رحب الرئيس الألماني يوآخيم غاوك بالمظاهرات الألمانية المضادة لمعاداة الأجانب والمؤيدة لانفتاح بلاده على العالم، ورأى أن ألمانيا بحاجة للهجرة التي تخدم مصالح الجميع. جاء ذلك في مقابلة له مع وكالة الأنباء الألمانية.
إعلان
قال الرئيس الألماني يوآخيم غاوك في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية الخميس (22 كانون الثاني/ يناير 2015): "ما يسعدني هو خروج الكثير من المتظاهرين هذه الأيام إلى الشوارع من مطالبين بانفتاح بلادهم على العالم". وأوضح غاوك أن في أوروبا الكثير من التيارات والأحزاب التي نشأت نتيجة الخوف من العولمة، وقال: "يضاف إلى ذلك الخوف من أن وجود المهاجرين في ألمانيا يمكن أن يقلص فرص الألمان في سوق العمل وفي أماكن أخرى".
ورأى الرئيس الألماني أنه ينبغي التوضيح أن ألمانيا بحاجة للهجرة لتحقيق مصلحة الجميع. وقال غاوك - فى إشارة إلى حظر مظاهرة لحركة "بيغيدا" (أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) وعدد من المظاهرات الأخرى في مدينة دريسدن الاثنين الماضي: "حرية التجمهر إرث غال، وكذلك المحافظة على سلامة الأشخاص والحياة". ورأى غاوك ضرورة أن تكون هناك أسباب هامة للتدخل في الحق الأساسي للتجمهر، مضيفاً: "يجب ألا تؤدي التهديدات بتنفيذ اعتداءات إلى أن نلغي حقوقنا في الحرية من الناحية العملية، لأن ذلك سيعني أن الإرهابيين نجحوا في تحقيق مآربهم".
مسلمو ألمانيا يوحدون الألمان ضد العنصرية
بدعوة من المجلس الأعلى للمسلمين والجالية التركية في ألمانيا، شهد قلب العاصمة برلين مظاهرة غير مسبوقة، شارك فيها قادة الأحزاب وكبار الساسة الألمان، رفضاً للعنصرية والإسلاموفوبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
شارك الآلاف في مظاهرة غير مسبوقة عند بوابة براندنبورغ، دعا إليها المجلس الأعلى للمسلمين والجالية التركية. ومع بداية المظاهرة، قام المسؤولون في المنظمات المسلمة بوضع باقة من الزهور البيضاء أمام مقر السفارة الفرنسية قرب بوابة براندنبورغ كتب عليها "الإرهاب: لا يحدث باسمنا".
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
رئيس المجلس الأعلى للمسلمين أيمن مزيك قال في كلمته: "إن الإرهابيين لم يربحوا ولن يربحوا"، قبل أن يطلب الوقوف دقيقة صمت، تكريما لذكرى الضحايا الـ17 للاعتداءات التي وقعت في فرنسا الأسبوع الماضي. وأضاف: "هل كان الإرهابيون يريدون الانتقام للنبي؟ كلا ! بعملهم هذا ارتكبوا أكبر معصية".
صورة من: Reuters/F. Bensch
المشاركون شبكوا أذرعهم في لقطة رمزية لإظهار وحدة الشعب الألماني بكافة أطيافه ضد العنصرية. كبار السياسيين الألمان كانوا أول المبادرين لذلك.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
الحضور لم يقتصر على المسلمين فقط، وإنما شارك في التظاهرة ممثلين عن المسيحيين الكاثوليك والبروتسانت، وكذلك عن اليهود.
صورة من: Reuters/Fabrizio Bensch
متظاهرون يرفعون لافتة تحمل كلمة الحرية، وهي من القيم التي يطالب الكثير من الساسة الألمان حالياً بالدفاع عنها إلى جانب قيم التسامح والتعايش مع الآخر.
صورة من: Reuters/Hannibal Hanschke
ربما هي من المرات النادرة جداً، التي يُتلى فيها القرآن على التلفزيون الألماني ببث حي ومباشر. القناة الألمانية الأولى نقلت المظاهرة كاملة.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الرئيس الألماني يواخيم غاوك ألقى كلمة في هذه المناسبة، وتوجه إلى الشعب الألماني، وخاصة المسلمين، بالقول: "نحن جميعا ألمانيا".
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
كما كان الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف من بين الحضور، وهو الذي كان أول من قال تلك العبارة الشهيرة: "الإسلام جزء من ألمانيا"، في عام 2010 عندما كان رئيساً للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
"ليس باسمي" هي لافتة رفعها أيضا العديد من المسلمين في مظاهرة مساء الثلاثاء في برلين، كهذه الفتاة المسلمة مثلاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
9 صورة1 | 9
من ناحية أخرى، أعرب الرئيس الألماني عن رفضه الشديد لاستخدام متظاهري حركة "بيغيدا" لمصطلح "صحافة الكذب" للإشارة إلى وسائل الإعلام الألمانية، وأشار إلى إن هذا المصطلح يرجع للحقبة النازية في ألمانيا، واعتبر أن وسائل الإعلام في هذه الحقبة كانت كاذبة وتتسم بالتلاعب.
وتابع الرئيس الألماني أن وسائل الإعلام في ألمانيا الشرقية عملت أيضاً على ترويج الأكاذيب، ولكن يمكن لوسائل الإعلام في ألمانيا حالياً ممارسة عملها بحرية، وفقاً لما أكده غاوك. وقال: "على الرغم من بعض الأخطاء التي يقع فيها الصحفيون أحياناً، وعلى الرغم من بعض الأكاذيب التي يروجها قليل منهم، فإنه في أغلب الأحيان يتم نقل الأخبار بشكل صحيح وعلى نحو رصين".