الرئيس السوداني يعلن الطوارئ في ولايتين لا يدور فيهما نزاع
٣٠ ديسمبر ٢٠١٧
في ظل سريان حالة الطوارئ في سبع ولايات سودانية، أعلن الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ في ولايتين لا يدور فيهما نزاع إحداهما في وسط البلاد والثانية في شرقها على الحدود مع أريتريا، دون توضيح سبب فرض حالة الطوارئ.
إعلان
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير السبت (30 كانون الأول/ديسمبر 2017) حالة الطوارئ في ولايتين لا يدور فيهما نزاع أحداهما في وسط البلاد والثانية في شرقها على الحدود مع أريتريا، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي. وأصدر البشير "مرسوماً جمهورياً يعلن "حالة الطوارئ في ولايتي شمال كردفان وكسلا يسري مفعوله لمدة ستة أشهر"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية دون أي توضيح حول سبب فرض حالة الطوارئ.
وجدير بالذكر أن حالة الطوارئ تسري في سبع ولايات أخرى يدور فيها نزاع هي ولايات دارفور الخمس حيث تقاتل الحكومة متمردين منذ العام 2003، تضاف إليها ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتان تشهدان نزاعا بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان منذ عام 2011. وتقع شمال كردفان في وسط البلاد، أما كسلا فهي الولاية الحدودية مع دولة أريتريا.
ويشار إلى أنه وبموجب الدستور السوداني لعام 2005 يحق للرئيس إعلان حالة الطوارئ في جزء من البلاد بمرسوم جمهوري يعرض على البرلمان (المجلس الوطني) في مدة لا تتجاوز أسبوعين للموافقة عليه.
ويجيء هذا التطور بعد حملات مستمرة لنزع السلاح بدأت قرب دارفور والنيل الأزرق في تشرين الأول/ أكتوبر. وكانت السلطات السودانية قد شرعت في تنفيذ حملة لجمع السلاح بولاية شمال كردفان .
خ.س/ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.