الرجوب لـ DW: أنا من محبي ميسي ولا أطمح لخلافة أبو مازن
٦ يونيو ٢٠١٨
بعد حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات لحرق قميص ميسي، تم إلغاء مباراة ودية كانت ستقام بين الأرجنتين وإسرائيل. في مقابلة مع DW عربية يتحدث جبريل الرجوب عن المباراة وإقحام الرياضة في السياسة وعن مستقبله السياسي!
إعلان
ألغى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم مباراة ودية كان من المزمع إقامتها مع المنتخب الإسرائيلي في القدس. قرار الإلغاء أتى في أعقاب حملة احتجاجات فلسطينية على إقامة المباراة قادها اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وقد أثار الرجوب جدلاً كبيراً بعد أن دعا إلى حرق قميص اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي إذا وافق منتخب بلاده على اللعب أمام إسرائيل،و سبق ذلك رسالة بعث بها الرجوب إلى نظيره الأرجنتيني كلاوديو تابيا يطالبه فيها بإلغاء المباراة متهماً إسرائيل "باستغلال المباراة كأداة سياسية". وبعد إلغاء المباراة، نشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بياناً شكر فيه ميسي وزملاءه "الذين رفضوا أن يكونوا جسرا لتحقيق مآرب غير رياضية." DW عربية أجرت على ضوء ذلك هذا اللقاء مع اللواء جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
DW عربية: هل كنت تتوقع استجابة الأرجنتين بسبب رسالتك لاتحاد كرة القدم أم بسبب الحملات الفلسطينية على شبكات التواصل الاجتماعي؟
أنا كنت مقتنع أن الأرجنتين ستلغي المباراة للأسباب التالية: أولا المباراة تتعارض مع الشرعية الدولية، وثانيا هي تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وثالثاً هذه المباراة هي انتهاك لقوانين وأنظمة الفيفا. أما السبب الرابع فهو أن المباراة بالمنطق التجاري خسارة بالمعنى المالي وخسارة على مستوى الشكل العام ووضع الأرجنتين دوليا. هذه الدولة تناضل من أجل استضافة كأس العالم عام 2030 وأنا أرسلت رسائل إلى 211 اتحاد رياضي على مستوى العالم قلت لهم إن هذه المباراة سياسية بامتياز للأسباب السابقة وأي أحد يفعل مثل هذه الفعلة لا يستحق أن يستضيف كأس العال. كل هذه الأسباب جعلتني مقتنع تماماً أن الأرجنتين ستلغي المباراة.
لكن هناك من يقول إن إلغاء الأرجنتين للمباراة جاء فقط بدافع الخوف على سلامة اللاعبين بعد المطالبة بحرق قميص اللاعب ميسي، أي أن الأمر لا علاقة له بالمسائل السياسية؟
هذه دعاية أو بروباغندا سخيفة يثيرها اليمين الفاشي الإسرائيلي، لأن المباراة كان من المقرر إقامتها في حيفا ولم نعترض على إقامتها هناك، لكن عندما أعلن عن انتقال المباراة من حيفا إلى القدس أصبح للموضوع علاقة بمسائل أخرى وهي الشرعية الدولية وقوانين الفيفا وحقوق الإنسان. هناك مثلا ثمانية لاعبين من عرب إسرائيل زجوا بهم للمشاركة في المباراة، والمنتخب الإسرائيلي لم يكن فيه أي لاعب عربي من قبل، فهم قصدوا بذلك تسويق الأمر على أن المباراة دعوة للسلام. هؤلاء لم يهددهم أحد ولم يوجه لهم أي اتهام أو تخويف ولو بحرف واحد، فنحن لا نهدد سلامة أي أحد، وما تفعله إسرائيل بتسويق الأمر على أن إلغاء المباراة جاء بدافع الخوف على سلامة اللاعبين هو مجرد محاولة فاشلة للتغطية على جريمة زج السياسة في الرياضة.
