الديمقراطيون يوجهون اتهامين لترامب في سياق إجراءات العزل
١٠ ديسمبر ٢٠١٩
بات بحكم المؤكد أن الغالبية الديموقراطية ستصوت لصالح اتهام ترامب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. ومن المتوقع أن يصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ أمريكا يوجه إليه النواب اتهاما لمحاكمته أمام مجلس الشيوخ.
إعلان
وجه الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي اليوم الثلاثاء (10 كانون الأول/ ديسمبر 2019) اتهامين رسميين للرئيس دونالد ترامب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح ثالث رئيس أمريكي في التاريخ يواجه المساءلة.
ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب بكامل هيئته على الاتهامات أو ما يعرف ببنود المساءلة الأسبوع المقبل. ومن شبه المؤكد أن يؤيد المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون مساءلة الرئيس الجمهوري مما يمهد الساحة لمحاكمته في مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، والتي من المرجح أن تبدأ في كانون الثاني/ يناير.
وقال جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب إن "رئيسنا يحظى بثقة العامة. لكن عندما يخون تلك الثقة ويضع نفسه فوق البلاد، فإنه بذلك يعرض الدستور للخطر، ويعرض ديموقراطيتنا للخطر ويشكل تهديدا لامننا القومي".
من جهته، قال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب المشرف على التحقيقات إن "سوء استخدام ترامب المستمر للسلطة" لم يترك للديموقراطيين أي خيار. وأضاف أن "الدليل على سلوك الرئيس مؤكد، لا شك في ذلك".
ترامب يرد
وندد ترامب بالاتهامات التي تبناها الديموقراطيون سعيا إلى عزله، معتبرا أنها "تثير السخرية". وكتب على تويتر "قال جيري نادلر لتوه إنني مارست ضغوطا على أوكرانيا بهدف التدخل في انتخابات 2020 الرئاسية. إنه أمر مثير للسخرية، وهو يعلم بأنه غير صحيح". وأضاف الرئيس الأمريكي: "كل من رئيس أوكرانيا ووزير الخارجية قالا مرات عديدة إنه "لم يكن هناك ضغط". نادلر والديمقراطيون يعرفون ذلك، لكنهم يرفضون الاعتراف!". وجدد ترامب تنديده بـ"حملة مطاردة شعواء" بحقه.
وقال البيت الأبيض إن ترامب سيرد على الاتهامين أثناء مرحلة المحاكمة في مجلس الشيوخ. وقالت ستيفاني غريشام المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض في بيان "الرئيس سيواجه هاتين التهمتين الكاذبتين في مجلس الشيوخ ويتوقع أن تُبرأ ساحته تماما لأنه لم يرتكب أي مخالفة".
مكتب التحقيقات يزعج ترامب
ومن جانب آخر وبَّخ ترامب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) كريستوفر راي أيضا بعد أن أظهر تحقيق حكومي عدم وجود أي دليل على انحياز سياسي عندما بدأ المكتب التحقيق في اتصالات بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا في 2016.
وفي مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) أمس الاثنين رد راي، الذي عينه ترامب، بالنفي على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن مكتب التحقيقات الاتحادي استهدف حملة ترامب دون وجه حق.
ورد ترامب على تويتر في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء قائلا "لا أعلم أي تقرير كان يقرأه كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، لكنه ليس بالتأكيد التقرير المقدم إلي".
وقال راي في المقابلة ردا على فكرة، روج لها ترامب وأنصاره بشدة، وهي أن المكتب جزء من شبكة بيروقراطية "الدولة العميقة" التي تهدف إلى تقويض رئاسته: "هذا وصف مسيء للرجال والنساء، الذين يعملون في مكتب التحقيقات الاتحادي والذين يقومون بعملهم بمهنية وبدقة وبموضوعية وبشجاعة".
