الرئيس الألماني يشيد بالتظاهرات الداعمة للديمقراطية
١٧ فبراير ٢٠٢٤
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مواطني بلاده إلى الدفاع عن الديمقراطية، وأبدى إعجابه بتعدد المظاهرات المناوئة لليمين المتطرف، والتي تتواصل في عطلة نهاية الأسبوع.
إعلان
في رسالة فيديو، نُشرت السبت (17 شباط/فبراير 2024)، بمناسبة التظاهرات في العديد من المدن، وبخاصة في مدن كثيرة بعيدة عن المراكز الحضرية، قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير: "لقد حقق هذا الوسط الديمقراطي شيئاً من خلال التظاهرات حيث إنه دفع اللامبالاة بعيداً. لقد منحتنا التظاهرات الشجاعة، فصرنا نتنفس بمزيد من الحرية مرة أخرى".
وأكد شتاينماير أهمية التماسك داخل المجتمع بما يتجاوز الحدود السياسية، مشيراً إلى أن الناس في الشوارع ليس لديهم جميعا نفس الانتماء السياسي ولا يرغبون في أن يتم استغلالهم لصالح اتجاه سياسي، وقال: "لا يدور الأمر الآن حول اليمين أو اليسار، بل إنه يدور حول أساس تعايشنا. الأمر يتعلق بوضع حد بين الديمقراطيين وأولئك الذين يحتقرون الديمقراطية ويهاجمونها."
ورأى شتاينماير أن هذه الدعوة تتجاوز التظاهرات، وقال: "لنقف معاً ضد أعداء الديمقراطية. لنمنع المتطرفين من التحكم في الأمور وإهانة مؤسسات ديمقراطيتنا"، وأردف أن "الجميع مدعوون من قطاع أعمال وثقافة ومجتمع مدني وجمعيات واتحادات. نحتاج إلى تكاتف الديمقراطيين. ليس فقط اليوم، بل طوال 365 يوماً في السنة."
يذكر أن من المقرر تنظيم مظاهرات في العطلة الأسبوعية الحالية في ألمانيا في مدن بوخوم و ماغدبورغ وهانوفر حيث سيشارك آلاف الأشخاص في بعض مظاهرات اليوم، كما سيتم تنظيم مظاهرات غداً الأحد في مدن من بينها مظاهرة في مدينة إيسن يُتوقع أن يشارك فيها 10 آلاف شخص.
وأفادت بيانات الشرطة الألمانية بأن نحو 30 ألف شخص شاركوا في مظاهرة في مدينة مونستر مساء أمس الجمعة.
وكانت المظاهرات المناوئة للتطرف اليميني في العطلات الأسبوعية الماضية، تركزت على المدن الكبرى حيث شارك أكثر من 150 ألف شخص في العاصمة برلين وحدها في السبت الموافق الأول من شباط/ فبراير الجاري، وذلك وفقاً لتقديرات الشرطة.
ذوو أصول مهاجرة ضحايا إرهاب نازي في هاناو الألمانية
04:19
عمدة هاناو يناشد للتصدي للتطرف اليميني
وفي سياق متصل، صرح عمدة مدينة هاناو الألمانية، التي شهدت هجوم قتل عشوائي نتيجة دوافع عنصرية في مطلع عام 2020، بأنه يرى أنه يجب أن تدفع ذكرى هذا الهجوم ألمانيا بأكملها عاماً تلو الآخر نحو تحديد موقعها في مكافحة التطرف اليميني.
وقال عمدة المدينة كلاوس كامينسكي: "نحن نقف في المعركة ضد اليمين في موقع أسوأ نوعاً ما، مما كان عليه الوضع في 19 شباط/فبراير عام 2020".
يذكر أن رجلا ألمانيا قتل تسعة أشخاص من أصول أجنبية بإطلاق النار عليهم بسبب دوافع عنصرية في مدينة هاناو في التاسع عشر من شباط/فبراير عام 2020.
وتابع عمدة المدينة الألمانية: "الخبر السار هو أننا نرى في المظاهرات على مستوى ألمانيا أن كثيراً من الأشخاص يقفون ضده (ضد اليمين)"، لافتاً إلى أنه ستتم إقامة عدد لا يُحصى من الفعاليات في يوم 19 شباط/فبراير والأيام السابقة واللاحقة له في مدينة هاناو لإحياء هذه الذكرى.
وسوف تتمثل الفعالية الأكبر هذا العام في مظاهرة بعد غد السبت، كانت قد دعت إليها مبادرة تدعى "19 فبراير هاناو"، وهي مبادرة تكاتف بداخلها أقارب ضحايا الهجوم وأشخاص داعمين. ومن المقرر خلال هذه المظاهرة إحياء ذكرى الضحايا وإرسال "إشارة قوية ضد العنصرية ومعاداة السامية والتطرف اليميني". ويتوقع منظمو المظاهرة أعداداً كبيرة من المشاركين والمشاركات الذين يعتزمون القدوم من جميع أنحاء ألمانيا.
خ.س/ف.ي (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)