أن ولاية هيسن تحاول منذ مدة طويلة ترحيل هيكل إس. المصنف على أنه مصدر خطر أمني إلى بلاده. وقد تم إلقاء القبض على هيكل إس. في شباط/ فبراير عام 2017 خلال حملة مداهمات لمكافحة الإرهاب.
وتتهم سلطات التحقيق الألمانية التونسي المشتبه فيه بالإعداد لهجوم في ألمانيا لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويقع هيكل إس. تحت طائلة الاشتباه في بلاده أيضاً، حيث أنه متهم بالمشاركة في الهجوم على متحف باردو بالعاصمة تونس الذي أسفر عن عديد من القتلى في آذار/ مارس عام .2015 ويقبع هيكل إس. حالياً في احتجاز ما قبل الترحيل بولاية هيسن الألمانية.
وسبق للمحكمة الإدارية الاتحادية بألمانيا أن سمحت لولاية هيسن الأمانية بترحيل المشتبه به، حتى مع احتمالية أنه قد يكون مهدداً بفرض عقوبة الإعدام ضده هناك. ورفضت المحكمة بهذا القرار طلباً عاجلاً كان مقدماً من هيكل إس. المصنف على أنه مصدر خطر على البلاد، أعترض فيه على ترحيله.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد ألغت الحبس الاحتياطي في منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، لأنها لم تر شبهة إجرامية كافية. ولكن لم يتم إخلاء سبيل هيكل إس حينها، وإنما تم إبقاؤه في احتجاز ما قبل الترحيل.
وبعد ذلك قررت المحكمة الإدارية الاتحادية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي أنه لا يمكن ترحيل هيكل إس. إلا إذا تعهدت الحكومة التونسية بأنه لن يذهب إلى السجن لبقية حياته. وبعد ذلك أبلغت الحكومة التونسية مذكرة شفهية لألمانيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وبحسب معلومات وزارة الخارجية الألمانية فإن الممارسة المتبعة في تونس هي أن أي عقوبة إعدام يتم تحويلها إلى عقوبة سجن مدى الحياة أو سجن مؤقت من قبل رئيس الدولة.
وبذلك فإن الرجل ليس مهدداً بخطر التعرض لمعاملة تنتهك حقوق الإنسان، وفقاً للمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، بحسب قرار قضاة المحكمة الإدارية العليا بألمانيا.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ)
GSG9: فرقة النخبة الألمانية لمكافحة الإرهاب
تخطط ألمانيا لتوسيع وحدة الشرطة التابعة لها الموسومة بفرقة GSG9، وذلك نظرا لاستمرار التهديد الإرهابي الذي تتعرض له. وتتمتع هذه المجموعة بتاريخ متميز امتد على زمن تجاوز أربعة عقود.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
مستعدون للتعامل مع الحالات الصعبة
فرقة الـ GSG9، وهو مختصر لعبارة (مجموعة حماية الحدود 9)، أنشئت في سنة 1972 بعد أن فشلت الشرطة الألمانية النظامية في إنقاذ رهائن إسرائيليين اختطفهم ارهابيون فلسطينيون في أولمبياد ميونيخ. وكان تشكيلها مثيرا للجدل، حسب بعض السياسيين في ألمانيا الذين وجدوا فيها بقية من قوات أس أس النازية سيئة الصيت.
صورة من: picture alliance/dpa/Hannibal
بناء سمعة طيبة
أول مهمة تولتها الـGSG9، نعتت بـ"عملية النار السحرية". وقد أكسبتها سمعة طيبة. فبعد أن اختطف إرهابيون فلسطينيون طائرة "لوفتهانزا" سنة 1977، تمكن فريق الأمن العام9، من إنقاذ الركاب في عملية مدتها سبع دقائق، بمقديشو. وأصيب، حينها، عضو من المجموعة، بالإضافة إلى مضيفات بجراح، بينما قتل ثلاثة من أصل أربعة خاطفين. وللأسف، قتل الطيار قبل الشروع بالعملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
مكافأة على مهمة منجزة
"أولريش فيغنر"، واحد من الأعضاء المؤسسين لـ GSG9، حصل على شهادة استحقاق من الحكومة الألمانية بعد تلك العملية الناجحة.وصار يلقب بـ"بطل مقديشو". توفي في 28 ديسمبر/ كانون الأول2017، عن عمر ناهز الـ88 عاما. ولم يكن أبدا معجبا بلقبه؛ بل كان يردد دائما: "قمنا بالمهمة معا."
صورة من: imago/Sven Simon
حاضرون في البحر...
ينشط فريق GSG9 لأداء عمله في حالات احتجاز الرهائن، وحالات الإرهاب والقيام بتفجير القنابل. ولكنه يعمل أيضا لتأمين المواقع، كما ظاهر في الصورة الملتقطة عشية قمة G9 (مجموعة الدول الصناعية الثمانية) عام 2007 في مدينة هايليغندام الشمالية.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
...كما هم جاهزون على الأرض
معظم عمليات الـ GSG9 سرية، ويقال إنها شاركت في أكثر من 1900 عملية منذ تأسيسها. ويقع مقرها حاليا في مكانٍ ما بمدينة زانكت أوغستين الغربية، بالقرب من العاصمة الألمانية السابقة، بون.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
تدريب دائم
يخضع أعضاء فريق الـ GSG9، لتدريب صارم تؤخذ فيه كل الاحتمالات بعين الاعتبار. وهنا يتعاملون مع هجمات إرهابيين مسلحين في محطة للسكك الحديدية. ويتم حاليا وضع خطط لتوسيع الوحدة بمقدار الثلث ومنحها مقرا آخرا في العاصمة برلين. وعلى الرغم من أن عدد أفرادها يبقى سريا، إلا أن وسائل الإعلام تقدره في حدود 400 عنصراً.
تيموثي جونز/ مريم مرغيش