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
أشهر فضائح رؤساء الولايات المتحدة
لم تكن فضائح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتتالية هي الأولى في تاريخ رئاسات الولايات المتحدة، إذ سبقه في ذلك عدة رؤساء، من بينهم كلنتون وعلاقاته العاطفية في المكتب البيضاوي ونيكسون الذي استقال بعد فضيحة "ووتر غيت".
صورة من: Getty Images/O. Douliery
توماس جفرسون هو الرئيس الثالث للولايات المتحدة (من سنة 1801 ولغاية سنة 1809)، ويعتقد أنه كان يقيم علاقة مع إمرأة من العبيد إسمها سالي هيمينغ وأنه أنجبت منه طفلا واحد على الأقل. وبينت تحاليل الحمض النووي "دي أن أي DNA" أجريت بعد نحو مائتي عام من ولادة الأطفال أن أبوة جفرسون لطفل واحد على الأقل من سالي هيمينغ مرجحة جدا.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archivo
وارن هاردينغ كان الرئيس الـ 29 للولايات المتحدة وشغل المنصب لفترة قصيرة من 1921 ولغاية وفاته في عام 1923. وعرف عن هاردينغ بأنه كان زير نساء حقيقي. وكان مهتما في إقامة العديد من العلاقات العاطفية مع صديقات العائلة. وكان له علاقة مع زوجة أحد أصدقائه القدامى، وللتغطية على ذلك كان يتبرع بسفرات سياحية لعشيقته ولزوجها.
صورة من: picture-alliance/akg-images
ريتشارد نيكسون من الحزب الجمهوري هو الرئيس الوحيد الذي تنحى عن الرئاسة بعد فضيحة "ووترغيت" الشهيرة التي تعد أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا. وبدأت الفضيحة عندما تم الكشف عن عملية تجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى "وتترغيت". واستقال نيكسون في سنة 1974 بعد اكتشاف دوره كمخطط وعارف بالقضية. وفي هذه الصورة الشهيرة لنيكسون يظهر رافعا علامة الانتصار بعد أقل من ساعة من إعلان استقالته.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرص رونالد ريغان على جعل الولايات المتحدة "عظيمة" حرفيا، عندما اتخذ سياسات صارمة تجاه الاتحاد السوفيتي. لكنه تعثر سياسيا عندما تم الكشف عن أن وكالة المخابرات الأمريكية كانت تراقب لسنوات تمويل قوات "كونترا" المعارضة في نيكاراغوا والمدعومة من الولايات المتحدة. وكان مصدر هذا التمويل هو تهريب الهيروين إلى بلاده. لكن الكشف عن التفاصيل لم يؤدِ إلى فضيحة رئاسية. ولم يعرف دور ريغان في القضية لغاية اليوم.
صورة من: Reuters/Ronald Reagan Presidential Library
على الرغم من الكشف عن الفضائح الجنسية لبيل كلنتون داخل المكتب الرسمي للرئيس الأمريكي (المكتب البيضاوي) إلا أنه ما زال من أكثر الناشطين في الحياة العامة في الولايات المتحدة. وكادت علاقته الساخنة بالمتدربة مونيكا لوينسكي "أثناء العمل" أن تطيح به من منصبة كرئيس للولايات المتحدة، بيد أن كلنتون نجح سياسيا في تخطي الفضيحة. لكن ماذا تفكر زوجته هيلاري بهذا الخصوص؟
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
أما الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب فيعد ظاهرة فريدة، إذ أنه يتحدث ويتصرف ضد جميع أعراف العمل السياسي – الدبلوماسي تقريبا. ولا يمكن حاليا معرفة فيما إذا كان ترامب "مهرجا – سياسيا" أو "محرضا- خطرا" أو أنه مجرد رجل "مختل عقلي" في السلطة. ومازال ترامب في بداية مرحلته الرئاسية، لكنه من المذهل أن مصطلح "سحب الثقة" أو (Impeachment) صار متداولا منذ الآن في واشنطن.
الكاتب: فالكر فاغينر/ زمن البدري