1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الروبوت – الصديق الإلكتروني

٢٥ يونيو ٢٠١١

على عكس المجتمعات الغربية، يتم الاعتماد في اليابان على الروبوت منذ فترة طويلة، حيث يعمل ما يناهز 370 ألف روبوت في مجالات عمل مختلفة مثل المصانع ومزارع الأرز، فضلا عن استخدامها في مراكز الاستقبال لدى المرافق المختلفة.

مظهر الروبوت الخارجي أحد العوامل الحاسمة لرفع مستوى قبوله اجتماعياصورة من: DW

ليس من المستبعد أن يرى المرء في المستقبل القريب روبوتات تقوم بأعمال منزلية، كما من غير المستبعد، بالنظر إلى الارتفاع المستمر في معدلات الشيخوخة في المجتمع الياباني، أن يتم توظيف الروبوت أيضا بشكل متزايد في مجال العناية بالمسنين. وتحتل ألمانيا المركز الثاني بعد اليابان من حيث عدد الروبوتات، وتأتي بعدها في المركز الثالث الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن ألمانيا تتقدم بشكل كبير في مجال البحوث الخاصة بالروبوت بفارق كبير، إلا أن الكثير من الألمان مازالوا يُبدون تحفظات كبيرة بخصوص استخدامه في مجال الأعمال المنزلية وإن كانوا لا يرفضون فكرة استخدام الروبوت مبدئيا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا هناك تقبل أكبر لاستخدام الروبوتات في اليابان؟ وما هو الشكل الذي يجب أن يكون عليه الروبوت، وما هي الأعمال التي ينبغي أن يقوم بها لزيادة الإقبال عليه؟ ويحاول البروفيسور هولغا ريتر الإجابة على هذه الأسئلة بالتعاون مع زملائه في معهد تكنولوجيا التفاعل المعرفي (CITEC) ومعهد البحوث المعرفية والروبوتات في مدينة بيلفلد الألمانية. وتستفيد هذه المعاهد كثيرا من قربها من جامعة بيلفلد، حيث الإمكانات المتاحة لإجراء بحوث مع علماء في تخصصات متعددة، منها علوم الكمبيوتر وعلم الأعصاب والفيزياء واللغة وعلم النفس والرياضة والحركة.

مسألة القبول

البروفيسور هولغا ريتر من معهد تكنولوجيا التفاعل المعرفي (CITEC) عرفية في مدينة بيلفلد أثناء مراقبته عمل أحد الروبوتاتصورة من: DW

ومنذ سنوات عديدة يتعاون معهد بيلفلد بشكل وثيق ومكثف مع اثنين من المعاهد الرائدة في مجال تطوير الروبوتات في جامعة أوساكا. وفي تلك المدينة اليابانية الكبيرة التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، تدخل الأفكار بسرعة إلى طور التنفيذ. وفي المستقبل القريب يمكن أيضا للروبوتات أن تجد قبولا أكبر في الغرب، بحيث تستخدم في مجال الخدمة المنزلية أو كخادم “باتلر Butler” كما يعتقد البروفيسور هلغا ريتر البالغ من العمر 52 عاما. فهو يتصور نوعا من تقسيم عمل الروبوتات: روبوت للقيام بالالتزامات التي تشكل عبئا على الإنسان، بحيث يمكن للمرء التركيز على المهام التي يجيد تأديتها. وهذه المهام ترتبط بأعمال لا يستطيع الإنسان الآلي أو الروبوت الآن يحل فيها مكان الإنسان، وهي ترتبط بالأعمال التي تتطلب الإصغاء وإظهار التفهم والتعاطف.

إلا أن هناك عوامل حاسمة تلعب دورا في رفع مستوى القبول، ومظهر الروبوت الخارجي والأشياء التي يستطيع القيام بها، وهذا ما يجمع عليه العلماء في معهد البحوث المعرفية وتطوير الروبوتات في بيلفلد ونظرائهم اليابانيين. ومع ذلك، فإن الباحثين الألمان واليابانيين يتبعون مناهج مختلفة جدا، إذ يركز البروفيسور الياباني هيروشي إيشيغورو على الروبوت الذي يماثل مظهره مظهر الإنسان، وقد نال إيشيغور شهرة عالمية واسعة لدى تصميمه روبوتا يكاد يبدو كتوأم له، وهو لا يختلف عنه حتى في لون الملابس السوداء التي يفضل البروفيسور الياباني ارتدائها بشكل دائم.

الروبوت الأنثى التي أطلق عليها اسم “Genoid Fصورة من: DW

وهذا هو الحال أيضا مع الروبوت الأنثى التي أطلق عليها اسم “Genoid F” ، إذ إن الناظر إليها يكتشف بعد حين أنها آلة وليست إنسان. والمثير للاهتمام أن إيشيغورو يحصر تصميمه على الخصائص المادية اللازمة كما في الروبوت الذي صممه أخيرا والذي أطلق عليه "Telenoid R1" ولكن مع عدم إضافة الأطراف والشعر. وهذا الروبوت اليدوي الذي يشبه الجنين سيحل في المستقبل القريب مكان الهاتف المحمول في شكله المعتاد.

القليل يفي بالغرض

يتسنى للربوت Flobi الذي طوره الباحثون في جامعة بيلفيلد التعبير بشكل مقنع عن عواطف أساسية مثل الحزن والفرح والدهشةصورة من: DW

ويركز الباحثون في بيلفلد أيضا على التبسيط الشديد، وذلك لأن التبسيط من شأنه تسهيل الاتصال بين الإنسان والآلة من وجهة نظرهم. إن أحدث روبوت قاموا بتصميمه وأطلقوا عليه اسم “Flobi” يتكون من رأس فقط دون الجسم، وتشبه تقاطيع وجهه المستدير ذو العينان الواسعتان، تقاطيع وجه طفل. وعن طريق الشفاه والحاجبين والأجفان التي يمكن تحريكها يتسنى لـ Flobi التعبير بشكل مقنع عن عواطف أساسية مثل الحزن والفرح والدهشة.

وإلى جانب المظهر الخارجي، يلعب سلوك الروبوت دورا مهما في زيادة القبول حيال استخدامه. فلا يجب أن يكون ملاحظا بأن تشغيل الروبوت يتم عن طريق التحكم عن بعد، ولكن ينبغي أن يعمل ويستجيب بشكل مستقل. كما يجب أن تكون الروبوتات قادرة على التعلم، فالتعايش بين الإنسان والآلة يستدعي تعرف الروبوت بالاسم على الإنسان الذي يقف في مواجهته والاستجابة بشكل مناسب. وعندئذ فقط تكتسب الآلة سمات تضيق الهوة بينها وبين الإنسان.

الكسندر فرويند/ نهلة طاهر

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW