قدّم الرئيس التونسي قيس سعيّد ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرّرة في السادس من تشرين الأول/أكتوبر وسط انتقادات شديدة "للتضييق" على المترشحين المنافسين. ويرى خبراء أن الطريق إلى الانتخابات الرئاسية مليء بالعقبات.
إعلان
أودع الرئيس التونسي قيس سعيّد اليوم الاثنين (الخامس من آب/ أغسطس 2024) ملف ترشحه رسميا لولاية ثانية لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ويتولى الرئيس سعيّد (66 عاما) الرئاسة منذ 2019 وهو أستاذ متقاعد في مادة القانون الدستوري ولا يقود حزبا سياسيا.
ويشترط القانون الانتخابي على المترشحين للانتخابات تجميع 10 آلاف تزكية على الأقل من الناخبين أو 10 تزكيات من نواب البرلمان أو أحد المجالس المنتخبة. وقال سعيّد إن المتطوعين في حملته جمعوا قرابة 243 ألف تزكية حتى فجر اليوم ولايزال الباب مفتوحا لتقديم التزكيات.
ونفى سعيّد، في تصريحاته، ممارسة ضغوط على باقي المترشحين أو على القضاء أو التضييق على حرية التعبير. ويواجه الرئيس سعيد انتقادات من منظمات حقوقية بسبب حملة إيقافات ضد سياسيين من المعارضة بتهمة التآمر على أمن الدولة وقضايا أخرى تخص ملفات فساد وإرهاب. وتقول المعارضة إنها قضايا "سياسية ملفقة".
كما أصدر سعيّد المرسوم 54 منذ عام 2022، والمتعلق بجرائم انظمة الاتصال والمعلومات، وكان سببا في عدة إيقافات لصحفيين ونشطاء ومدونين. وقال للصحافيين اليوم الاثنين، إنه صدر "عفو عن المدانين في جرائم بناء على هذا المرسوم، ما لم تكن هناك جريمة أخرى بحقهم"، مضيفا أنه "لن يكون هناك تراجعا عن الحريات".
وفي 25 تموز/ يوليو عام 2021 اتخذ سعيّد خطوة مفاجئة بإعلانه تجميد البرلمان وحل الهيئات الدستورية وإلغاء دستور 2014، بدعوى مكافحة الفساد والفوضى و"تصحيح مسار ثورة 2011". ويقول سعيّد إنه يخوض "معركة تحرير للوطن" ويتهمه خصومه من المعارضة بتقويض أسس الديمقراطية والسعي إلى تعزيز هيمنته على الحكم.
ويشار إلى أن عبير موسي المعارضة التونسية البارزة للرئيس قيس سعيّد الموقوفة منذ خريف 2023، قدمت السبت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في 6 تشرين الأول/أكتوبر عن طريق محاميها، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويرى خبراء أن الطريق إلى الانتخابات الرئاسية مليء بالعقبات أمام المنافسين المحتملين للرئيس سعيّد المنتخب ديموقراطيا في عام 2019 والذي تفرّد بالسلطة قبل ثلاث سنوات ويسعى لولاية ثانية.
وتعتبر معايير قبول الترشحات صارمة، مع اشتراط تأمين تزكيات من عشرة برلمانيين أو 40 مسؤولا محليا منتخبا، أو 10 آلاف ناخب مع ضرورة تأمين 500 تزكية على الأقل في كل دائرة انتخابية، وهو أمر يصعب تحقيقه، وفق الخبراء.
وأوقفت موسي، النائب السابقة البالغة 49 عاما، في 3 تشرين الأول/أكتوبر أمام القصر الرئاسي في قرطاج أثناء توجهها لتقديم طعن في قرارات الرئيس بحسب حزبها، وهي منتقدة شديدة لكل من الرئيس سعيّد وحزب النهضة الإسلامي المحافظ.
وهي تواجه تهما خطيرة من بينها "الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة"، للاشتباه في أنها أرادت إعادة تأسيس نظام مماثل لنظام بن علي الذي أطاحت به الثورة عام 2011.
ع.ش/ أ.ح ( د ب أ، أ ف ب، رويترز)
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
يواجه التونسيون معضلات جمة، ليس آخرها الإصلاحات التي تراوح في مكانها والبطالة المتفشية. ومن هنا يبرز السؤال: هل كانت "ثورة الياسمين" بلا جدوى وعبثية؟ ألبوم صور ينقلنا إلى عين المكان بعد سبع سنوات على الثورة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
اغتيالات سياسية
هز اغتيال قادة سياسيين علمانيين كمحمد براهمي وشكري بلعيد تونس في عام 2013. وبشكل روتيني تشهد البلاد مظاهرات تدعو إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
ظلال الماضي
قبل اندلاع "ثورة الياسمين" قبل سبع سنوات كان الجميع يخشى من ظله: الحيطان لها آذان. اليوم يشعر التوانسة بالفخر بحرية الرأي التي ينعمون بها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
مقهى البرلمان
"نملك اليوم، على الأقل، حرية الكلام"، هذا هو لسان حال ابن الشارع في تونس. وأضحت مقاهي كالبرلمان منتديات للنقاشات التي أطلقتها الثورة من قمقمها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
رصاصة في حائط متحف باردو
المتحف الوطني التونسي باردو كان مسرحاً لهجوم إرهابي عام 2015 خلفا 24 قتيلاً. وما يزال يعاني الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة من تبعات ذلك الهجوم وآخر أكثر دموية على فندق بالقرب من سوسة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
أكبر مصدر لـ"الدواعش"
إلى جانب متحف باردو شهدت مدينة سوسة اعتداء إرهابياً ذهب ضحيته 38 سائحاً. كما تشكل تونس البلد الأول الذي ينحدر منه أكبر عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
جنون بكرة القدم..لامبالاة بالسياسية
يشكو بعض الشباب التونسي من أن المجتمع يركز جل اهتمامه على كرة القدم أكثر من الأمور السياسية في تونس ما بعد "ثورة الياسمين"، متجاهلاً مشاكل جدية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
الكفاح من أجل حقوق المرأة
في فبراير/ شباط الماضي دخل تشريع يجرم العنف ضد المرأة حيز التنفيذ. انخرطت وفاء فراوس في النضال من أجل المرأة وهي بنت خمسة عشر عاماً. ويعد الثورة كانت أحد الشخصيات التي صاغت مسودة الدستور، بما يضمن المساواة بين الجنسين. واليوم هي مديرة "بيتي"، وهو الملجأ الوحيد للنساء المعنفات.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الأمل الوحيد
بالنسبة للكثير من التونسيين فإن الخيار الوحيد للهروب من براثن الفقر هو ركوب البحر إلى أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر والأهوال نحو "الفردوس الأوروبي". في عام 2017 وصل أكثر من 6000 تونسي السواحل الإيطالية.
صورة من: DW/Benas Gerdziunas
شباب مركون على الكراسي بلا عمل
في أحد مقاهي العاصمة، يتحلق رجال حول طاولة بلاستيكية تعلوها فناجين قهوة وعلى الأرض تتناثر أعقاب السجائر. "هذه هي البطالة"، يقول أحد الجالسين. ثلاثة من الجالسين في المقهى على الأقل تم ترحيلهم من إيطاليا بعد وصولهم هناك بشكل غير شرعي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الهروب من الماضي إلى المخدرات
أحد رواد المقهى الدائمين يقول إن الكثير من التونسيين اتجهوا إلى الخارج للهروب من أحكام بالسجن والإنفاق على عائلاتهم في الوطن أو قطع أي علاقة لهم بالماضي. "ركبنا البحر أنا وخمسة آخرين إلى لامبيدوزبا، حيث قضيت أربع سنوات في شمال إيطاليا وأنا أتاجر بالمخدرات لإرسال ما يكفي من النقود لعائلتي".
صورة من: DW/B. Gerdziunas
المسمار الأخير في النعش
قضى المئات من التونسيين نحبهم أثناء محاولاتهم الوصول بحراً وبشكل غير شرعي إلى أوروبا. على طول الشاطئ التونسي على المتوسط تتناثر قبور لأشخاص مجهولي الهوية. بيناس جيردزيوناس/ خ.س