1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Vorbilder bis heute

مارك فون لوبكيه/ شمس العياري٢١ فبراير ٢٠١٣

قبل سبعين عاما اٌعدم الأخوان شول وهما في مقتبل العمر لأنهما فضحا جرائم النازية ودعوا الألمان إلى مقاومتها. وذلك عبر مناشير "الوردة البيضاء" التي باتت ترمز لكفاح طلاب ألمان ضد هتلر، دفعوا حياتهم ثمنا على شجاعتهم.

Hans und Sophie Scholl, Gründer und Mitglieder der Widerstandsgruppe "Weiße Rose" an der Münchner Universität (undatierte Fotos). Bei der ZDF-Fernsehsendung "Unsere Besten" belegen die beiden nach der ersten Ausgabe Platz zehn der TED-Rangliste. Das Geschwisterpaar wurde nach einer Flugblattaktion gegen die Herrschaft des NS-Regimes am 18.2.1943 verhaftet, vom Volksgerichtshof zum Tode verurteilt und am 22.2.1943 in München-Stadelheim hingerichtet.
صورة من: picture-alliance/dpa

في 15 من شباط/فبراير عام 1943، قبل منتصف الليل بقليل، كان ثلاثة شبان في طريقهم نحو مركز مدينة ميونخ الألمانية، هم: هانس شول وآلكسندر شموريل، إضافة إلى فيلي غراف. وكانوا جميعهمأعضاء في مجموعة تدعى "الوردة البيضاء"، التي كانت تناضل ضد هتلر وديكتاتوريته. ولهذا الغرض كان الشبان يوزعون مناشير تفضح جرائم النازيين، بل ولفرط شجاعتهم، قاموا بكتابة شعار "فليسقط هتلر" على أحد جدران مكتب رئاسة الوزراء التابع لولاية بافاريا, وحينها كانت الأخت الصغرى لهانس شول صوفي في انتظار عودتهم سالمين إلى منزل الأسرة.

من "شباب هتلر" إلى مقاومين للنازية

وكان هانس وشقيقته صوفي شول يعيشان مع والديهما في بلدة أولم في الجنوب، عندما تولى النازيون عام 1933 الحكم في ألمانيا. وكانا حينها تلميذين في المدرسة، حيث وُلد هانس عام 1919 وصوفي عام 1921. وقد حاول أبواهما، اللذان كانا ينظران إلى النظام النازي بنظرة الريبة، تربيتهما على التفكير المسيحي وعلى التسامح. بيد أن هانس وصوفي كانا في البداية معجبين بالفكر النازي، وسرعان ما برز نجم هانس في إطار منظمة الشباب النازيين والتي كانت تحمل اسم "شباب هتلر"، حيث كان يقود 160 شابا عضوا في المنظمة. وكذلك شقيقته صوفي التحقت بالفرع الخاص بالبنات التابع لنفس المنظمة والمعروفة باسم "فتيات هتلر" وتمكنت من تولي مركز قيادي فيها. وتتذكر إحدى الفتيات اللواتي عاصرن صوفي شول بأن الأخيرة "كانت متعصبة للفكر النازي".

#bbig#

الوردة البيضاء لفضح جرائم النازية

لكن، وانطلاقا من عام 1942 تلاشى هذا الحماس لدى هانس وصوفي للنازيين ولهتلر ليحل محله الكفاح والنضال ضد الفكر النازي المتطرف. ذلك أن الشقيقين أدركا أن دينهم المسيحي وقناعاتهما الأخلاقية تتعارض مع أهداف النازيين. يأتي ذلك خاصة بعدما تم إرسال هانس في العام نفسه إلى الجبهة الشرقية، حيث عايش عن كثب وحشية النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنه كان قلقا جدا بشأن مصير اليهود الملاحقين وأولئك الذين تم نقلهم إلى معسكرات الاعتقال.

وفي جامعة ميونيخ وعقب عودته من الجبهة الشرقية تكونت حول هانس شول، الذي كان يدرس الطب، مجموعة من الطلاب المعارضين للحكم النازي، فإلى جانب ثلاثة طلاب آخرين في الطب، وهم كريستوف بروبست، ألكسندر شموريل وفيلي غراف، التحقت بالمجموعة صوفي شول، التي قدمت إلى ميونيخ لدراسة الفلسفة والبيولوجيا.

#bbig#

وكانت المجموعة تطلق على المناشير، التي توزعها عبر البريد أو تضعها على السيارات في المرآب وفي كابينات التليفون، اسم "مناشير الوردة البيضاء". وكان المنشور السادس آخر منشور تمّ توزيعه. وفي 18 من شباط/فبراير، وعندما كان الأخوان شول يوزعان المناشير في جامعة ميونيخ الألمانية، تفطن إليهما رجال جهاز أمن الدولة السري وألقى عليهما القبض. وخلال التحقيق معهما أظهر الأخوان قدرا كبيرا من الشجاعة، حيث نفيا بشدة وجود أي متعاونين آخرين، متحملان المسؤولية الكاملة لوحدهما. وفي 22 من شباط/فبراير عام 1943 تم الحكم على الأخوين شول وكريستوف بروبست بالإعدام. وكانت آخر كلمات هانس شول: "تحيا الحرية".

"لم يكن جميع الألمان من التابعين البكم الجبناء"

#b#"لقد سمحوا لنا بالاعتقاد بأن الألمان لم يكونوا كلهم من التابعين البكم الجبناء"، هكذا تحدث الرئيس الألماني يوآخيم غاوك عن أهمية الأخوين شول و"الوردة البيضاء" في الذكرى السبعين لإعدامهما. وقد جاء في المنشور الرابع: "لن نصمت، نحن ضميركم الذي يؤنبكم، الوردة البيضاء لن تترككم تنعمون بهدوء"، ولا يزال صدى هذه الكلمات قائما إلى يومنا هذا: الأخوان شول وأصدقائهما كانوا شجعان للدفاع عن مبادئهما ولمقاومة الفكر النازي. وقليلون فقط كانوا يمتلكون قدرا مماثلا من الشجاعة خلال تلك الفترة بالذات.

ولا يزال الأخوان شول يحظيان إلى يومنا هذا بالتقدير، إذ لا تكاد توجد مدينة في ألمانيا لم يطلقّ فيها اسم هانس وصوفي شول على مدرسة أو شارع أو ساحة. وتعتبر "جائزة الأخوين شول" من أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا.

وفي مونيخ أسس فرانتس ي. مولر، وهو أحد عناصر مجموعة "الوردة البيضاء" الذين لا زالوا على قيد الحياة، مؤسسة "الوردة البيضاء". ويؤكد مولر أن الهدف من وراء هذه المؤسسة هو إبقاء ذكرى الأخوين شول وأصدقائهما قائمة مدى الدهر، حتى يستخلص منها الناس العبر وخاصة الشباب منهم. وأضاف قائلا: "يتعين على التلاميذ استقاء المعلومات ومناقشتها مع أصدقائهم حتى لا تؤثر عليهم خطابات البروباغندا وأن يظهروا الشجاعة الكافية عندما يرون أن الحريات في خطر". وهذا يعني أن يجعلوا من الأخوين شول قدوة لهم في حياتهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW