الرئيس الأمريكي الـ47 ـ دونالد ترامب على أبواب البيت الأبيض
٦ نوفمبر ٢٠٢٤
للمرة الثانية، يستعد دونالد ترامب لبدء فصل رئاسي جديد بعد إعلان عدة تقاريرمتطابقة فوزه بالسباق الرئاسي الذي وصفه بالتاريخي. وفي خطاب النصر، تعهد ترامب بإصلاح الاقتصاد ومساعدة "بلادنا على التعافي وإنهاء الحروب".
إعلان
منتشيا وعلى وجه تعلو ابتسامة جلية، خرج دونالد ترامب ليعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية بعد أن ضمن أصوات ولاية بنسلفانيا المهمة المتأرجحة داخل المجمع الانتخابي. وأمام أنصاره في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، قال ترامب في خطاب النصر إنه حقق "فوزا سياسيا لم تشهده بلادنا من قبل".
وأطلق ترامب العديد من التعهدات في خطابه ابزرها سعيه إلى إصلاح الاقتصاد ومساعدة الولايات المتحدة "على التعافي وجعل أمريكا أكثر قوة وأمنا وحرية وازدهارا وإنهاء الحروب".
واقر ترامب بأن رئاسته الثانية لن تكون "سهلة"، لكنه تعهد بأنه سوف "يبذل كل طاقته كما فعلت في رئاسته الأولى".
كيف فاز ترامب؟
وكما توقع ترامب، فإن ولاية بنسلفانيا كانت بوابته للدخول البيت الأبيض مجددا. ومع فتح مراكز الاقتراع، قال ترامب بإنه "إذا فاز بولاية بنسلفانيا، فسوف يفوز بالصفقة بأكملها"، في إشارة إلى السباق الرئاسي.
وجاء خطاب ترامب عقب ما ذكرته شبكات "فوكس نيوز" و "سي.إن.إن" و "إن.بي.سي" عن فوزه بولاية بنسلفانيا استنادا إلى استطلاع رأي الناخبين وعمليات فرز الأصوات الأولية.
وكانت شبكة "فوكس نيوز" المحافظة قد أعلنت بالفعل أن ترامب هو الفائز في الانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وبفوه بولاية بنسلفانيا، فإن ترامب اقترب من أصوات المجمع الانتخابي الـ270، اللازمة لضمان الفوز في الانتخابات الرئاسية. وكان ترامب قد فاز في الولايتين المتأرجحتين، نورث كارولينا وجورجيا، مما منحه تقدما قويا على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.
إعلان
ماكرون ونتنياهو...أول المهنئين
وعقب دقائق من إلقائه خطاب "النصر"، توالت ردود الفعل الدولية حيال عودة ترامب مجددا إلى البيت الأبيض وشروعه في رئاسته الثانية.
هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترامب، قائلا في تغريدة على منصبه إكس: "مستعد للعمل معا كما تمكّنا من فعله لمدة أربع سنوات.. بقناعاتك وقناعاتي. باحترام وطموح. من أجل المزيد من السلام والازدهار".
وفي تغريدة، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على عودته "التاريخية" إلى البيت الأبيض، قائلا: "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة".
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بفوز ترامب بالسباق الرئاسي بـ ""النصر التاريخي".
وفي تهنئته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته على أن عودة ترامب إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف "قويا".
وقال روته في بيان "قيادته ستكون أساسية لإبقاء تحالفنا قويا" مضيفا "أتطلع إلى العمل معه مجددا لتعزيز السلام (...) من خلال حلف شمال الأطلسي".
وعربيا، كان أمير قطر أول الزعماء العرب الذي قدموا التهاني لترامب، قائلا: "أتمنى للرئيس ترامب كل التوفيق خلال ولايته وأتطلع للعمل معه مرة أخرى لتعزيز علاقتنا وشراكتنا".
وقبل كلمته، كتب الملياردير إيلون ماسك عدة تغريدات على منصة "إكس"، قائلا: "لقد أعطى الشعب الأمريكي الليلة دونالد ترامب تفويضا واضحا للتغيير.. المستقبل سيكون رائعا".
الكونغرس...السيطرة للجمهوريين
لم يصوت الناخبون الأمريكيون على اختيار رئيس بلادهم فحسب، بل صوتوا أيضا لتحديد ما إذا كان الديموقراطيون أو الجمهوريون سيسيطرون على الكونغرس ولاختيار حكام بعض الولايات.
وفي السباق للكونغرس، ذكرت محطتا "فوكس نيوز" و "إن بي سي نيوز" أن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعدا فيه.
وبذلك، قلب الجمهوريون موازين القوى داخل مجلس الشيوخ الذي كان تحت سيطرة الديمقراطيين في ولايتي ويست فرجينيا وأوهايو. ولم يحقق أي من الحزبين تقدما واضحا في المعركة للسيطرة على مجلس النواب حيث يتمتع الجمهوريون في الوقت الراهن بأغلبية ضئيلة.
م. ف / د ب ا - رويترز
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