أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن قلقه حيال تدهور العلاقات بين روسيا والغرب ودعا الطرفان لبلورة مبادرة سلام مشتركة لحل الأزمة السورية وإلى عدم اعتبار روسيا عدوة للغرب بغض النظر عن الموقف من الرئيس بوتين.
إعلان
دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير كلا من واشنطن وموسكو إلى إقرار مبادرة سلام مشتركة لحل مشكلة الصراع السوري، وذلك عقب الهجوم الجوي الذي نفذته كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على أهداف في سوريا. وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم (الأحد 15 أبريل/ نيسان 2018) في إشارة إلى التحرك المقبل لكل من الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي: "إن القوى العظمى تتحمل مسؤولية عظيمة، وهنا يجب أن تتخذ خطوة أولى، وهذا ما يتحمل كل من (فلاديمير) بوتين و(دونالد) ترامب مسؤوليته أمام العالم".
وأضاف شتاينماير "إن لم تجد كل من واشنطن وموسكو طريقا للالتقاء بينهما في حل الأزمة السورية فإن فرص تحسن الوضع في سوريا تساوي صفرا". وكانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت ليلة أمس أكثر من 100 صاروخ على ما لا يقل عن ثلاثة أهداف سورية يعتقد أنها منشآت لتصنيع المواد الكيميائية، وذلك ردا على الهجوم المحتمل بالغاز السام على مدينة دوما السورية خلال الأسبوع الماضي. وانتقدت روسيا بصفتها حليفا وثيقا لدمشق الهجمات العسكرية على سوريا. وقال شتاينماير: "نحن اليوم دخلنا في المرحلة التالية من تفاقم الأوضاع في العلاقات الروسية الأمريكية".
ودعا شتاينماير إلى تجديد الجهود الدبلوماسية لإصلاح العلاقات المتضررة مع روسيا واستطرد موضحا "بغض النظر عن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لا يجب أن نعلن أن روسيا - بلدا وشعبا - عدو لنا". وتابع شتاينماير أن تسمم سكريبال كان مقلقا "لكن القطيعة، متسارعة الوتيرة، بين روسيا والغرب والتي لها عواقب تتجاوز كثيرا حدود هذه القضية يجب أن تكون محل اهتمام مماثل". وقال الرئيس إنه لم تكن هناك ثقة فعليا بين الجانبين ومهمة مواجهة القطيعة المتسارعة" هي التحدي الحقيقي للحكومات المسؤولة".
وقال شتاينماير للصحيفة إن الحكومة الألمانية مسؤولة عن وحدة الاتحاد الأوروبي وقدرته على التصرف، ولذلك يجب أن تخطر الكرملين مرارًا بالضرر الذي تسببت فيه تصرفاته في العلاقات الأوروبية الروسية. وتابع أن "ذلك يشمل فرض عقوبات على ضم شبه جزيرة القرم والصراع في شرق أوكرانيا ... لكن يجب ألا نتوقف عن القيام بذلك في المناقشات المباشرة".
ح.ز / و.ب (د.ب.أ)
ضرب أهداف محددة في سوريا ردا على "كيماوي دوما"
بعد أسبوع من وقوع هجوم في دوما، يفترض أن يكون النظام السوري استخدم خلاله أسلحة كيماوية، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قيام قوات بلاده بالتعاون مع فرنسا وانجلترا بضرب أهداف "دقيقة" لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/S. Walsh
ترامب ينفذ تهديداته
نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.
صورة من: Reuters/Twitter/French Military
أهداف تحيط بدمشق
المواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ضرب المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.
صورة من: Imago/Xinhua/A. Safarjalani
أعلام سوريا وإيران وروسيا في شوارع دمشق
عندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
ترامب: ضربات دقيقة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
فرنسا أبلغت روسيا قبل الضربات
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".
صورة من: Reuters/Twitter/Emmanuel Macron
اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ على سوريا، مشيرة إلى أن القوات السورية اعترضت "عددا كبيرا" منها. وقال فلاديمير دجاباروف الذي يتولى منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إن موسكو ستدعو على الأرجح لاجتماع في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Antonov
سبع سنوات ولانهاية في الأفق
دخلت الأزمة السورية عامها الثامن في (مارس/ آذار 2018)، ولا تبدو نهاية في الأفق. ورغم استرجاع بشار الأسد لمناطق كثيرة من أيادي المعارضة وتنظيمات أخرى متطرفة وإرهابية، إلا أنه لا يستطيع بسط نفوذه على بلده. ويقدر ضحايا الحرب السورية حتى الآن بنحو 480 ألف قتيل من كافة الجبهات، بينهم 19 ألف طفل، كما نزح 11 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 5.5 مليون سوري. إعداد: صلاح شرارة