1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرجل ضحية للعنف الأسري في العراق: ظاهرة أم مبالغة؟

١٧ مارس ٢٠١٢

بات من التقليدي في المجتمعات العربية أن تنشط مؤسسات حقوقية من خلال حملات للحد من العنف ضد النساء. لكن في العراق برزت منظمة تعنى بضحايا العنف من الرجال! DWعربية زارت هذه المنظمة في كردستان العراق للحديث عن الظاهرة.

Symbolbild Jugendkriminalität Mädchen Gewalt Mädchen ohrfeigt Jungen picture-alliance Notiz zur Verwendung picture-alliance/chromorange pixel
صورة من: picture alliance/chromorange

صورة المرأة كضحية للعنف الذي يمارسه عليها الرجل تتكرر في كثير من المجتمعات على اختلاف مشاربها وجذورها الثقافية، وباتت واقعاً يحاول الكثير من منظمات الدفاع عن حقوق المرأة تغييره، سواء من خلال الدعوة إلى سن القوانين أو إطلاق حملات التوعية ونشاطات متعددة أخرى. لكن أن تأتي الصورة معكوسة، فهذا ما يثير الانتباه.

يصف الشاب مشخل جلال أحمد، البالغ من العمر 25 عاماً، نفسه بأنه نموذج حي لتنامي ظاهرة العنف ضد الرجال في إقليم كردستان العراق، إذ عانى خلال فترة زواجه، التي لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر، مما أسماه بعنف نفسي متزايد، كنت إحدى صوره عدم "طاعة" زوجته له، فضلاً عن تلفظها بكلمات "بذيئة وغير لائقة" تجاهه. ويقول أحمد، في حوار مع DWعربية، إن خلافاته مع زوجته "كثيراً ما تنتهي بتدخل الشرطة المجتمعية لاعتقالي بتهم كيدية وملفقة"، بحسب وصفه.

حالة أحمد هذه وغيرها دفعت برهان علي فرج إلى تأسيس منظمة "إتحاد رجال كردستان" للدفاع عن حقوق الرجل. ويرى فرج، في حديثه مع DWعربية، في منظمته ملاذاً تلجأ إليه "ضحايا العنف" من شتى أنحاء العراق، ويشير إلى أن "هناك إحصائيات عديدة تخص واقع العنف ضد الرجال، إلا أن وسائل الإعلام المحلية باتت تخفي الأمر على أساس أن طبيعة المجتمع ذكورية".

أما أحمد، الذي لجأ إلى هذه المنظمة من أجل وضع حد لمعاناته، بعد أن قرر الانفصال عن زوجته، فيعلق بالقول: "لا أعرف لماذا تجامل حقوق المرأة في كردستان على حساب حقوق الرجل".

يرأس برهان فرج أول منظمة في العراق للحد من العنف ضد الرجال والدفاع عن حقوقهمصورة من: DW

عدد الحالات في ازدياد

ويكشف فرج أنه ومنذ تأسيس منظمته في آذار/ مارس سنة 2007 ازدادت حالات العنف ضد الرجال، موضحاً أن "سنة 2008 شهدت 33 حالة عنف ضد الرجال"، وأن هذا العدد أخذ بالازدياد تدريجياً في السنوات اللاحقة، حتى "وصلت في العام الماضي إلى 111 حالة". ويضيف مدير المنظمة أن "العنف" الذي يواجهه الرجال في كردستان العراق يتمثل بالخيانة الزوجية ونفور الزوجات عن أزواجهن جنسياً، بالإضافة إلى طرد المسنين من قبل زوجاتهم، فضلاً عن الحرمان من زيارة العائلة والاستيلاء على الأموال الخاصة. ويقول إن العنف يصل إلى ذروته من خلال تعرض الزوج إلى العنف الجسدي من قبل زوجته.

وفي هذا السياق يشير برهان فرج إلى أن منظمته تهدف إلى "تفعيل دور الرجل في الأسرة والمجتمع، والدفاع عن حقوق الرجال وإصلاح الحياة الإجتماعية المختلة نحو حياة يسودها الوئام والمحبة". كما يدعو إلى تعميم دور المنظمات المدافعة عن حقوق الرجال على المحافظات العراقية الأخرى، وجعل يوم تأسيس منظمته "يوماً لمناهضة العنف ضد الرجل في كردستان".

ويوضح فرج أن عدد أعضاء منظمته بلغ "نحو 7 آلاف عضو من مختلف أنحاء العراق"، داعياً المنظمات الحقوقية النسوية إلى "توعية النساء حول مراعاة واحترام حقوق الرجل والزوج وعدم الاقتصار على المدافعة عن حقوقهن".

مبالغة أم ضعف شخصية؟

من جانبها تنفي سرود محمد فالح، من منظمة "جمعية الأمل" العراقية المناهضة للعنف الأسري والمرأة، وجود "عنف ضد الرجل، وإن وجد فإنه نفسي وغير جسدي". وتعزو فالح ذلك إلى أن "الرجل الشرقي ذو سلطة أكبر على زوجته بحكم طبيعة المجتمع العراقي الذكوري". كما تعتبر الحقوقية العراقية أن "الكثير من النساء هن جاهلات لحقوقهن وواجباتهن ومسؤولياتهن تجاه أزواجهن، وبالتالي فأين العنف ضد الرجل من هذا؟!"

يشعر الشاب مشخل أحمد بأنه ضحية لعنف نفسي من قبل زوجتهصورة من: DW

حتى رأي الشارع العراقي تجاه هذه القضية متباين، إذ يؤكد المواطن هوشنك محمد أمين أن "جميع القوانين والتشريعات التي تخص الأسرة والمجتمع تؤكد قوامة الرجل على زوجته وأسرته"، مشيراً إلى أنه "من الواجب على المرأة أن تحترم الرجل". كما يرى أمين أن "ضحية العنف هو ضعيف الشخصية"، على حد وصفه.

إلى ذلك يشير الباحث الإجتماعي كريم سعيد محمد من منظمة "اتحاد رجال كردستان" إلى أن "الثورة المعلوماتية ساهمت في إدخال عادات سيئة على المجتمع الكردي وتقاليده، مما ساهم في نشر ثقافة العنف ضد الرجال"، لافتاً إلى أن "اختيار الأزواج لشركاء حياتهم لم يعد يتم من خلال التقاليد المعروفة لدى المجتمع الكردي، وإنما تغلب الصفة الجنسية على هذا الاختيار، التي من شأنها أن تولد مظاهر العنف بين كلا الزوجين".

يشار إلى أن منظمة "اتحاد رجال كردستان"، التي تأسست في محافظة السليمانية شمالي العراق من أجل مناهضة العنف ضد الرجل، هي الأولى من نوعها على مستوى العراق، وتقابلها المئات من المنظمات النسوية الحكومية والمدنية المناهضة للعنف ضد المرأة.

مناف الساعدي/ السليمانية

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW