قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات التركية وفي خضم حملة انتخابية محتدمة، برزت تساؤلات وثارت تكهنات عن صحة الرئيس رجب طيب إردوغان بعد قطع البث خلال مقابلة تلفزيونية ومن ثم إلغاء أنشطة انتخابية، فكيف ردت الرئاسة التركية؟
إعلان
نفى متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة صحة ما تردد بشأن صحة الرئيس (69 عاماً) والذي يتولى السلطة منذ عقدين ويسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل. ونشر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون تغريدة عبر تويتر ليل الأربعاء/الخميس (26/27 نيسان/أبريل 2023) قال فيها: "نرفض رفضاً قاطعاً مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها فيما يتعلق بالرئيس حول صحته".
واحتوى منشور ألطون على صور لعدة تغريدات تزعم أن إردوغان أصيب بنوبة قلبية وأنه في المستشفى.
وقال ألطون إن الرئيس سيحضر افتتاح محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا عبر الفيديو اليوم الخميس كما هو مقرر.
ومن جانبه، صرح نائب الرئيس فؤاد أوقطاي بأن إردوغان يبلي بلاء حسناً، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وأضاف: "نحن على اتصال دائم. لقد أصيب بنزلة برد خفيفة".
وتزايدات التكهنات بشأن صحة إردوغان في وقت سابق أمس الأربعاء بعد أن ألغى تجمعات الحملة الانتخابية المقررة بسبب "وعكة بسيطة". وقال إردوغان، عبر تويتر، "سأخلد إلى الراحة في المنزل اليوم (الأربعاء) كما نصح أطباؤنا"، مشيراً إلى المشاكل الصحية التي عانى منها الثلاثاء. وأوضح إردوغان إنه سيستأنف الحملة الخميس. وكان من المقرر أن يلقي إردوغان خطابات انتخابية في ثلاث محافظات منفصلة بوسط الأناضول الأربعاء.
واضطر، في وقت متأخر الثلاثاء، إلى قطع مقابلة تلفزيونية مباشرة لفترة وجيزة بعد أن عانى مما وصفه لاحقاً بأنه اضطراب في المعدة. وبعد قطع البث المباشر لـ15 دقيقة، عاد إردوغان وبدا وجهه متعباً وعيناه تدمعان خلال حديثه.
وقطعت محطة كانال 7 البث بعد أن فشل إردوغان في الرد على سؤال حول وعوده الانتخابية. وسمعت بعض الأصوات المكتومة من الميكروفون، لكن الكاميرات لم تظهر إردوغان. وتوقف المحاور بينما سمع صوت يشوبه القلق في الخلفية يقول "يا للأسف!".
وتمنى منافسه الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو (74 عاماً) مرشح التحالف الوطني الذي يضم ستة أحزاب معارضة، على الفور لإردوغان "التعافي سريعاً".
وأثارت صحة الرئيس التركي تكهنات بعد اخضاعه لعملية جراحية في الأمعاء الغليظة نهاية عام 2011 ثم لجراحة ثانية في 2012. ونفى إردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، علناً أن يكون مصابا بسرطان القولون موضحاً أن العمليات تهدف لإزالة زوائد لحميّة.
وتمثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 أيار/مايو أكبر تحد انتخابي لإردوغان صاحب أطول فترة حكم في تاريخ تركيا الحديث بعد أن أدت أزمة غلاء المعيشة وتزايد الاستياء إزاء ملايين اللاجئين السوريين في البلاد إلى تآكل شعبيته. تظهر استطلاعات الرأي أن إردوغان قد يخسر الانتخابات بعد عقدين في السلطة.
خ.س/أ.ف (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
تركيا.. "الانتقال الكبير" نحو مطار إسطنبول العملاق
شهدت مدينة إسطنبول التركية عملية انتقال ضخمة من مطار أتاتورك إلى مطار المدينة الجديد، على مدار يومين نُقلت أكثر من 280 طائرة وأكثر من 47300 طن من المعدات بمشاركة آلاف العاملين.
صورة من: IGA
حلقة وصل مهمة
بات لمدينة إسطنبول التركية الآن مطار ثالث، إذ لم يكن بالإمكان توسيع مطار أتاتورك الدولي المكتظ الذي كان الأكبر حتى افتتاح المطار الجديد والأكثر أهمية وذلك بسبب موقعه في المدينة. لهذا السبب تم بناء المطار الجديد على منطقة "الحقل الأخضر" على مشارف المدينة. ويُتوقع أن يصبح حلقة وصل محورية لحركة الطيران بين أوروبا وآسيا.
صورة من: IGA
افتتاح تدريجي
ومن أجل هذا "الانتقال الكبير " تم تعليق حركة الملاحة الجوية في المطارين لمدة 12 ساعة من الساعة الثانية صباح أمس السبت، كما أُغلقت ثلاثة طرق سريعة رئيسية أمام حركة المرور. في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، افتتح الرئيس التركي أردوغان بشكل رسمي مطار إسطنبول. وستدخل منشآت المطار الضخم بشكل تدريجي على عدة مراحل، ليكون الأكبر في العالم عند اكتمال جميع مراحله في الفترة القادمة.
صورة من: Reuters/Handout Presidential Press Office/K. Ozer
آخر طائرة
خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع انتقلت الخطوط الجوية التركية إلى مركزها الجديد. وبدأت هذه الخطوة ليلة الجمعة الساعة الثالثة صباحاً، وغادرت آخر طائرة ركاب مطار أتاتورك في إسطنبول السبت، في حين نقلت قوافل شاحنات آلاف الأطنان من المعدات عبر المدينة إلى المطار الجديد العملاق الذي تعتزم تركيا جعله الأكبر في العالم.
صورة من: DW/B. Güven
مهمة عملاقة
وتم نقل حوالي 47300 طن من المعدات الثقيلة، بما في ذلك مركبات سحب الطائرات، التي يبلغ وزن كل منها 44 طناً. وفقاً للخطوط الجوية التركية، فإن حجم المعدات الكلي يصل إلى حمولة 5000 شاحنة بمشاركة نحو 1800 عامل. ووصف مسؤولون وصحافيون أتراك عملية نقل المعدات بين المطارين بأنها "أكبر عملية نقل بتاريخ الطيران المدني".
صورة من: Reuters/M. Sezer
وداع المطار القديم
وحدها الخطوط الجوية التركية نقلت 280 طائرة، 151 أقلعت من مطار أتاتورك وحلقت باتجاه المطار الجديد، فيما تم تحويل مسار 129 طائرة أخرى قادمة من رحلات من داخل تركيا وخارجها للهبوط في مطار إسطنبول. أما المطار الثالث مطار صبيحة كوكجن على الجانب الآسيوي من المدينة فبقي قيد العمل.
صورة من: picture-alliance/M. Mainka
مشروع عملاق على "المرج الأخضر"
وفقًا للرابطة الدولية للمطارات فإن مطار إسطنبول الجديد هو أول مطار عملاق يتم بناؤه على مشارف مدينة منذ حوالي 20 عاماً. وكان آخر مشروع من نوعه في أوروبا هو مطار "إلفثيريوس فينيزيلوس" في العاصمة اليونانية أثينا، الذي بدأ تشغيله في مارس/ آذار 2001، وقبل ذلك مطار "فرانز يوزيف شتراوس" في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تقلع وتهبط الطائرات منذ مايو/ أيار 1992.
صورة من: Reuters/M. Sezer
احتجاجات على ظروف العمل
على الرغم من أن المشروع تم تنفيذه في المدة المخطط لها، إلا أن ذلك الأمر لم يُنفذ بسهولة، فمثلاً تسببت ظروف العمل في موقع البناء في اندلاع الاحتجاجات بعد ارتفاع معدل الوفيات بين العاملين أثناء تشييده. تم انتقاد اختبار موقع المطار أيضاً لأنه غالباً ما يكون عاصفاً وضبابياً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعطل حركة النقل الجوي طريق هجرة الطيور المهم بين قارتي أوروبا وآسيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Gurel
معلم معماري
مطار إسطنبول هو مشروع اقتصادي جريء لا يُحكم على نجاحه إلا بعد عقد من الزمن. كما أن مشروع المطار يرتبط إلى حدٍ ما بصورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي احتفل بالفعل بالافتتاح الرسمي بعرض رائع. كما تم أخذ هذه الأهمية في الاعتبار من قبل المهندسين المعماريين، ما انعكس في طريقة تشييده، كما يظهر تصميم برج المراقبة هنا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
خطة طموحة
من المتوقع أن يبلغ عدد المسافرين عبر المطار نحو 90 مليون مسافر سنوياً، وقد يرتفع العدد إلى مائتي مليون بحلول عام 2028 ، حينها سيكون المطار الذي بلغت تكلفته نحو 10.5 مليار يورو قد بلغت سعته التشغيلية 500 طائرة، بواقع 2000 إقلاع وهبوط. وللمقارنة فإن مطار أتلاتنا في الولايات المتحدة هو أكبر مطار بنحو 104 مليون مسافر سنوياً.
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/T. Adanali