يحتفي غوغل بالدكتور المصري محمد حلمي الذي منحته مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية لقب "الصالحين بين الأمم" بعد وفاته تقديرا لجهوده في إيواء فتاة يهودية وإخفائها عن النازيين. اليوم كان الطبيب سيبلغ من العمر 122 عاما.
إعلان
يحتفي محرك البحث غوغل بالدكتور محمد حلمي، الذي كُرم بلقب "الصالحين بين الأمم"، في ذكرى ميلاده بتخصيص لوحة مبتكرة خاصة به على شعار غوغل. فمن هو هذا الطبيب وما هي قصته؟
ولد الدكتورمحمد حلمي في 25 تموز/ يوليو في الخرطوم عام 1901 لأب مصري وأم ألمانية. وانتقل إلى ألمانيا في عام 1922 بعد تخرجه من المدرسة الثانوية لدراسة الطب، وبعد إنهاء دراسته توجه للعمل في مستشفى روبرت كوخ في برلين، حيث أصبح رئيس قسم المسالك البولية.
وعانى حلمي نفسه من العنصرية النازية ، إذ تم طرده من المستشفى عام 1938 ومنع من ممارسة الطب لأنه من عرق "غير آري". وبما أنه لم يعد بإمكانه الحصول على ترخيص طبي، فتح حلمي عيادة خاصة دون ترخيص ومارس الطب في الخفاء. وبسبب عرقه، مُنع أيضاً من الزواج من خطيبته الألمانية، إيمي إيرنست.
اعتقال حلمي
في تشرين الأول/ أكتوبر 1939، قُبض عليه مع مصريين آخرين في برلين واحتُجز في معسكر اعتقال في مدينة نورنبرغ الألمانية، لكن أطلق سراحه مرة أخرى بعد عام بسبب مشاكل صحية. بحسب ما نشره موقع (موسوعة الهولوكوست).
وبالرغم من استهداف النظام النازي له، ندد حلمي علنا ودون خوف بالسياسات النازية، متجاهلا الخطر الشديد الذي كان يحدق به حين مد يد العون لأصدقائه اليهود . وعندما بدأت عمليات ترحيل اليهود من برلين، كانت آنا بوروس ("غوتمان" بعد الحرب) بحاجة إلى مأوى تختفي فيه، فتمكن حلمي من تأمين مكان آمن لها للاختباء في كوخ له في بوخ، والذي أصبح ملجأها حتى نهاية الحرب.
وحين كان يخضع للتحقيق من قبل الشرطة النازية، كان يرتب لها مأوى آخر. وكتبت آنا غوتمان بعد الحرب: "لقد قام الدكتور حلمي، الذي كان صديقا مقربا للعائلة... بإخفائي من 10 مارس / آذار حتى انتهاء الحرب.. وقد كان الغستابو (الشرطة السرية النازية)، يعلم بأن الدكتور حلمي كان طبيب عائلتنا، وكان يعلم أيضا بأنه يملك كوخا في ‘بوخ‘.
وقد تمكن من تجنب جميع تحقيقاتهم معه، وفي مثل تلك الظروف كان يأتي بي إلى أصدقاء له، حيث كنت أقيم لبضعة أيام، مقدمة نفسي على أنني ابنة عمه القادمة من مدينة دريسدن. وبعد زوال الخطر، كنت أعود إلى كوخه". بحسب ما نشره موقع (ياد فاشيم).
ناجون من الهولوكوست - تحديات ما بعد الحرب
52:15
مساعدة اليهود المضطهدين
في عام 1942 سُمح لحلمي بالعمل بشكل قانوني كطبيب مرة أخرى. وواصل حلمي مساعدته لليهود وغيرهم من الذين يتعرضون للاضطهاد، وذلك عبر شراء أماكن إقامة غير قانونية وطعام، وتقديم الرعاية الطبية للأشخاص المختبئين. بالإضافة إلى ذلك، كان يحمي الألمان من التجنيد في الأعمال الشاقة ويساعد العمال الأجانب. بحسب ما نشره موقع (شتيرن) الألماني.
تزوج حلمي بعد الحرب من خطيبته إيمي إلا أنهما لم ينجبا وبقيا في ألمانيا حتى مماتهما، حيث توفي هو عام 1982 وتوفيت زوجته عام 1998.
في عام 2013 ، تم تكريمه بعد وفاته باسم "الصالحين بين الأمم" من قبل مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية، وهو أعلى جائزة تمنحها دولة إسرائيل لغير اليهود. تم منحه من قبل ياد فاشيم منذ عام 1963 للأشخاص الذين خاطروا بحياتهم في ظل الاشتراكية الوطنية لإنقاذ اليهود.
حلمي هو المصري الوحيد حتى الآن وأول عربي يحصل على هذا التكريم. وفي ذكرى ميلاده الذي يصادف اليوم 25 تموز/ يوليو يحتفي محرك البحث غوغل به بلوحة خاصة على الشعار الرسمي.
ر.ض
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة