تمتد لوينيبورجر هايده في المنطقة الواقعة بين هامبورج وبريمن وهانوفر، وتعد منطقة مليئة بالغابات ومروج الزهور البرية، التي كانت تغطي سطح مناطق عديدة في ألمانيا حتى بدايات القرن التاسع عشر، لكن معظمها اندثر. هذه المروج تكونت في العصر الحجري الحديث، بعد أن قضت الحيوانات على الغابات، التي كانت الغذاء الرئيسي آنذاك، فتحولت الأراضي إلى أراض رملية غير مثمرة، وأودية جليدية. هذه الطبيعة المميزة للمنطقة، حولتها إلى هدف للسياح من داخل ألمانيا وخارجها. ومنذ عام 1909 تحولت تلك المنطقة إلى محمية طبيعية.

لهجة خاصة بسكان المنطقة

وليست الطبيعة وحدها هي التي تركت الأثر على هذه المنطقة المميزة، بل أثرت عليها أيضاً الحضارة البشرية، فجمعت بين التاريخ الطبيعي والحضارة الإنسانية، وكانت تلك المنطقة الواقعة في شمال ألمانيا مركزاً كبيراً للمناحل التقليدية في القرن التاسع عشر. ونتيجة الفقر الطبيعي لأرضها، وعدم خصوبتها، لم يقبل الكثيرون على العيش في تلك المنطقة. ويقدر الآن عدد سكان هذه المنطقة بحوالي 1000 شخص فقط، لكنهم بالرغم من ذلك يحتفظون بلهجة خاصة بهم، تسمى هايديريش.

إقبال سياحي كبير

وبالرغم من أن تلك المنطقة لا تجذب الكثير من السكان، إلا أنها تجذب ملايين السياح سنوياً، الذين يقبلون عليها من داخل ألمانيا وخارجها، فهي تعتبر منطقة هادئة وقريبة للاستشفاء. ويقبل عليها بشكل خاص السياح من المدن الكبرى المجاورة لها مثل هامبورج وهانوفر وبريمن. وعلى السائح المتجه إلى تلك المنطقة الاحتراس: فالقواعد هناك صارمة، لحماية الطبيعة التي تميز تلك المنطقة، ولذلك فرجال الشرطة منتشرون في كل مكان، للتأكد من عدم تعدي القوانين المحددة، والتي تمنع مثلاً ركوب الخيل إلا في مناطق محددة، كما تمنع أيضاً ترك الكلاب تتجول وحدها في بعض مناطقها. لكن السائح يمكنه التمتع بجو رومانسي هادئ، وسط المروج الخضراء، والمزينة بألوان الزهور البرية، كما يمكنه التمتع برحلة نهرية في قارب صغير.