كثيرا ما يوجه اللوم لك بسبب دعوتك إلى حرق قميص ميسي.. لماذا لجأت إلى هذه الفكرة؟
أنا في الواقع من أشد محبي ومريدي ليونيل ميسي وأنا أحضرته إلى فلسطين واستقبلته جيدا، أحب اللاعب بالفعل واحترمه وأراه من أنبل لاعبي كرة القدم في العالم. كل ما قلته أنه إذا ما جاء ميسي الذي يحمل رسالة حب وسلام وأقدم على المشاركة في مباراة سياسية فإن اسمه بالتأكيد سيتم شطبه عندي وعند الملايين في آسيا وإفريقيا وعند أي شعب عانى من الاحتلال، هذا ما قلته وهذا هو موقفي بوضوح وأنا لم أوجه أي تهديدات لا له ولا لغيره، وقد ثبت أن اللاعب لم يكن يعرف حجم الجريمة التي كان يتم التخطيط لارتكابها.
عاد اسم اللواء جبريل الرجوب إلى المشهد السياسي والأمر خرج من نطاق الرياضة، وصار اسمك يطرح كخليفة محتمل للسيد محمود عباس.. فما حقيقة ذلك؟
أنا أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وأنا جزء من النظام السياسي، لكن ليس لدي أي أطماع سياسية كي أكون في أي موقع آخر في السلطة أو منظمة التحرير. أنا فقط مسئول عن قطاع الرياضة والشباب وأقدم للشعب الفلسطيني شيئا عظيما من خلال المساهمة بعرض قضيتنا ومعاناتنا وعذاباتنا وتشكيل وعي شبابنا وفق منظومة قيمية أخلاقية. أنا لست مرشحاً لخلافة أبو مازن ولا أقبل بأخذ أي موقع في هذا الإطار، وأبو مازن الذي أتمنى له الصحة وطول العمر ضرورة ومصلحة للشعب الفلسطيني وللسلم والاستقرار الإقليمي والدولي لأسباب لها علاقة بالتاريخ وبثقافة الرجل وفهمه للأحداث، وأكرر أنا لست اسماً مطروحا للخلافة ولا أقبل وهذا ليس جزءاً من طموحي أبداً.
أجرى الحوار: عماد حسن
السياسة وكرة القدم .. زواج مستمر رغم دعوات الطلاق!
كثيراً ما يتداخل السياسي في الرياضي داخل المستطيل الأخضر.. هذه هي أبرز الأحداث التي امتزج فيها الاثنان رغم محاولات الفصل بينهما.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Llop
انفانتينو في سوتشي
خلال جولة مطلع الشهر الماضي في سوتشي للاطلاع على ما أنجزته روسيا استعداداً لكأس العالم، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني انفانتينو للرئيس الروسي: "بإمكانكم أن تجعلوها النسخة الأفضل في تاريخ المونديال"، ورد بوتين بمطالبة اللاعبين أن يقدموا "كرة قدم خالصة". لم يتضح مقصد الرئيس المضيف إذا ما كان يخشى حضور السياسة في ملاعب بلاده أم لا. لكن إن كان ذلك ما يعنيه فهل هي مخاوف حقيقية؟
صورة من: picture-alliance/Russian Look/Kremlin Pool
الأرجنتين تعتذر عن لقاء إسرائيل في القدس
وجد النداء الذي وجهه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استجابة، وألغيت المباراة الودية الأخيرة التي كانت مقررة بين الأرجنتين وإسرائيل. أن تكون القدس مكاناً للقاء على العشب الأخضر فهذا اعتراف جديد بكونها عاصمة وليست أرضاً محتلة، وفق ما تقول الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية، فيما يرد المسئولون الإسرائيليون بإعلان أسفهم لنجاح خطابات الكراهية في مسعاها.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Bader
علم إسرائيل
أثار علم إسرائيل أزمة أيضاً، حين رفعه المدافع الغاني جون بيتسيل بعد انتصار منتخب بلاده على نظيره التشيكي. وأدت موجة الانتقادات للخطوة إلى اعتذار الاتحاد الغاني لكرة القدم عن الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
أبو تريكة.. يتعاطف مع غزة
أوجد لاعب النادي الأهلي المصري محمد أبو تريكة لنفسه مكاناً خاصاً في قلوب الكثير من العرب بعد لقطة رفع فيها قميص منتخب بلاده لتظهر تحته عبارة "تعاطفا مع غزة" خلال احتفاله بهدفه في مرمى السودان في بطولة الأمم الأفريقية عام 2008، نال حينها بطاقة صفراء لكنه حصد شعبية كبيرة لتعبيره عن تضامنه مع أهالي القطاع في مواجهة الحصار المفروض عليهم.
صورة من: Twitter/ Yasser Ashour
أزمة مباراة مصر والجزائر في أم درمان
دخلت الاشتباكات بين جمهوري مصر والجزائر في مباراة التأهل إلى كأس العالم بالبلدين إلى مرحلة غير مسبوقة من التوتر والتراشق الإعلامي. انتقل العنف والسباب من ملعب أم درمان إلى شاشات التلفاز وأمام مبنى السفارة الجزائرية في القاهرة، لاحقاً اتهم كثيرون الإعلام الحكومي المصري بالتخطيط للأمر.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
بي ان سبورت وأزمة بث المباريات
تيقن الجمهور السعودي من أنه لن يشاهد مباريات منتخب بلاده في المونديال بعد فشل مفاوضات إبرام صفقة مع شبكة بي ان سبورت القطرية، يحصل التلفزيون السعودي بمقتضاها على حق إذاعة مباريات منتخب المملكة، ونظراً للمقاطعة بين قطر والسعودية، توسطت فيفا بينهما، لكن المساعي فشلت في النهاية. السياسة تحرم الجمهور من التمتع بالساحرة المستديرة.
صورة من: picture alliance/sampics/C. Pahnke
صورة تميم في "خليجي 23 "
كانت الأزمة الخليجية فرصة أخرى لظهور السياسة في الملاعب، فبطولة خليجي 23 كانت مهددة بالإلغاء إن أُقيمت في قطر، لكن عودة النشاط الرياضي للكويت كان طوق نجاة فيما سيطر الشحن المتبادل على أجواء البطولة. انتشرت صورة للاعب حسن الهيدوسي يرتدي قميصاً رسم عليه وجه أمير قطر انتشار النار في الهشيم وتواترت أنباء وقتها عن انسحاب المنتخب السعودي نفاها لاحقاً رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ.
صورة من: Reuters/I. Al Omari
الألتراس في مصر.. ملاحقات لا تتوقف
وفي مصر أيضا تحولت رابطتا تشجيع الفريقين البارزين "الأهلي" و"الزمالك" إلى مجموعات تخشاها السلطة وتلقي القبض على المنتمين لها وتدخل في مفاوضات مع قياداتها. كانت أغنيات هذه المجموعات هتافات في ميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون ثان/يناير 2011، كما كانت تتردد في مدرجات الاستاد، لكن صوتها اختفى مع الإصرار على منع حضور الجماهير للمباريات "لأسباب أمنية".
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/A. Sayed
روكي أم جولن؟
بدت حينها مجرد لافتة. جمهور فريق جلطة سراي رسم وجه شخصية روكي للممثل سليفستر ستالون، وكلمة "انهض". لكن وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة ربطت بين تلك اللافتة وجزء من خطاب للمعارض التركي "فتح الله جولن". وتحدث مكتب رئيس الحكومة بن علي يلدريم عن فتح تحقيق في علاقة الأمر بمحاولة الانقلاب التي جرت في عام 2016.
صورة من: Twitter/Galatasaray
أزمة انفصال كاتالونيا تنتقل إلى مدرجات برشلونة
تحول ملعب كامب نو في برشلونة من مقصد لمحبي الفريق الكاتالوني إلى ساحة سياسية للتذكير بمواقف الإقليم الراغب في الانفصال عن إسبانيا. تتوقف أصوات الجماهير عن الهتاف للاعبين وتتجه الحناجر عند الدقيقتين الرابعة عشر والسابعة عشر بصراخات الرغبة في الفراق، والتذكير بما جرى في حصار المدينة عام 1714.