الدوري الألماني: بايرن يُكَرِم "القيصر" بكنباور بأفضل طريقة
١٢ يناير ٢٠٢٤
كَرَّمَ بايرن ميونيخ أسطورته "القيصر" فرانتس بكنباور، الذي فارق الحياة الأحد عن 78 عاماً، بأفضل طريقة من خلال الفوز على ضيفه هوفنهايم بفضل ثنائية لجمال موسيالا في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم.
إعلان
خاض بايرن ميونيخ، الساعي الى لقبه الثاني عشر توالياً في الدوري، مباراته الأولى لعام 2024 بأجواء حزينة نتيجة وفاة نجمه الأشهر فرانتس بكنباور الذي تألق في صفوفه كلاعب وتوج معه بلقب الدوري أربع مرات وكأس الأندية الأوروبية البطلة ثلاث مرات قبل أن يدربه لاحقاً ويحرز معه لقب الدوري، وصولاً الى تولي منصب رئيس النادي.
وفي أجواء مناخية باردة جداً، حيث وصلت الحرارة إلى ناقص 9 درجات مئوية، قام لاعبو بايرن بعملية الإحماء وهم يرتدون قمصاناً تحمل الرقم 5 الذي كان يرتديه بكنباور حين كان لاعباً في مسيرة أحرز خلالها كأس العالم كلاعب عام 1974 قبل أن يكرر الأمر كمدرب عام 1990. وخاض بايرن اللقاء أيضاً بقمصان خاصة كتب عليها "دانكه فرانتس"، أي شكراً فرانتس، من ضمن لفتات تكريمية أخرى تضمنت عرض مقاطع فيديو عن مسيرة الأسطورة قبل أن يقف الفريقان دقيقة صمت، على غرار ما سيحصل في جميع مباريات المرحلة.
وكانت المباراة مناسبة لتكريم "القيصر"، وقد ارتقى لاعبو بايرن الى مستوى المناسبة بفوزهم الثالث عشر للموسم، ما خَوَّل رجال المدرب توماس توخل تضييق الخناق على باير ليفركوزن المتصدر بعدما بات الفارق بين الفريقين نقطة واحدة موقتاً بانتظار مباراة الأخير مع مضيفه أوغسبورغ السبت.
ورغم الموسم الاستثنائي الذي يقدمه ليفركوزن وجمعه 42 نقطة في 16 مرحلة لأول مرة في تاريخه، وخوض 25 مباراة في جميع المسابقات من دون هزيمة هذا الموسم، يبقى اللقب الثاني عشر توالياً في متناول بايرن تماماً لاسيما أنه يملك مباراة مؤجلة يخوضها في 24 الحالي على أرضه ضد أونيون برلين.
أهم محطات "القيصر" فرانز بكنباور الذي رحل عن 78 عاماً
01:37
وفي المباراة رقم 500 لحارس المرمى القائد مانويل نوير الذي بات يتشارك المركز العاشر مع باستيان شفاينشتايغر من حيث أكثر اللاعبين مشاركة مع النادي البافاري، خلف لاعبين مثل سيب ماير المتصدر (706) وزميله الحالي توماس مولر (686) أو بكنباور الخامس (582)، ضغط العملاق البافاري منذ البداية وترجم أفضليته في الدقيقة 18 حين افتتح موسيالا التسجيل من زاوية ضيقة جداً بعدما وصلته الكرة من لوروا سانيه إثر ركلة ركنية. ورغم أفضليته الميدانية، كان هدف موسيالا الفارق بين الفريقين مع الوصول الى نهاية الشوط الأول.
ثم بقي الوضع على حاله في بداية الثاني وسط صلابة دفاعية من هوفنهايم الذي عرف كيف يحد من خطورة الإنكليزي هاري كاين، مولر، سانيه وموسيالا الذي كان قريباً من هدف ثانٍ بتسديدة من مشارف المنطقة لكن الحظ عانده بعدما ارتدت الكرة من القائم الأيسر (59).
وارتفعت وتيرة المباراة بعد ذلك، وكان النمسوي كونراد لايمر قريباً من تسجيل الهدف الثاني لبايرن لكن الحارس أوليفر باومان تألق في الدفاع عن مرماه (60). وكاد هوفنهايم أن يدرك التعادل لولا تألق نوير في صد رأسية ماكسيميليان باير (62)، قبل أن يكرر الأمر في مواجهة انفراد للكرواتي أندري كراماريتش (64). وعاند الحظ الضيوف حين ارتدت تسديدة باير من العارضة (67)، قبل أن يحبط موسيالا عزيمتهم بهدفه الثاني بعدما وصلته الكرة من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء عبر سانيه (70)، ليحقق الأخير تمريرته الحاسمة العاشرة هذا الموسم في الدوري.
وتعقدت مهمة هوفنهايم أكثر وتأكدت الى حد كبير هزيمته السابعة بعدما أكمل اللقاء بعشرة لاعبين نتيجة حصول غريخا برومل (74)، ما مهد الطريق أمام بايرن للخروج بالنقاط الثلاث وإضافة هدف آخر هذه المرة عبر كاين الذي رفع رصيده الى 22 هدفاً في منتصف موسمه الأول في الدوري الألماني بعد تمريرة من البديل ليون غوريتسكا (90).
ع.أ.ج/ف.ي (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
"كان من أعظم لاعبي ألمانيا".. رحيل "الأسطورة" فرانز بكنباور
كانت شهرته تجوب العالم بأسلوبه الأنيق والحازم في آن واحد، وهو من أبرز الذين نجحوا كلاعبين ومدربين. فرانز بكنباور "القيصر" الألماني يودع دنيانا بعمر ناهز 78 عاما، مخلفا وراءة ميراثا كرويا لا يمكن لألمانيا أن تنساه.
صورة من: Werek/dpa/picture alliance
"توفي في سلام محاطا بأسرته"
صدمة عمت ألمانيا وعشاق الكرة عموما بعدما أعلنت أسرة الأسطورة فرانز بكنباور، أحد أبرز نجوم كرة القدم الألمانية والعالمية، وفاة "قيصر" الكرة الألمانية عن عمر يناهز 78 عاما. وتوفي بكنباور الأحد (7 يناير/ كانون الثاني 2024) غير أن أسرته لم تعلن الخبر إلا في اليوم التالي. وقالت أسرته في بيان: "بحزن شديد نعلن أن الزوج والأب فرانز بكنباور توفي في سلام أثناء نومه بالأمس الأحد محاطا بأسرته".
صورة من: SvenSimon/picture alliance
المستشار شولتس: كان أحد أعظم اللاعبين
ونعى المستشار الألماني أولاف شولتس بكنباور وقال عبر منصة (إكس): "كان فرانز بكنباور أحد أعظم لاعبي كرة القدم في ألمانيا والقيصر بالنسبة للكثيرين بسبب الحماس الذي أثاره في نفوس أجيال تجاه كرة القدم الألمانية. سنفتقده. تعازينا لأسرته وأصدقائه". وخاض بكنباور 103 مباريات مع ألمانيا الغربية وفاز ببطولة أوروبا في 1972 ثم بكأس العالم على أرضه عام 1974. ونال بكنباور جائزة أفضل لاعب أوروبي في العام مرتين.
صورة من: imago/WEREK
ماتيوس: سأفتقده - سنفتقده جميعا
وأعرب لوتار ماتيوس، عميد لاعبي العالم السابق الفائز بكأس العالم 1990 عن صدمته من وفاة بكنباور وقال: "وفاته خسارة لكرة القدم ولألمانيا ككل. لقد كان واحدًا من أعظم اللاعبين كلاعب ومدرب، ولكن أيضًا خارج الملعب". وأضاف ماتيوس: "كان فرانز شخصية بارزة ليس فقط في كرة القدم، وكان يتمتع باعتراف عالمي. كل من عرفه يعرف كم كان فرانز شخصًا عظيمًا وكريمًا. لقد رحل عنا صديق جيد. سأفتقده – سنفتقده جميعًا!".
صورة من: Wolfgang Eilmes/dpa/picture alliance
النجاح الذي حققه بكنباور أثبت أنه ماهر في ميادين عديدة. في اللعب وحتى في الإدارة، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها عندما كان لاعبا ومدربا، وحتى عندما تولى مهام إدارية وقيادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peer Grimm
ولد بكنباور في مدينة ميونيخ في 11.09.1945. ونال على العديد من الجوائز، حيث حصل أربعة مرات على لقب البوندسليغا مع فريق بايرن ميونيخ، ومرة مع فريق هامبورغ، بالإضافة إلى حصوله على لقب بطولة الولايات المتحدة الأميركية لثلاث مرات مع فريق كوزموس نيويورك. فاز بكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية 1972، وبطولة كأس العالم 1974.
صورة من: imago/WEREK
لمع نجم بكنباور في مجال الدعاية والإعلان وتهافتت عليه شركات التسويق من مشروب الحساء ومرورا بالاسطوانات الموسيقية وانتهاء بشركات الهواتف المحمولة. كما أصبحت طريقته في الكلام ذات لكنة مميزة.
وبقدر ما تخطت اناقة بكنباور الحدود، فإن هيبته على أرضية الملعب كانت واضحة. تمريراته الكروية وأسلوبه في اللعب جعلت منه مشهورا. وفي عام 1974 قاد بيكنباور المنتخب الألماني إلى الحصول على كأس العالم.
صورة من: AP
"إذا كان يعمل فإنه يعمل" هذا الشعار قد يلخص حكمة بكنباور في الحياة. في عام 1977 اشتهر بأنه "الليبرو"، وهو خط الدفاع الأخير قبل حارس المرمى، وتم ظهور مجسمات له وأطلق عليه المشجعون والإعلام لقب القيصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Werek
في عام 1990 استطاع بكنباور بصفته مدربا للمانشافات أن يقود فريقه إلى الفوز بكأس العالم ضد الأرجنتين، لتحصل ألمانيا على اللقب للمرة الثالثة. قبلها بأربع سنوات التقى الفريقان الألماني والأرجنتيني في التصفيات النهائية وانتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا وهو الأمر الذي دفع ببكنباور إلى التصميم على الفوز لاحقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بعد النجاح الذي حققه في بطولة كأس العالم، إعتزل بكنباور تدريب المنتخب الألماني. وتولى تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام1991. وعاد القيصر بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
صورة من: Paul Mazurek/Getty Images
وبقيت الكرة هي عالم بكنباور الخاص. حيث شغل من عام 1998وحتى 2010 منصب نائب رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم. ثم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، التي اعتبرت من أكثر دورات البطولة العالمية تنظيما.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
وعلى الرغم من أن بكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين. كما توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Wolfgang Kumm
أكثر من 50 جائزة رياضية أعطيت لفرانز بكنباور على مدار نصف قرن مضى. وتكريما لإنجازاته الرياضية تم وضع صورته على أحد الطوابع البريدية في العام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik
ويبدو أن اسم القيصر لا ينحصر باللاعب فقط، بل يتخطى ذلك إلى اسم أكلته المفضلة (كايزر شمارن) Kaiserschmarn، والتي تعتبر إحدى أكلات المطبخ البافاري الذي يعشقه بكنباور..
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd Settnik
ويظل بكنباور ألمع شخصية رياضية في ألمانيا، لذلك يحاول الكثير من الفنانين الألمان تقليده مثل الممثل الكوميدي ماتسه كنوب الذي يقلده باتقان. في الصورة كنوب بمناسبة عيد ميلاد قيصر الكرة الألمانية السبعون.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
كانت وجهات نظر وقرارات بكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز، ولأسباب ضريبية على الأرجح نقل سكنه إلى النمسا منذ العام 1982.