كرم الرئيس الألماني هورست كولر اليوم المؤسسة الاتحادية الألمانية المختصة بتعويض عمال السخرة في العهد النازي وذلك بمناسبة انتهاء فترة عملها ودفع التعويضات لمستحقيها. وقال كولر أثناء مراسم التكريم التي أقيمت في قصر الرئاسة "بيليفو" في برلين وحضرته المستشارة انجيلا ميركل، إن أكثر من مليون ونصف المليون ضحية من ضحايا السخرة أثناء الحقبة النازية حصلوا على الأقل على تعويض مادي رمزي، وهو ما يعني الاعتراف العلني بمعاناة هؤلاء، حسب تعبيره.

ووصف الرئيس الألماني مبادرة تعويض ضحايا العمل القسري في العهد النازي بأنها كانت " ضرورية للغاية" على طريق تحقيق الوئام والمصالحة، مؤكدا على أن المعاناة وجرائم العهد النازي لا يمكن في حقيقة الأمر تعويضها بالمال، لكن جهود المؤسسة الخاصة بتعويض الضحايا ساعدت على الاعتراف بكينونة هذه المعاناة، حسب تعبير كولر.

تعويض قرابة مليوني ضحية من عمال السخرة

وكانت مؤسسة تعويض ضحايا أعمال السخرة في العهد النازي المعروفة باسم "التذكر، المسئولية والمستقبل" قد أعلنت يوم أمس الاثنين الانتهاء رسميا من دفع التعويضات. وقد بلغ حجم التعويضات، التي دفعتها المؤسسة حوالي 4.4 مليار يورو سلمت لـ 1.7 مليون من الضحايا الذين لا يزالون على قيد الحياة. الجدير بالذكر أن معظم ضحايا العهد النازي يعيشون في دول كانت تابعة للإتحاد السوفيتي السابق. وكان النازيون قد حافظوا على سير عمل الاقتصاد أثناء الحرب العالمية الثانية من خلال التشغيل القسري لحوالي عشرة مليون عامل.

الاقتصاد الألماني تحمل مسئوليته

وكانت مؤسسة تعويض عمال السخرة أثناء العهد النازي قد تأسست في عام 2000 كمؤسسة عامة تتلقي تمويلها من قبل قطاع الاقتصاد الألماني الخاص والحكومة الألمانية. وجاء تأسيسها عقب مفاوضات دولية معقدة ومناقشات شائكة أفضت إلى تأسيس هذه المؤسسة وتنظيم عملها. وفي البداية لم يكن قطاع الاقتصاد الخاص مستعدا لدفع تعويضات لعمال السخرة في العهد النازي، كما انه لم يكن واضحا بعد من يتحمل المسؤولية وعما إذا كانت المؤسسات الاقتصادية الحالية وبالذات تلك التي تمتد جذورها الى أيام الحقبة النازية شريك في تحمل المسئولية. كما تمحور الخلاف ايضا حول هوية وعدد الضحيا اللذبن ينبغي تعويضهم.

لكن رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وزير الاقتصاد الألماني السابق اوتو جراف لامبسجورف، قال في مقابلة مع راديو "إم دي ار" الألماني إن "المبالغ دفعت كاملة وكل شيء تم على ما يرام"، مشيرا إلى أن مؤسسته قامت بعملها على أحسن وجه. وتعتزم هذه المؤسسة من الآن فصاعدا تركيز اهتمامها على دعم مشاريع دولية للتذكير بأهوال العهد النازي وتشجيع الديمقراطية.