الذكاء الاصطناعي يتوقع: حرارة الأرض ترتفع بشكل متسارع
١ فبراير ٢٠٢٣
تشير تقديرات برنامج متخصص للذكاء الاصطناعي أن حرارة كوكب الأرض ترتفع بشكل متسارع باكثر مما قدره العلماء سابقاً. وحذر العلماء من أن الأرض قد تصل إلى درجة حرارة يصعب بعدها وجود أي حلول سريعة لإنقاذ الكوكب.
إعلان
كشفت دراسة جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي أن كوكب الأرض يمكن أن يتجاوز عتبات الاحتباس الحراري الحرجة في وقت أقرب مما توقعته النماذج السابقة، وذلك على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل في هذا الشأن.
وتقدر الدراسة أن الكوكب يمكن أن تزيد درجة حرارته عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وذلك خلال عشر سنوات، كما وجدت الدراسة أن هناك "إمكانية كبيرة" لارتفاع درجات حرارة الكوكب بما يتجاوز عتبة 2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، بحسب ما ذكر موقع سي إن إن.
وتظهر البيانات أن متوسط درجة الحرارة العالمية قد ارتفع بالفعل بنحو 1.1 إلى 1.2 درجة منذ انطلاق النشاط الصناعي.
وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 ، تعهدت الدول بالحد من الاحتباس الحراري إلى ما دون درجتين مقارنة بمستويات الحرارة ما قبل عصر التصنيع.
وحدد العلماء 1.5 درجة من الاحترار كنقطة تحول رئيسية ستزداد بعدها فرص حدوث الفيضانات الشديدة والجفاف وحرائق الغابات ونقص الغذاء بشكل كبير. ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من درجتين إلى حدوث آثار كارثية وربما لا رجعة فيها، بما في ذلك دفع ثلاثة مليارات شخص إلى المعاناة من "ندرة المياه المزمنة"، بحسب ما نشر موقع "ان بي آر".
واستخدم الباحثون في الدراسة الشبكات العصبية الاصطناعية - وهي نوع من التعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي - التي دربها العلماء على نماذج مختلفة للمناخ ثم استخدموا البيانات التاريخية لدرجة الحرارة التي تم تسجيلها في جميع أنحاء العالم كمدخلات مستقلة ليقوم الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ لاحقاً اعتماداً عليها، كما قال نواه ديفينبو الأستاذ في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك في الدراسة.
تحذير من استمرار درجات حرارة الأرض
02:10
وقام ديفينبو وزميلته إليزابيث بارنز، الأستاذة في جامعة ولاية كولورادو، بتقييم ثلاثة سيناريوهات مختلفة: مسارات مناخية منخفضة ومتوسطة وعالية، اعتماداً على ارتفاع الحرارة بدرجات مختلفة وفقاً لكثافة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وتنبأ الذكاء الاصطناعي باحتمالية تصل إلى حوالي 80٪ أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين قد يحدث قبل عام 2065، حتى لو نجح العالم خلال نصف القرن المقبل في الوصول إلى صفر انبعاث حراري بما يزيل قدراً كبيراً من التلوث المسبب للاحتباس الحراري، وفق ما نشر موقع صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال ديفينبو إنه إذا ظلت نسبة الانبعاثات في ارتفاع، فإن الذكاء الاصطناعي توقع احتمالًا بنسبة 50٪ أنه سيحدث ارتفاع في حرارة الأرض بواقع درجتين مؤيتين قبل عام 2050.
في جميع السيناريوهات الثلاثة، قدر العلماء أن العالم سيصل إلى 1.5 درجة من الاحترار بين عامي 2033 و 2035 ، حتى لو انخفض التلوث المسبب لارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير.
قال ديفينبو إنه بينما "من المرجح أن ترتفع الحرارة بمقدار 1.5 درجة في وقت أقرب"، فإن تنبؤات الذكاء الاصطناعي "تركز على المدة التي سترتفع فيها درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة".
في تقرير نُشر في عام 2022، قدرت الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن العالم يمكن أن يتجاوز عتبة 1.5 درجة في أوائل عام 2030".
عماد حسن
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن