وعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن حكومتها الجديدة ستبدأ العمل سريعاً وستعطي دفعاً قوياً لأوروبا. يأتي ذلك بعد اقتراح الرئيس الألماني على البرلمان رسمياً انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا.
إعلان
بعد أسابيع من المفاوضات الشاقة، وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي في استفتاء شارك فيه أعضاء الحزب وحاز على موافقة 66,02 بالمائة، على تشكيل ائتلاف حكومي واسع بين الحزب الاشتراكي والاتحاد المسيحي بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، منهياً بذلك أزمة سياسية شهدتها البلاد منذ الانتخابات التي جرت في أيلول/سبتمبر الماضي.
وقالت ميركل في بيان مقتضب اليوم الاثنين (الخامس من آذار/ مارس): "بعد نحو ستة أشهر من الانتخابات، الناس ينتظرون حصول شيء ما الآن". وأضافت المستشارة "نحن نرى أن... أوروبا تواجه تحديات وإن دفعاً قوياً من ألمانيا، إلى جانب دفع فرنسا والدول الأخرى ضروري"، في إشارة إلى مجموعة من المواضيع التي تحتاج إلى اهتمام من التجارة الدولية إلى الحرب في سوريا. وقالت ميركل كل ذلك: "يتطلب منا أن نبدأ العمل بسرعة في الحكومة".
ويأتي كلام ميركل بعد اقتراح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير رسمياً على البرلمان الألماني "بوندستاغ" إعادة انتخاب أنغيلا ميركل لمنصب المستشارة الاتحادية. وقالت متحدثة باسم شتاينماير اليوم الاثنين "الرئيس الاتحادي اقترح على البرلمان الألماني بخطاب اليوم، وفقاً للمادة 63 بند1 من القانون الأساسي (الدستور)، انتخاب السيدة أنغيلا ميركل كمستشارة اتحادية".
ومن المتوقع أن يتم انتخاب ميركل في جلسة البرلمان الألماني التي سيعقدها في الـ 14 من آذار/ مارس الجاري. وكان شتاينماير قد أعرب عن ارتياحه أمس الأحد بعد قرار الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالموافقة على المشاركة في تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد مع التحالف المسيحي بزعامة ميركل، وقال "إنه أمر جيد لبلدنا أن مرحلة عدم اليقين والشك قد مرت".
البديل ينتقد الاشتراكيين
تجدر الإشارة إلى أن شتاينماير كان قد تزعم سلسلة من المباحثات مع الأحزاب بعد إخفاق مباحثات جس النبض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بشأن تشكيل ائتلاف جامايكا الذي كان مفترضاً أن يتكون من اتحاد ميركل والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. وكانت نتيجة سلسلة هذه المباحثات أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تخلى عن رفضه الأساسي لإعادة تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد.
وانتقد حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي الذي بات الآن أكبر أحزاب المعارضة، أمس الأحد قرار الحزب الاشتراكي الديموقراطي الدخول مجدداً في ائتلاف حكومي مع ميركل متوقعاً أن "فاتورة ذلك ستستحق على أبعد تقدير في 2021"، عندما يتوجه الناخبون مجدداً إلى صناديق الاقتراع.
وجدير بالذكر أنه وبعد تحقيقها فوزاً ضعيفاً في الانتخابات التي جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي لم تتمكن على إثرها من الحصول على الأغلبية المطلقة، واجهت ميركل صعوبات لايجاد شركاء لها في الحكومة. وحقق حزبها أسوأ نتيجة له في مرحلة ما بعد الحرب، وكان شريكها السابق الحزب الاشتراكي الديموقراطي رفض تجديد الائتلاف معها، قبل أن يعود ويتراجع عن قراره.
وتراجع المحافظون بزعامة ميركل والاشتراكيون الديموقراطيون في الانتخابات جراء اختيار جزء من الناخبين التصويت لمصلحة حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي تعبيراً عن غضبهم إزاء وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ 2015.
