الرئيس التونسي الأسبق المرزوقي ينسحب من الحياة السياسية
٢٤ نوفمبر ٢٠١٩
في سابقة من نوعها أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي عن انسحابه من الحياة السياسية. إعلان المرزوقي جاء في رسالة وجهها عبر موقعه على فيسبوك بعد النتائج السيئة التي حققها هو وحزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
إعلان
أعلن محمد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، اليوم الأحد (24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019)، انسحابه من رئاسة الحزب ومن الساحة السياسية الوطنية.
وأرجع المرزوقي (74 عاما) قرار الانسحاب، في رسالة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، التي قال إنه يتحمل كامل المسؤولية فيها، لكنه أشار في المقابل إلى أنه سيبقى "ملتزما بكل قضايا الشعب والأمة"، وأنه سيواصل خدمتها، حسبما ذكرت وكالة أنباء تونس إفريقيا (وات).
وكان المرزوقي اكتفى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في دورها الأول 15 أيلول/ سبتمبر 2019، بالحصول على أقل من ثلاثة في المائة فقط من أصوات الناخبين، وحل في المرتبة 11 من مجموع 26 مرشحا.
وبدوره مني حزب المرزوقي "حراك تونس الإرادة"، الذي ترشح في أغلب الدوائر الانتخابية، بفشل ذريع، إذ أنه لم يحصل على أي مقعد في البرلمان الجديد.
يذكر أن المنصف المرزوقي هو رابع رئيس للجمهورية التونسية، وكان قبل ذلك سياسيا معارضا لنظام زين العابدين بن علي (2011-1987) ومدافعا عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والفكر.
وأسس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وترأسه منذ تأسيسه إلى غاية 13 كانون أول/ديسمبر 2011 تاريخ استلامه رئاسة الجمهورية. وبعد خسارته الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، أمام الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، أسس المرزوقي في نهاية 2014 حراك شعب المواطنين قبل أن يؤسس في 20 كانون أول/ديسمبر 2015 حزب حراك تونس الإرادة.
أ.ح/ م.ا.م (د ب أ)
2014.. عام استثنائي لتونس يتوج بانتقال سلمي للسلطة
بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية، يتسلم الإربعاء 31 كانون الأول 2014 المخضرم ذو 88 عاما، الباجي قائد السبسي رئاسة الجمهورية من سلفه المنصف المرزوقي. وبذلك تطوي تونس عاما حافلا بإنجازات حاسمة في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
أدى رئيس الجمهورية المنتخب باجي قائد السبسي اليمين الدستورية في آخر يوم من سنة 2014 أمام نواب البرلمان، وتحول بعدها مباشرة إلى قصر قرطاج لتسلم منصبه الجديد كخامس رئيس للجمهورية.
صورة من: picture-alliance/AA/Landoulsi
في الـ26 يناير 2014 صادق المجلس التأسيسي بأغلبية ساحقة على دستور جديد لتونس، حافظ على مدنية الدولة وكرس حقوق الإنسان وضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
بعد أن تخلى حزب حركة النهضة الإسلامي عن الحكم، تسلم المستقل مهدي جمعة (يسار الصورة) في الـ29 من يناير من علي العريض (يمين) مهمة تسيير حكومة تكنوقراط لتنظيم انتخابات للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
هيئة الحقيقة والكرامة هي مؤسسة دستورية جديدة لتفعيل العدالة الإنتقالية وترأسها الحقوقية سهام بن سدرين، بيد أن منعها من نقل الأرشيف الرئاسي الأسبوع الماضي قد يكون خطوة إلى الوراء.
صورة من: DW/M. Slimi
2014 يعتبر عاما أسودا للمؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ أن الجماعات الإرهابية ضربت أكثر من مرة بقوة مما أسفر عن حصيلة ثقيلة، حيث قتل 30 عنصرا أمنيا وعسكريا.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
لكن التهديدات الإرهابية لم تثن التونسيين عن تقرير مصيرهم عبر صناديق الاقتراع. إذ توجه يوم 26 اكتوبر الملايين لانتخاب أول برلمان ديمقراطي، وحلَ حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني أولا ثم حزب النهضة الإسلامي ثانيا.
صورة من: Getty Images/Afp/Fadel Senna
بعد حصوله على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات، يتولى السبسي رئاسة الجمهورية لمدة 5 سنوات، ومن جهته أعلن المرزوقي إطلاق مبادرة "حراك شعب المواطنين" لمواجهة "أي محاولة للعودة إلى نظام الاستبداد".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أثنت عدة دول وصحف عالمية على عملية الانتقال الديمقراطي وسلميتها في تونس مهد الربيع العربي. وقد اختارت مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية تونس "كبلد العام 2014" تكريما لمسيرتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتبر سياسة التوافق ومنهج التعقل اللذان اتبعاه كل من راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي والباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني، من بين أسرار نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس. الكاتب: سميح عامري