الروح تدخن السجائر مع الجسد والأضرار النفسية كبيرة
٢٣ يوليو ٢٠١٥
لا يسبب التدخين أمراضا جسدية فقط، وإنما قد تنجم عنه اضطرابات نفسية، ما زالت قيد البحث. فما نسبة الواهنين نفسيا بين المدخنين؟ وكيف يؤثر التدخين على الصحة النفسية؟ ولماذا يدُخِل النيكوتين الجسد والروح في حالة طوارئ؟
إعلان
إذا تخلى الإنسان عن التدخين فإنه يخفض أخطار الإصابة بأمراض القلب والرئتين والوفاة المبكرة لديه. لكن التدخين أيضا قد يعرض الصحة الروحية والنفسية للخطر. وقد أظهرت دراسات طويلة الأمد أن المدخنين معرضون للإصابة باضطرابات الخوف والاكتئاب أكثر بمرتين إلى أربع مرات من غير المدخنين. ويزداد احتمال الإصابة بمثل هذه الاضطرابات النفسية لدى المدخّن "الشّرِه". والعلاقة تبادلية: فالمصابون بأمراض نفسية كثيرا ما يكونون مدخنين، كما أن المدخنين كثيرا ما يكونون مصابين بأمراض نفسية، وفق ما ينقل موقع "فارماتسوتيشه تسايتونغ" الإلكتروني.
أسرار السيجارة الإلكترونية في صور
سجائر مزودة ببطاريات، تنفث بخار الماء مصحوبا بالنيكوتين أو تبغا بطعم القهوة. يستنشقه المدخنون وكأنهم يدخنون سيجارة حقيقية مشتعلة، فهل هي آمنة ؟ تعرف على أسرارها في ملف للصور.
صورة من: picture-alliance/dpa
سجائر مزودة ببطاريات، تنفث بخار الماء مصحوبا بالنيكوتين أو تبغا بطعم القهوة. يستنشقه المدخنون وكأنهم يدخنون سيجارة حقيقية مشتعلة، فهل هي آمنة ؟ تعرف على أسرارها في ملف للصور.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيف تعمل السيجارة الالكترونية
السيجارة الالكترونية تتكون من بطارية يمكن أعادة شحنها، ومن حاوية صغيرة يوضع فيها التبغ السائل. وجهاز يسخن التبغ السائل وينفث البخار.
نكهات حسب الأذواق
ما يميز السيجارة الالكترونية هو تنوع التبغ والنكهات. ويمكن للمستخدم أن يدخن أيضا تبغا دون نيكوتين، أو تبغا بنيكوتين منخفض، أو تبغا بطعم الفواكه أو بطعم القهوة.
صورة من: picture alliance/Fredrik von Erichsen
غليون الكرتوني
توجد نوعيات مختلفة منها، مثل السيجارة التي تستعمل مرة واحدة فقط، أو التي تستعمل لمرات عدة، وهناك أيضا ما يسمى الغليون الالكتروني.
صورة من: picture-alliance/dpa
أضرار أقل ؟
تدخين السيجارة الحقيقية هو استنشاق دخان التبغ وإيصاله إلى الرئة. أما تدخين السيجارة الالكترونية فهو استنشاق بخار التبغ السائل. لذلك يدعو مناصري السيجارة الالكترونية إلى دعم استعمال هذا النوع المبتكر من السجائر لأن أضراره أقل من السجائر الحقيقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
حظر التدخين لا يشمل السيجارة الاليكترونية
لكن لدى منظمة الصحة العالمية مخاوف من استعمال هذا النوع من السجائر إذ "لم يتم الكشف بشكل كامل حتى الآن عن طبيعة المواد الكيميائية المستخدمة فيها". في ألمانيا شمل حظر التدخين في الأماكن العامة السيجارة الالكترونية أيضا في بعض الأماكن.
صورة من: picture-alliance/dpa
محتويات لا تعرف أضرارها
محتويات التبغ السائل في السيجارة الالكترونية مثيرة للشك. فمادة بروبيلين غليكول السائلة عديمة اللون مثلا تستخدم في نكهات التبغ السائل. هذه المادة تستخدم أيضا في تصنيع الضباب وفي بعض المعطرات ومستحضرات التجميل، ولا تُعرف أضرارها الحقيقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
ترك التدخين هو الأكثر أمانا
لكن المتفق عليه من قبل العلماء هو أن أضرار السيجارة الالكترونية اقل من السيجارة غير الالكترونية على صحة الإنسان، قد يعود سبب ذلك إلى عدم وجود دراسات طويلة الأمد حول السيجارة الاليكترونية. لذلك ينصح العلماء بترك التدخين بجميع أنواعه لتجنب الأمراض.
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
المضطربون نفسيا موجودون أكثر في أوساط المدخنين
ووفق دراسة أمريكية فإن الأشخاص الضعيفين نفسيا، مثل المصابين بالخوف بشكل عام أو بالهوس الاكتئابي أو بالخوف من الحياة الاجتماعية، يوجد فيهم عدد مدخنين أكبر من عدد المدخنين في أوساط الأشخاص الأصحاء نفسيا، كما يرتفع عدد السجائر المدخَّنة واستهلاك النيكوتين بزيادة شدة الاضطراب النفسي.
