الرضيعة ليلى – "أيقونة" جديدة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
١٥ مايو ٢٠١٨
أثارت صور جثة رضيعة فلسطينية قتلت خلال المواجهات على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة موجة استنكار وتعاطف كبيرين، لكن أيضا تساؤلات عن سبب تواجد الأطفال الفلسطينيين في المظاهرات. فهل تتحول ليلى الغندور لأيقونة جديدة؟
إعلان
ليلى الغندور، اسم جديد ينضم للائحة القتلى الفلسطينيين في المواجهات المشتعلة منذ أسابيع على الحدود مع قطاع غزة. لكن ليلى ربما لن تبقى مجرد اسم في لائحة طويلة من الضحايا، فقد تتحول إلى أيقونة لما بات يعرف بـ"مسيرات العودة الكبرى" بعدما أجج مقتلها الغضب المتصاعد من رد الفعل الإسرائيلي العنيف على تلك المسيرات.
ليلى رضيعة فلسطينية لم يتجاوز عمرها ثمانية أشهر، توفيت إثر استنشاقها غازا مسيلا للدموع شرق غزة خلال المواجهات الدامية التي خلفت 55 قتيلا فلسطينيا على الأقل، حسبما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم. وفي خضم الانتقاد الكبير لطريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع المتظاهرين الفلسطينيين بمن فيهم النساء والأطفال والعاجزين، يطرح مقتل ليلى من جديد موضوع مشاركة الأطفال في المظاهرات التي تشهد الكثير من العنف، خاصة مع انتشار صور لأطفال آخرين خلال المظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي.
انتقادات لتواجد الأطفال في المظاهرات
مواقع التواصل الاجتماعي عجت بصور الصغيرة ليلى قبل وفاتها وكذلك خلال توديع أهلها لها في مشاهد مؤثرة، توضح انهيارا وحزنا عميقا لدى أم ليلى ووالدها، وتفاعل رواد فيسبوك وتويتر مع هذه الصور بطرق متباينة. فقد علق متابع على فيسبوك يقول: "إسرائيل تقتل كل من يتحرك على الأرض"، وأشاد متابعون على تويتر وفيسبوك بشجاعة أطفال غزة "الذين كبروا قبل الأوان، ويدافعون عن أرضهم المحتلة رغم صغر سنهم". بينما دعا آخرون إلى محاكمة المسؤولين عن قتل ليلى كـ"مجرمي حرب".
لكن بعض التعليقات انتقدت تواجد أطفال في مظاهرات تشهد الكثير من العنف، فقد دار نقاش على صورة لطفل فلسطيني يحمل حجرا في يده ورضاعة حليب في اليد الأخرى وهو عار سوى من حفاضته. وعلق مستخدم يحمل اسم مصطفى الفارسي عليها يقول "أظنها صورة مفبركة وإن كانت صحيحة فليس من الصواب الإتيان برضيع للمعركة وقد كان الرسول الأكرم يرد القاصرين عن المعركة إلى أن يثبتوا قدراتهم بمصارعة أندادهم المقبولين في الصف". بينما رد عليه بعض المتابعين للصورة "نفس المنطق يسري على النساء والعجزة وحتى العزل المتجهين نحو عسكريين، المسألة أكبر وأعمق من ذلك".
وأيضا فيما يتعلق بمقتل ليلى غندور،ركزت عدة تعليقات على مساءلة أم الطفلة عن سبب أخذها طفلتها الصغيرة لمظاهرة، وبدأت نقاشات وآراء متباينة حول الموضوع. فقد علقت مستخدمة باسم دعاء زكي على فيسبوك قائلة: "هذه طفلة مكانها البيت وليس المسيرات وشؤون الكبار... هل يعقل أن أقتل ابنتي لكي يعيش الآخرون؟".
ولم يتضح حتى الآن بالضبط أين كانت الرضيعة ليلى الغندور تتواجد لحظة تعرضها للغاز ووفاتها. فبينما جاء في المعلومة المتناقلة عن وزارة الصحة الفلسطينية أنها كانت في شرق غزة وماتت اختناقا بعد استنشاقها غازا مسيلا للدموع، دون تحديد المكان بالضبط، أفادت بعض الصفحات على فيسبوك أن الطفلة كانت داخل خيمة مع أسرتها عندما استنشقت غاز أعصاب أطلقته طائرات إسرائيلية بدون طيار. ولم يتسن التأكد من دقة هذه المعلومة.
هل تتحول ليلى إلى أيقونة مسيرات العودة؟
من جهته شكك أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، في رواية وزارة الصحة الفلسطينية بخصوص سبب وفاة ليلى غندور، وذلك من خلال تغريدة له على تويتر قال فيها إن لدى الإسرائيليين "عدة شهادات تشكك في صحة هذا البيان".
بينما انتقدت صفحات مؤيدة لإسرائيل على تويتر مشاركة الأطفال الفلسطينيين في "مسيرات العودة الكبرى" واتهمت إحداها حماس بأنها تدفع بالأطفال الغزيين للموت في سبيل بقائها "كمنظمة إرهابية تحصل على دعم إيران لتمويل الإرهاب...". وبينما تتهم بعض الأصوات، حماس باستخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية، يرى آخرون أن اليأس الذي يعيشه سكان غزة تحت وطأة الحصار المفروض عليهم منذ سنوات هو الذي يجعلهم يلتحقون جميعا بالمظاهرات كمخرج أخير حتى وهم يعلمون أنهم قد يتعرضون هم وأطفالهم للموت.
ويذكر التفاعل الكبير والتعاطف مع قصة ليلى الغندور بقصص أطفال فلسطينيين تحولوا إلى أيقونات في المشهد الفلسطيني، وأبرزهم محمد الدرة، الذي قتل خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 وهزت صور مقتله، عندما كان يختبئ خلف والده، العالم وخلقت ضجة كبيرة. إيمان حجو الطفلة الرضيعة ابنة الثلاثة شهور، خلفت صورها وهي مقتولة أيضا موجة استياء وتعاطف كبيرين. وتوفيت إيمان وهي في أحضان والدتها بنيران الدبابات الإسرائيلية في قصف لمخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين.
الكاتبة: سهام أشطو
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.