مخطئ من يعتقد أن الدوري الألماني ممل، ما يميزه فقط سيطرة نادي بايرن على باقي الأندية، فإطلالة على نتائج المرحلة 11 تُنبئ بمباريات ساخنة ومواقع مثيرة.
إعلان
كثيرا ما يتهم الدوري الألماني لكرة القدم بأنه مملّ ولا يمكن فيه سوى متابعة الديناصور البافاري وهو يلتهم باقي الفرق الأخرى، لكن إطلالة على ما يجري في الموسم الحالي خاصة بعد منافسات المرحلة 11 تبيّن أن هذه الصورة النمطية تجانب بكثير حقيقة ما يجري على الملاعب الألمانية.
صدارة الترتيب العام انقض عليها فريق لايبزيغ الحديث العهد بالدوري الألماني والمتهم بالتسويق للمشروب المنشط "ريد بول" الذي تقدمه الإعلانات الإشهارية على أن له مفعولا سحريا بمنح أجنحة لمتناوله تجعله يطير في الهواء. وهي الصورة التي باتت تنطبق حرفيا على الفريق المدعوم من قبل الشركة المنتجة، والذي قدم أداءا صاروخيا إلى غاية اللحظة، فبات رصيده 27 نقطة متقدما على كل من بايرن صاحب المركز الثاني بثلاث نقاط ودورتموند صاحب المركز الثالث بست نقاط.
ويأتي ذلك بعد أن فاز لايبزيغ في أولى مباريات المرحلة (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) على باير ليفركوزن (2-3)، لكن أيضا بسبب هزيمة بايرن أمام دورتموند بهدف دون رد وذلك في مباراة وصفها مدير النادي الأصفر والأسود هانس يواخيم فاتسكه على أنها "صرخة الخلاص" من هزيمة طاردت دورتموند أربع سنوات ونصف، لأنه ومنذ ذلك الحين لم يفز على بايرن على أرضه وأمام جمهوره.
وإذا كان فوز السبت عملية رد اعتبار بالنسبة لمدير النادي، فإن لمدرب الفريق اعتبارات أخرى، فعينه أولا على لقب الدوري، وتقليص الفارق عن الخصم العنيد بايرن ميونيخ إلى ثلاث نقاط هي "خطوة ألف الميل الحقيقية" يقول المدرب الشاب، وهو ما يعكس الضغط الذي كان يشعر به الأخير بعد تذبذب نتائج الفريق في الأسابيع الأخيرة، وهو ما حدث عمليا، عقب مباراة التعادل مع ريال مدريد (2-2) في منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
أنعش دورتموند إذًا فرصه من جديد، ومن الطبيعي جدا في لحظات حماسية كتلك التي أعقبت الفوز على بايرن، أن تصدر عن مسؤولي النادي عبارات "الوعيد" باتجاه لايبزيغ. فمدير النادي فاتسكه يدعو لايبزيغ قائلا: "عليكم أن تحضروا إلينا!". ولم يكن ذلك من قبيل الاستخفاف بهذا النادي الذي فاجأ الجميع ولكن كلامه تميّز بنبرة تحدٍ مفادها أن دورتموند لن يكون أبدا كالآخرين. من جهته، شدد توخل على أن لايبزيغ ليس بظاهرة ظرفية، وإنما هو من أقوى المرشحين بالنسبة له للفوز بلقب الموسم، متنبئا بأن يصبح هذا الفريق "ليستر سيتي ألمانيا".
ومن المؤكد أن توخل كان له الفضل الكبير بالفوز على بايرن. وكانت الوصفة التي اعتمدها مستقاة من فلسفة المدرب سيميوني بأتلتيكو مدريد، والتي تعتمد على الترقب والدفاع على المرمى باستماتة وتركيز تام.
أفضل الهدافين في تاريخ فريق بايرن ميونيخ
شهد فريق بايرن ميونيخ الألماني عبر تاريخه بروز لاعبين متميزين تمكنوا من ترك بصمات فخر واعتزاز في تاريخ النادي. في هذه الجولة المصورة تتعرفون على أفضل عشرة هدافين في تاريخ النادي البافاري.
صورة من: picture-alliance / dpa
غيرد مولر هو أفضل هداف في تاريخ الكرة الألمانية وفي فريق بايرن ميونيخ. مولر الملقب بـ "هداف الأمة" سجل 525 هدفا لصالح بايرن ميونيخ وتوج سبع مرات بلقب أفضل هداف في الدوري الألماني .