ع.ج/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
بالصور: طريق ميركل الصعب إلى ولاية حكم رابعة
الطريق أمام الولاية الرابعة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منصبها كان طويلاً وصعباً، فقد مر بمراحل عديدة محفوفة بالمتاعب.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
ميركل تترشح لولاية رابعة
في مؤتمر صحفي في الـ 20 نوفمبر/ تشرين الأول 2016 أكدت المستشارة أنغيلا ميركل ترشحها لولاية رابعة. ولو أنهت ميركل ولايتها الرابعة ستكون قد حطمت الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في المانيا الذي سجله المستشار كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
صفعة الانتخابات
في الـ 24 من سبتمبر/ أيلول 2017 اسفرت الانتخابات عن نتائج سيئة لحزبي الائتلاف الحكومي المسيحي والاشتراكي بشكل غير مسبوق. وعلى إثر هذه النتائج بأقل من 20 في المائة من الأصوات، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه سيكون في صفوف المعارضة، فيما أعلن الحزب الليبرالي والخضر أنهم مستعدون لتشكيل ائتلاف مع حزبي الاتحاد المسيحي.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
انطلاق مشاورات جامايكا
في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بدأت مشاورات ما يُسمى بتحالف جامايكا، بين الحزب المسيحي والليبرالي والخضر. واتضح أن هذه المشاورات كانت صعبة للغاية. ورغم التوصل في البداية إلى نتائج مرضية، فإنها لم تكن كافية لتشكيل تحالف جامايكا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الحزب الليبرالي يُفشل مشروع جامايكا
بعد أسابيع من المشاورات، خرج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر في الـ 19 من نوفمبر/ تشرين الثاني للإعلان أمام الصحافة أن حزبه ينسحب من مشاورات جامايكا، وبات الوضع السياسي في ألمانيا مبهماً، لاسيما وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرفض المشاركة في حكومة مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
العدول عن دور المعارض
بعد تدخل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بإجراء مفاوضات مع رؤساء الأحزاب وبعد أخذ ورد داخلي أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أخيراً أنه مستعد للدخول في مفاوضات مع حزبي الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل لتشكيل حكومة ألمانية، نظراً للمسؤولية أمام البلاد. وبدأت هذه المفاوضات في الـ 7 من يناير/ كانون الثاني 2018.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مفاوضات ائتلاف حكومي موسع
في مطلع يناير/ كانون الثاني التقى زعماء حزبي الاتحاد المسيحي أنغيلا ميركل وهورست زيهوفر والحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس ليعلنوا الشروع في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي موسع، بالرغم من وجهات النظر المختلفة في كثير من القضايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الاشتراكيون يتجاوزون عتبة مؤتمر بون
وبما أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي واجه معارضة قوية، لاسيما من شبيبة الحزب التي رفضت الدخول في ائتلاف حكومي جديد بزعامة ميركل، اضطُر الحزب لعقد مؤتمر حزبي خاص في بون للحصول على موافقة من الأعضاء على الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف موسع. وقد صوت المشاركون في المؤتمر بفارق ضئيل للشروع في تلك المفاوضات مع أحزاب اليمين المحافظ بزعامة ميركل.
صورة من: picture alliance / Federico Gambarini/dpa
ميركل تهنئ الاشتراكيين
وتنفست قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الصعداء بقبول غالبية أعضائها الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بدأت في الـ 26 من يناير/ كانون الثاني 2018، وهو ما رحبت به ميركل، ومهد عملياً لولاياتها الرابعة.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
شولتس يترك رئاسة الاشتراكي
وبالفعل لقد نجح الاشتراكيون في التفاوض بنجاح مع حزبي الاتحاد المسيحي، وتلقوا عدة وزارات هامة، بينها العدل والخارجية. وفي المساء ظهر رئيس الحزب الاشتراكي مارتن شولتس ليعلن انسحابه من قيادة الحزب، لأنه ينوي شغل منصب وزاري في الحكومة الجديدة بقيادة ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
نالس المرأة القوية في الاشتراكي
وبعد تراجعه إلى أدنى مستوى تاريخي له في الانتخابات الأخيرة (20. بالمائة) وهبوطه الحاد في استطلاعات الرأي بسبب خلافاته الداخلية، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يفضل الانتقال إلى المعارضة لالتقاط أنفاسه وإعادة ترتيب صفوفه، إلا أنه أدرك المسؤولية الوطنية الملقاة عليه بعد فشل مفاوضات جامايكا، ليتخذ موقفاً مختلفاً، واختار أندريا ناليس رئيسة جديدة للحزب.
صورة من: picture alliance/dpa/O. Berg
الاشتراكيون يصوتون لصالح البرنامج الحكومي
قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي شرعت في إرسال بطاقات انتخاب لمئات الآلاف من الأعضاء ليصوتوا على قبول اتفاقية الائتلاف الحكومي الجديد أم لا. وجاءت نتيجة التصويت مؤيدة باعتبار أن قيادة الحزب الاشتراكي ورئيسه السابق مارتن شولتس أحسنا التفاوض على برنامج الحكومة، فحصلا على عدة تنازلات في مجالات شتى مثل الصحة والوظائف، وفازا بست وزارات للحزب.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
ميركل تنجح في تجاوز الانتقادات الداخلية
مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي في فبراير/ شباط ببرلين أعطى الضوء الأخضر للدخول في ائتلاف حكومي جديد مع الاشتراكيين رغم مواجهة المستشارة ميركل (63 عاماً) انتقادات لم تشهدها من قبل داخل حزبها الذي تقوده منذ حوالي عقدين. كما ندد عدد من مسؤولي الحزب المسيحي بالخط الوسطي الذي تعتمده ميركل وسياستها السخية في مجال الهجرة التي فتحت أبواب البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
إزالة العقبة الأخيرة في وجه ولاية رابعة لميركل
وافق أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بغالبية 66.02 في المائة على الدخول في تحالف جديد مع حزب أنغيلا ميركل التي بإمكانها الآن تشكيل حكومة بعد أكثر من خمسة شهور على انتخابات تشريعية أضعفت موقعها. ونوهت المستشارة بقرار قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعلقت في تغريدة على صفحة حزبها بالقول: "يسرني أن نواصل تعاوننا لما هو في صالح بلادنا".