الرئيس الألماني في مهمة الوسيط للخروج من أزمة تشكيل الحكومة
٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
يسود الترقب في برلين إلى ما سيسفر عنه اجتماع مرتقب مساء الخميس بين الرئيس الألماني وزعيمة التحالف المسيحي أنغيلا ميركل وزعيم الاشتراكيين مارتن شولتس في سبيل إيجاد مخرج لأزمة تشكيل الحكومة.
إعلان
تتوجه الأنظار في العاصمة الألمانية برلين إلى الاجتماع المنتظر مساء اليوم الخميس (30 نوفمبر/ تشرين الثاني)، والذي دعا إليه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير زعماء الأحزاب السياسية الكبرى في سبيل إيجاد مخرج لأزمة الحكومة.
وستحضر الاجتماع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي إلى جانب هورست زيهوفر زعيم الحزب الشقيق في كتلة المحافظين، الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري ومارتن شولتس زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط).
ميركل في استئناف حملة جديدة لبناء ائتلاف بين كتلتها السياسية المحافظة والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، على الرغم من التوترات بين الحزبين.
وتهدف المحادثات إلى إمكانية تشكيل حكومة ائتلاف موسع بين المحافظين والاشتراكيين، بقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي عقب انهيار مفاوضات تشكيل "ائتلاف جامايكا" بين المحافظين وحزب الخضر والحزب الليبرالي الحر.
"لا نخاف أي شيء"
وكما كان معلوم رفض الاشتراكيون عقب صدور نتائج انتخابات 24 من سبتمبر/ أيلول الدخول في ائتلاف حكومي، مفضلين الذهاب إلى صف المعارضة، غير أن الحزب عاد وعدّل موقفه من الرفض القاطع إلى إرجاء حسم هذه المسألة عبر التشاور مع القاعد الحزبية.
من جهته، ناشد وزير العدل الألماني هايكو ماس المعروف بمواقفه المؤيد للتحالف الكبير مع التحالف المسيحي، حزبه الاشتراكي الديمقراطي التزام الهدوء فيما يتعلق بمساعي تشكيل الحكومة مؤكدا في تصريح لصحيفة "باساور نويه بريسه" الصادرة اليوم الخميس أن "علينا أن نتعامل بصراحة و تفاؤل في جميع المحادثات التي نشارك فيها" مضيفا: "لسنا بحاجة للخوف من شيء، لا من تشكيل ائتلاف حكومي كبير ولا من تشكيل حكومة أقلية ولا من انتخابات جديدة".
وشدد ماس على أن "الكلمة الأخيرة ستكون في النهاية للقواعد الحزبية"، وقال: "وأنا على يقين بأننا نستطيع الثقة بأعضائنا، لديهم حس جيد جدًّا للطريق الصحيح". وجدد ماس تأكيده على أنه لا يزال ينظر لتشكيل حكومة أقلية بعين الشك وقال: "علينا ألا نجازف بأن تصبح ألمانيا في النهاية غير قادرة على التعامل واتخاذ القرارات المناسبة... لأن الانتخابات الأخيرة لم تسفر عن أغلبية أو لأننا نعتمد على أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا".
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
14 صورة1 | 14
مارتن شولتس "باقٍ" في رئاسة الحزب
وفي خضم الجدل الدائر حول ما إذا كان زعيم الاشتراكيين، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، مارتن شولتس في رئاس الحزب، ردّ أولاف شولتس، عمدة ولاية هامبورغ وأحد قيادي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن يسفر مؤتمر حزبه الاشتراكي الديمقراطي المقرر الأسبوع المقبل عن إعادة انتخاب رئيس الحزب الحالي مارتن شولتس.
وقال عمدة هامبورغ في تصريح لمجلة "شترن" الألمانية اليوم الخميس إن رئاسة الحزب رشحت شولتس بالإجماع وإن المؤتمر الحزبي سينتخبه "بنتيجة مقنعة".
كما أشار عمدة هامبورغ الذي كان يتولى منصب وزير العمل على المستوى الاتحادي ويعتبره مراقبون منافسا محتملا لشولتس إلى أنه سيرشح نفسه مجددا لمنصب نائب رئيس الحزب.
وكان مارتن شولتس قد تُوِج رئيسا للحزب وحصل في الانتخابات الحزبية التي أجريت في آذار/مارس الماضي على نتيجة 100%، وهي نتيجة لا تكاد تحدث في تاريخ الأحزاب الألمانية. غير أن الحزب مني خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت أواخر أيلول/سبتمبر الماضي تحت رئاسة شولتس بأسوأ نتيجة له في تاريخه (20.5% من الأصوات). ومع ذلك فإن شولتس يتوقع بأن يعيد الحزب انتخابه بأغلبية واضحة.
و.ب/ح.ع.ح (د ب أ)
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك