نجح المنتخب الفرنسي في تجنب الوقوع في دائرة الفشل الذي منيت به فرنسا في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، عندما فقدت اللقب الذي أحرزته عام 1998 على أرضها وودعت البطولة باكرا من دون تحقيق أي فوز او تسجيل أي هدف. فقد بلغت الدور الثاني لنهائيات كأس العالم التي تستضيفها المانيا حتى 9 تموز/يوليو المقبل بفوزها على توغو 2-صفر على ملعب "راين اينيرجي" في مدينة كولونيا أمام 45 ألف متفرج في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السابعة. بينما خسرت كوريا الجنوبية مباراتها أمام المنتخب السويسري وتكون بذلك قد فقدت فرصتها في التأهل إلى الدور الثاني من البطولة الدولية.

بحاجة ماسة إلى هدف واحد فقط

ابتدأ المنتخب الفرنسي اللعب وهو بحاجة ماسة إلى هدف واحد فقط يؤهله لمضامير المجموعة الثانية، في حالة عدم تسجيل كوريا لاي هدف. ومضى الشوط الأول سريعاً على المنتخب الفرنسي الذي حاول مراراً هز شباك حارس المرمى التوغولي أغاسا الذي أبدى مقاومة رائعة في الحفاظ على مرماه نظيفاً. فسيطرت فرنسا على أجواء الشوط الأول وبادرت إلى الهجوم منذ الدقائق الأولى في محاولة لتسجيل هدف يريح أعصاب مشجعيها ولاعبيها على حد سواء. وسنحت لتريزيغيه العديد من الفرص لافتتاح التسجيل الا انه واجه تألق الحارس التوغولي كوسي اغاسا إضافة إلى قلة التوفيق التي حالت دون إيجاده الشباك في مناسبات عدة. أما توغو فاعتمدت على الدفاع المركز بهدف احتواء فورة الفرنسيين، وعلى الهجمات المرتدة التي هددت عبرها إلى حد ما مرمى الحارس المخضرم بارتيز. وكان تريزيغيه قريبا من افتتاح التسجيل في شكل مبكر عندما استدار على نفسه وسدد كرة قوية من داخل المنطقة مرت قريبة من القائم الأيسر لمرمى الحارس اغاسا في الدقيقة الرابعة من المباراة. وسرعان ما جاء الرد التوغولي عبر قادر محمد الذي انطلق بهجمة مرتدة قبل ان يسدد كرة مباغتة من مشارف المنطقة أبعدها الحارس الفرنسي بارتيز بردة فعل سريعة في الدقيقة التاسعة من المباراة.

الحكم يلغي هدفاً صحيحاً

واصل تريزيغيه من محاولاته لتسجيل الهدف الفرنسي المنشود فأستغل كرة مرتدة وسجل هدفا احتفلت به الجماهير، ولكن كان للحكم خورخي لاريوندا من الاورغواي رأياً آخرا. فقد ألغاه بداعي التسلل بعد لعبة ثلاثية بدأها هنري وريبيري في الدقيقة الرابعة عشر من المباراة. وبقي سوء الحظ عائقاً أمام لاعبي المنتخب الفرنسي وحال دون إمكانية إحراز تريزيغيه الهدف الأول، فقد تبادل مهاجم يوفنتوس الإيطالي الكرة في شكل رائع مع ريبيري داخل المنطقة قبل ان يسدد كرة زاحفة تعامل معها اغاسا بالشكل المطلوب في الدقيقة 22. ورغم المحاولات الفرنسية المتكررة لتسجيل هدف التأهل فقد انتهى الشوط الأول دون إدراكهم لغايتهم.

هدفي الفور

لم يتأثر "الديوك" بغياب زيدان والمدافع اريك ابيدال بسبب الإيقاف لتلقي كل منهما إنذارين. فقد أشرك المدرب ريمون دومينيك لاعب الوسط المتألق فرانك ريبيري مكان الأول، فيما ناب مدافع مانشستر يونايتد الإنكليزي ميكايل سيلفستر عن ابيدال. وبدأ دومينيك المباراة بدافيد تريزيغيه الذي لعب أساسيا للمرة الأولى في المونديال الحالي، وذلك على حساب سيلفان ويلتورد إلى جانب هنري صاحب الهدف الوحيد لفرنسا في نهائيات النسخة الثامنة عشرة قبل مباراة اليوم. وواصل المنتخب الفرنسي ضغطه على المرمى التوغولي في الشوط الثاني، في موازاة استمراره في إهدار الفرص وأبرزها تلك التي اطاحها ريبيري من مسافة قريبة فوق المرمى اثر تمريرة عرضية من مالودا المتياسر في الدقيقة (53). وعوض ريبيري بمجهود فردي تخطى على أثره المدافع ماساسماسو تشانغاي ومرر كرة متقنة إلى فييرا الذي استدار على نفسه بطريقة فنية، الذي سدد كرة صاروخية في الزاوية العليا اليسرى لمرمى اغاسا مفتتحا التسجيل لفرنسا (55). وبعد ذلك لعب سانيول كرة مشابهة إلى فييرا الذي حولها برأسه إلى هنري داخل المنطقة، الذي روض الكرة السريعة قبل ان يسددها بطريقة خاطفة في الزاوية الأرضية اليمنى لمرمى اغاسا الذي عجز عنها مضيفا الهدف الثاني لفرنسا (61).

سويسرا تنهي الآمال الكورية بالتأهل

بلغت سويسرا الدور الثاني من نهائيات الكأس الذهبية بفوزها على كوريا الجنوبية 2-صفر مساء اليوم الجمعة في هانوفر ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السابعة. وسجل فيليب سنديروس (23) والكسندر فراي (77) الهدفين. وهو الفوز الثاني على التوالي لسويسرا بعد الأول على توغو 2-صفر وتعادل مع فرنسا صفر-صفر فتصدرت المجموعة برصيد 7 نقاط بفارق نقطتين عن فرنسا. فيما تجمد رصيد كوريا الجنوبية رابعة المونديال الأخير عند 4 نقاط في المركز الثالث وخرجت من الدور الأول. وتلتقي سويسرا في الدور المقبل مع أوكرانيا ثانية المجموعة الثامنة في كولونيا الاثنين المقبل. فيما تلعب فرنسا مع اسبانيا متصدرة المجموعة الثامنة في هانوفر الثلاثاء المقبل. وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها سويسرا الدور الثاني منذ عام 1994 في الولايات المتحدة عندما خرجت على يد اسبانيا صفر-3 علما بانها تشارك في النهائيات ايضا للمرة الأولى منذ 1994. يذكر انها المشاركة الثامنة لسويسرا في النهائيات وتبقى أفضل نتيجة لها بلوغ الدور ربع النهائي 3 مرات أعوام 1934 و1938 و1954.

هجمات متبادلة

تبادل المنتخبان الهجمات في بداية المباراة سعيا منهما إلى التسجيل وتفادي الدخول في حسابات مع فرنسا والخروج من الدور الأول علما بان التعادل كان يكفي سويسرا لبلوغ الدور الثاني. ومع مرور الوقت فرضت سويسرا أفضليتها مستغلة تراجع الكوريين إلى الدفاع فنجحت في ترجمة ضغطها إلى هدف. واندفعت كوريا الجنوبية بحثا عن التعادل وهددت المرمى السويسري أكثر من مرة بيد ان الحارس باسكال زوبربوهلر تألق في الحفاظ على نظافة شباكه. ووجه فراي الضربة القاضية للكوريين عندما سجل الهدف الثاني في الدقيقة 77.