interview köhler
١٥ مايو ٢٠٠٨قال الرئيس الألماني هورست كولر يوم أمس الأربعاء 14 أيار/ مايو 2008 في تصريحات صحفية مثيرة "إن القطاع المالي العالمي تحول إلى وحش"، مبينا أن البنوك ألحقت بنفسها عارا كبيرا وذلك بسبب سوء سياساتها المالية. وكان كولر قد تولى عام 2000 رئاسة صندوق النقد الدولي بعد أن رشحه المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لهذا المنصب. كما تقلد عدة مناصب مرموقة داخل ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي مرتبطة بقطاع المال والاقتصاد.
تداعيات أزمة القروض العقارية الأمريكية
وتأتي تصريحات كولر في إطار الأزمة المالية المرتبطة بالقروض العقارية الأمريكية، التي كادت تعصف بأسواق العالم في الأشهر الأخيرة. وفي هذا السياق يقول كولر: "لقد كنا على أعتاب انهيار أسواق المال العالمية". وبين كولر في مقابلة مع مجلة فوكوس الألمانية: "لقد أصبح واضحا لأي شخص في قطاع المال، ويفكر بشكل مسؤول، أن قطاع المال العالمي تحول إلى وحش يجب محاصرته"، مشيرا إلى أن هذا القطاع خلق منتجات مالية معقدة غير قابلة للفهم حتى بالنسبة للقائمين على هذا القطاع أنفسهم. وأكد كولر أن تأثيرات أزمة القروض العقارية الأمريكية ما تزال قائمة بعد وستستمر تأثيراتها على الاقتصاد، مشددا على ضرورة زيادة تنظيم القطاع المالي وتعزيز الشفافية فيه. كما طالب بإعطاء صندوق النقد الدولي وظائف أكبر في مجال مراقبة الاستقرار في الأسواق المالية العالمية.
الرأسمالية ليست جني الأرباح فقط
وانتقد كولر عدم "اعتراف القطاع المالي بذنبه"، مبينا أن "الرأسمالية لا تعني فقط جني الأرباح، وإنما أيضا القدرة على التعامل مع المخاطر". وتأتي هذه الانتقادات في إعقاب استنجاد يوزيف أكرمان رئيس مصرف دويتشه بنك الألماني بالدولة في أعقاب تعرض القطاع المصرفي الألماني لخسائر بسبب أزمة القروض العقارية الأمريكية.
وركز كولر في مقابلته على ضرورة زيادة الشروط المتعلقة برأسمال المصارف وعدم إتاحة المجال للمؤسسات المالية في العمل دون أن يكون لها رأسمال كاف يؤمنها من المخاطر. ومن جانب آخر أنتقد كذلك الرواتب والمكافآت العالية التي تعطى للمدراء الماليين في بعض المؤسسات العاملة في المجال المصرفي.
فجوة في توريد الطاقة
وفي سياق آخر حذر كولر من حدوث ما أسماه بـ"فجوة في توريد الطاقة" في ألمانيا وأن دراسات جدية تؤكد إمكانية حصول نقص في توريد الطاقة. وقال كولر إن المهمة الأساسية لمواجهة ذلك هي توفير الطاقة. وعلى الرغم من تأكيد كولر على أهمية التخلص من الطاقة النووية بسبب أخطارها، أشار أيضا إلى أهمية التفكير في حل مرحلي في ألمانيا للاعتماد على الطاقة النووية والفحم، حتى يتسنى الوقت لتطوير بدائل مستدامة لتوريد الطاقة.