صورة من: picture-alliance/dpa/Goebel
كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ حاليا، لا يزال يعتبر لحد الآن ثاني أفضل هداف في تاريخ فريق بايرن ميونيخ ب 218 هدفا. المهاجم الصلب الذي اشتهر بضرباته الرأسية القوية سجل 162 إصابة في الدوري الألماني و25 مرة في كأس ألمانيا و31 مرة في الدوري الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/ dpa
لعب رونالد فولفارت لفريق بايرن ميونيخ بين 1984ـ1993 وبلغ رصيده من الأهداف مع الفريق البافاري 155 هدفا. وبذلك فإنه يأتي في المركز الثالث في قائمة أفضل الهدافين بنادي بايرن ميونيخ. وبالرغم من تتويج فولفارت مرتين بلقب أفضل هداف في الدوري الألماني إلا أنه لم يترك بصمة قوية مع المنتخب الألماني الذي لعب له مبارتين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
ديتر هونيس كان معروفا بضرباته الرأسية القوية والمركزة وبلياقته البدنية العالية. لعب ديتر هونيس 224 مباراة بقميص الفريق البافاري وسجل 145هدفا، ليؤرخ اسمه كرابع أفضل هداف في تاريخ بايرن ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
توماس مولر يعتبر أفضل هداف حاليا في فريق بايرن ميونيخ ويحمل في جعبته 142 هدفا. توماس مولر البالغ من العمر 27 عاما يسير على خطى سلفه غيرد مولر. في الوقت الراهن يحتل المركز الخامس في ترتيب الهدافين التاريخين لبايرن ميونيخ. وأمام المهاجم البافاري المزيد من الوقت لإضافة أهداف أخرى لرصيده، علما أنه لا يزال في قمة عطائه.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Perenyi
ترك البرازيلي جيوفاني إلبر بصمة واضحة في فريق بايرن ميونيخ الذي لعب له بين أعوام 1997ـ2003. وكان جيوفاني يعتبر في ذلك الوقت واحد من أبرز المهاجمين ليس في ألمانيا حسب بل وعلى مستوى العالم أيضا. سجل المهاجم البرازيلي 139 هدفا بقميص بايرن ميونيخ ليصبح أفضل هداف أجنبي في تاريخ النادي البافاري.
صورة من: AP
يحتل البيروفي كلاوديو بيزارو المركز السابع في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بايرن ميونيخ. اللاعب الحالي لفريق فيردر بريمن سجل بألوان بايرن ميونيخ 125 هدفا. بينها 87 في مباريات البوندسليغا.
صورة من: Reuters
يعتبر محمد شول البالغ من العمر حاليا 44 عاما من أبرز لاعبي خط الوسط الهجومي الذين مروا في فريق بايرن ميونيخ. ورغم لعبه في مركز الوسط إلا أنه تمكن من تسجيل 117 بقميص الفريق البافاري محتلا بذلك المركز الثامن في ترتيب هدافي النادي. ويرى الخبراء أن رصيد شول من الأهداف كان سيكون أكثر لولا لعنة الإصابات التي طاردته.
صورة من: AP
رصيد ماريو غوميز من الأهداف مع بايرن ميونيخ بلغت 113 هدفا سجلها الدولي الألماني في الأربعة أعوام التي حمل فيها قميص النادي البافاري. غوميز يلعب حاليا في فريق فولفسبورغ بعد أن خاض تجربة خارج ألمانيا لعب فيها لفيورينتينا الإيطالي وبيشيكتاش التركي.
صورة من: Reuters
لعب أولي هونيس لفريق بايرن ميونيخ بين 1970و 1978 وتمكن من تسجيل 111 هدفا. ولولا تعرض هونيس لإصابة خطيرة في الركبة وتوقفه عن اللعب في سن السابعة والعشرين من العمر، لكان رصيده من الأهداف أكبر بكثير، كما يرى خبراء الكرة في ألمانيا.
الكاتب: هشام الدريوش
صورة من: picture-alliance / dpa
10 صورة1 | 10
أما في ميونيخ، فالأزمة التي كانت تحوم حول سماء أليانس أرينا منذ أسابيع، أصبحت اليوم فعلية عقب أول هزيمة مني بها البافاري منذ تسلم كارلو أنشيلوتي مهام تدريبه. والسبب لا يكمن في النتيجة فقط، وإنما له علاقة بشكل أكبر مع المستوى الذي ظهر به الفريق في الأسابيع الأخيرة، وفيها افتقد بايرن تماما للقوة التي عرف بها الفريق أيام بيب غوارديولا أو حتى التنسيق الهجومي الأفقي الذي ميّز طريقة لعبه في الأسابيع الأولى لأنشيلوتي في ميونيخ.
بايرن الذي لعب أمام دورتموند كان فاقدا لروح الفريق، ونجومه لعبوا بشكل فردي لا يجمعهم سوى قميص واحد كانوا يحملونه (تشابي ألونسو وريبري كمثال)، وأكبر تحدٍ سيواجه أنشيلوتي الآن، استعادة اللحمة البافارية، وسواء خاب أو أصاب هذا المدرب، فإن العملية في حد ذاتها ستلهب المنافسة بشكل أكبر، وسيزداد مستوى الإثارة على الملاعب، لحسن حظ المتابعين!