في خطوة تهدف إلى توضيح قرارات الحكام المثيرة للجدل في عالم كرة القدم، أعلنت رابطة الدوري الألماني عن مشروع تجريبي جديد يتيح للجماهير معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية اتخاذ بعض القرارات الهامة في المباريات. فكيف ذلك؟
إعلان
برسم الجولة الـ 20 من الدوري الألماني لكرة القدم، يصطدم متصدر بوندسليغا بايرن ميونيخ بفريق هولشتاين كيل. أما صاحب المركز الثاني باير ليفركوزن، فسيواجه هوفنهايم. كما أن فرانكفورت سيصطدم بفريق فولفسبورغ. أما في دوري الدرجة الثانية، فإن فريق دوسلدورف سيواجه أولم.
وتُلعب كل هذه المبارايات ضمن مشروع تجريبي يُعلن فيه الحكام قراراتهم عبر مكبرات الصوت في الملعب بعد تدخل حكم الفيديو المساعد. ووقع الاختيار على ملاعب تسعة أندية للمشاركة في هذه المرحلة التجريبية، وهي الأندية التي تمثل أعضاء لجنة كرة القدم في رابطة الدوري الألماني: بايرن ميونيخ، باير ليفركوزن، بوروسيا دورتموند، لايبزيغ، آينتراخت فرانكفورت، فرايبورغ، سانت باولي، فورتونا دوسلدورف وغريثور فورت.
متى بدأ تطبيق تقنية(الفار) VAR؟
في عام 2016، سمح مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يُعد الهيئة العليا المسؤولة عن قوانين اللعبة -سمح- بإجراء اختبارات باستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وكانت هولندا قد جربت منذ سنوات استخدام حكام إضافيين لتحليل فيديو المباراة، ومراجعة قرارات الحكام في الحالات المثيرة للجدل والتدخل إذا لزم الأمر.
وفي واحدة من مبارايات كأس هولندا في عام 2016، تم تعديل قرار تحكيمي لأول مرة بالاعتماد على تقنية (الفار).
أما في الدوري الألماني لكرة القدم، فقد تم اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) في موسم 2017/2018. وبحسب مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإنه في تلك الفترة كان هناك حوالي 15 دولة تستخدم تقنية (الفار). ومن بين هذه الدول: فرنسا، إيطاليا، البرازيل، الولايات المتحدة، أستراليا، المملكة العربية السعودية وقطر وغيرها.
وفي عام 2018، أدرج مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم تقنية (الفار) رسميا في قوانين كرة القدم. ويتطلب استخدام هذه التقنية تكاليف مالية وتقنية عالية. لذلك، يبقى قرار استخدامها في مباريات كرة القدم متروكا للاتحادات الوطنية سواء باستخدام تقنية (الفار) من عدمها.
متى يجب على الفار التدخل؟
وحسب مجلس الاتحاد الدولي لكرة الدولي لكرة القدم، فإن تفعيل تقنية (الفار) يجب أن يتم فقط في حالة "القرارات الخاطئة الواضحة أو الحوادث الخطيرة التي يتم التغاضي عنها"، وذلك في أربع حالات محددة بوضوح:
أولا: احتساب هدف أو عدم احتسابه
ثانيا: احتساب ضربة جزاء أو عدم احتسابها
ثالثا: إشهار البطاقة الحمراء المباشرة (وليس البطاقة الصفراء الثانية)
ورابعا وأخيرا: عندما يُوجه الحكم إنذارا أو يطرد لاعبا بالخطأ.
ومع ذلك، فإن هذه القاعدة ليست واضحة بشكل تام كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى إذ يوجد مجال للتفسير: متى يكون "الخطأ" الذي سبق تسجيل الهدف خطيرا بما يكفي لأخذه بعين الاعتبار؟ ومتى تُعتبر قرارات التحكيم "أخطاء" واضحة؟ ومتى تكون فقط قابلة للنقاش؟
لماذا أطلقت رابطة الدوري الألماني المشروع التجريبي؟
بالنسبة لجماهير كرة القدم سواء داخل الملعب أو على الشاشات، يصعب فهم بعض قرارات تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وقد تؤدي صعوبة الفهم هذه إلى موجة من الاستياء في المدرجات، وانتقادات شديدة اللهجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولهذا السبب، قرر مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم في بداية عام 2023 اختبار ما إذا كان إعلان قرارات الحكام في الملعب قد يوفر المزيد من الوضوح بعد الرجوع لتقنية حكم الفيديو المساعد. وتُعد هذه الممارسة شائعة منذ مدة طويلة في كرة القدم الأمريكية والرغبي وهوكي الجليد.
وأظهرت الاختبارات الأولية، التي أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بما في ذلك مونديال السيدات الأخير في أستراليا ونيوزيلندا نتائج إيجابية، حسب عدة مسؤولين.
وفي شهر مارس/آذار الماضي أعطى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم الضوء الأخضر لإعلانات (شرح القرار يتم عبر مكبرات صوت) الملاعب في البطولات أو الدوريات الدولية. ومن خلال مشروعها التجريبي في الدوري الألماني لكرة القدم، تُريد رابطة الدوري الألماني "زيادة شفافية قرارت الحكام وضمان فهم أكبر بين الجماهير"، وفق ما ذكره المسؤول في الرابطة أنسغار شفينكن.
في أي الحالات يجب أن يتوجه الحكم إلى الجمهور؟
ويتوجب على الحكم التوجه إلى الجمهور عندما يُغير قراره بعد تلقيه إشعارا من حكم تقنية الفيديو المساعد (الفار). وكذلك، عندما يُراجع إحدى لقطات المباراة على الشاشة الموجودة على الخطوط الجانبية للملعب. ثم بعد كل هذا، يجب على الحكم الإعلان عن قراره النهائي.
ومن الناحية التقنية، تمر هذه العملية كلها على النحو التالي: يُفعل الحكم ميكروفونه عبر سماعته باستخدام زر، حيث يتيح للجميع سماع صوته من خلال مكبرات الصوت في الملعب وأثناء البث المباشر على القنوات الناقلة للمباراة. ومع ذلك، لا يتم التخطيط حاليا لعرض لقطات الفيديو على شاشات الملعب لتوضيح قرار الحكم بشكل أكبر.
ماذا يقول الحكام عن مهمتهم الجديدة؟
في المقابل، قال الحكم السابق يوخن درييس والمسؤول عن استخدام تقنية (الفار) في الاتحاد الألماني لكرة القدم :"لن يشعر الجميع بالراحة عندما يكون صوته مسموعا في الملعب ويتحتم عليه توضيح موقفه". وأضاف:"لهذا السبب كان علينا القيام ببعض العمل لإقناعهم (الحكام) بذلك".
وكشف الحكم السابق يوخن درييس أن الحكام تم إعدادهم لهذه المهمة الجديدة في عدة دورات تدريبية، وكان آخرها خلال فترة التوقف الشتوي في البرتغال. وقال في هذا الصدد :"من الآن فصاعدا، أصبحت هذه المهمة جزءا من ملف تعريف الحكم".
كيف ستسير الأمور بعد المشروع التجريبي؟
وستستمر مرحلة الاختبار في الدوري الألماني لكرة القدم في قسميه الأول والثاني حتى نهاية الموسم، حيث ستشمل مرحلة الاختبار حوالي 67 مباراة. وبالاعتماد على هذه التجربة، سيقرر الاتحاد الألماني لكرة القدم، ورابطة الدوري الألماني مستقبل تطبيق هذه التجربة في جميع المبارايات بداية من الموسم المقبل.
هل ستتوقف الانتقادات للفار؟
ولا يُتوقع أن تتوقف الانتقادات، ومن المحتمل كذلك أن يشعر الجمهور بالإنزعاج بسبب أن توقف المباراة قد يستغرق ربما وقتا أطول من أجل تفسير قرارات الحكم. زيادة على ذلك، ما يزال هناك الكثير من القواعد، التي يصعب فهمها في عالم كرة القدم، لاسيما الخاصة بلمس الكرة باليد، وهو ما يعطي مجالا للتفسير سواء أكان ذلك مع تقنية الفار أو بدونها.
أعده للعربية: ر.م
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance