الرئيس غاوك ينتقد شركاء أوروبيين بسبب أزمة اللاجئين
٧ ديسمبر ٢٠١٥
قبل لقائه العاهل الأردني في عمان اليوم الاثنين وجه الرئيس الألماني غاوك انتقادات لشركاء في الاتحاد الأوروبي بسبب رفضهم تحمل أعباء استقبال اللاجئين، فيما أشاد باستعداد مواطنين بلاده للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين.
إعلان
انتقد الرئيس الألماني يواخيم غاوك تحفظ بعض الشركاء في الاتحاد الأوروبي تجاه تحمل أعباء استقبال اللاجئين، بينما أشاد باستعداد مواطنيه للمساعدة في أزمة اللاجئين.وقال غاوك اليوم الاثنين(السابع من كانون الأول/ديسمبر 2015) قبل لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان: "أريد التعبير عن تقديري لما أبديناه نحن الألمان من استعداد لاستقبال اللاجئين خلال الأشهر والأسابيع الماضية، لكننا نرى أن الدول الأوروبية لا تتصرف جميعها مثل دولتنا والسويد والنمسا"، مؤكدا في الوقت نفسه وجوب مساعدة الدول المجاورة لسورية في استقبال اللاجئين.
وفي إشارة إلى مساعي الحكومة الألمانية لتوزيع أعباء استقبال اللاجئين في الاتحاد الأوروبي للسيطرة على الأزمة، قال غاوك: "ليس بوسعنا سوى الأمل في أن تُسفر الدراسات المتأنية عن قرارات محددة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".وذكر غاوك أنه يريد من خلال زيارته لعمان "الإشادة أيضا بالجهود الرائعة للأردنيين، الذين حققوا باستقبالهم نحو 700 ألف لاجئ قدرا من المساعدة لا نزال بعيدين عنه في أوروبا".
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.
صورة من: DW/C. Roman
10 صورة1 | 10
وأوضح غاوك أنه سيتفقد من هذا المنطلق مخيما للاجئين في منطقة الأزرق الأردنية بالقرب من الحدود السورية، حيث يقيم نحو 26 ألف لاجئ، مضيفا أنه يريد بذلك أيضا إظهار "أننا لدينا بطريقة أو بأخرى التزام بمساعدة الأشخاص الذين يتحملون هذا العبء الكبير ويبذلون الكثير من الجهود في السيطرة على أزمة اللاجئين بصورة لا نضاهيها نحن (الأوروبيون)".
ومن المقرر أن يزور غاوك صباح اليوم المدرسة الألمانية-الأردنية في العاصمة عمان، وبعد ذلك يستقبله الملك عبد الله الثاني بمراسم عسكرية.
ومن المنتظر أن تدور المحادثات بين غاوك والعاهل الأردني حول أزمة اللاجئين والمساهمة الألمانية في مكافحة تنظيم داعش. وبحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، استقبلت الأردن، التي يبلغ عدد سكانها نحو 6.5مليون نسمة، حتى مطلع كانون أول/ديسمبر الجاري نحو 633 ألف لاجئ سوري. ويعيش نحو 20% من اللاجئين في مخيمات، بينما يقيم باقي اللاجئين لدى مواطنين في الأردن.