لكن ليس من المعروف حتى الآن إن كان تدخين التبغ يتسبب بالفعل على وجه اليقين في اضطرابات نفسية أو اختلالات عقلية، وذلك لأن معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تأخذ، على الأرجح، في عين الاعتبار بقية العوامل (مثل وزن الجسم والعمر والحالة الاجتماعية والظروف السابقة وغيرها) التي قد ينجم عنها الاضطراب النفسي. ولكن باحثين من جامعة لندن كانوا أكثر دقة نسبيا فأخذوا في دراستهم، التي أجريت على آلاف الأشخاص، هذه العوامل في عين الاعتبار كي يتبقى لديهم فقط تأثير دخان التبغ على الصحة النفسية، لكن النتيجة لم تكن مفاجئة: فقد وجدوا كذلك علاقة قوية بين تدخين السجائر والضغط النفسي. ومن المعروف أن النيكتون يصل إلى المخ خلال عشر ثوانٍ فقط حيث يرتبط هناك بمستقبلات الأسيتيل كولين العصبية.
بعد الإقلاع عن التدخين...كيف يعيد الجسم تأهيل نفسه؟
للتدخين آثار سلبية على على ضغط الدم ونبضات القلب، كما أن الإقلاع عن التدخين يساعد على تنقية الجسم من السموم. جولة مصورة للتعرف على الفوائد الايجابية لهجر السجائر.
صورة من: picture alliance/Arco Images
عودة الضغط إلى مستواه الطبيعي
التوقف عن التدخين مفيد للقلب. فالنبض المرتفع يبدأ بالانخفاض تدريجيا ليعود إلى مستواه الطبيعي، إضافة إلى انخفاض ضغط الدم وتوسع الأوعية، ما يساعد الدم على التدفق بشكل أفضل، وبهجر السجائر ينخفض احتمال الوفاة بسبب الإصابة بنوبة قلبية.
صورة من: Fotolia
زيادة الأوكسجين في الدم
بعد يومين من التوقف عن التدخين يبدأ الجسم بالتنفس. فأول أكسيد الكربون الذي يعيق وصول الأكسجين إلى الدم، لم يعد له تأثير على الدورة الدموية. ما يزيد من نسبة الأكسجين في الدم ويساعد على تحسين قوة العضلات أيضا.
صورة من: Fotolia/ Gina Sanders
أداء أفضل للرئتين
تستجيب الرئتان بشكل إيجابي، إذ يتحسن أداء رئتي المدخنين سابقا، ويتوقف إنتاج المواد المخاطية وتزيد قدرة الرئتين على امتصاص الأوكسجين بنسبة 30 بالمئة. وينخفض السعال بسبب نمو الأهداب المتحركة المبطنة للرئتين التي تساعد على إزالة الأجسام الغريبة.
استعادة حاسة التذوق
ومن يبقى مثابرا على الامتناع عن التدخين لمدة ستة أشهر، فإن أداء الدورة الدموية لديه يتحسن، ويصبح بإمكانه استعادة حاستي التذوق والشم بعد ستة أسابيع فقط. ما يعني الاستمتاع بتذوق الأطعمة مرة آخرى، كما يتم التخلص من رائحة التدخين الكريهة.
صورة من: picture alliance/Arco Images
انخفاض نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية
وبعد خمسة أعوام تنخفض نسبة الإصابة بسكتة دماغية وتصبح مشابهة لنسبة إصابة غير المدخنين..
وداعا لسرطان الرئة
وبمرور عشرة أعوام على التوقف عن التدخين ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة تماما كما هو الحال لدى غير المدخنين. إلا أن تناول سيجارة واحدة في اليوم تجعل جدول التأهيل البدني بدون فائدة.
صورة من: picture alliance/Arco Images
6 صورة1 | 6
الجسد والروح في حالة طوارئ
ونتيجة لذلك، يتم إفراز الناقلات العصبية بازدياد، وهي مواد كيميائية متعلقة بالأمراض العقلية مثل: الدوبامين (الذي يؤثر على سلوكيات وأحاسيس عديدة مثل الانتباه وتحريك الجسم والتوجيه وكذلك له دور في الشعور بالسعادة والإدمان والمتعة) والسيروتونين (المسمى بهرمون السعادة ويتسبب نقصه بالاكتئاب وله دور هام في تنظيم مزاج الأنسان والرغبة الجنسية) والإندورفين (من أهم مسكنات الألم الطبيعية في الجسم) وغيره مثل المواد الأفيونية الذاتية.
ويقول الخبراء إن المصابين بالاكتئاب والخوف يدخنون كي يغيروا من حالتهم المزاجية ويقللوا من حالة الاكتئاب والخوف لديهم، لكن التخفيف من الخوف والاكتئاب لا يحدث إلا لفترة وجيزة، فضلا عن أن هذا الارتياح القصير يتحول مع الزمن إلى العكس وإلى إدمان يجعل الشخص يحتاج دائما إلى النيكوتين، الذي يتسبب في إفراز المزيد من الأدرينالين (هرمون النشاط) الذي يعمل بدوره على ازدياد نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. وكذلك يؤدي النيكوتين إلى إفراز المزيد من هرمون الكورتيزون المنشط، ويصبح كل من الجسد والروح في حالة طوارئ، مع كل سحبة دخان. وقد يكون هذا هو سبب أن نوبات الخوف الشديدة تكون أشد لدى المدخنين منها لدى غير المدخنين، وربما يزيد التدخين من خطر التفكير في الانتحار لدى المصابين باضطرابات نفسية. ولذلك ينصح الخبراءُ -وفق ما ينقل موقع فارماتسوتيشه تسايتونغ الإلكتروني- الأشخاصَ المصابين باضطرابات نفسية على وجه الخصوص بالإقلاع عن التدخين.