الرياضة النسوية في غزة - بين الطموح والتهميش
١٠ فبراير ٢٠١٢للرياضة النسوية وأنشطتها المتعددة في قطاع غزة تاريخ قديم.ازدهرت في بداية خمسينيات القرن الماضي خلال عهد الحُكم المصري. و لاقت آنذاك رواجا وتشجيعا من الأهل والمجتمع. وكانت الفتيات يشاركن في بطولات عربية ودوليه. أما في يومنا هذا فيقتصر النشاط الرياضي النسوي على ألعاب محدودة في بعض النوادي وجامعات غزة وبشكل محلى بسبب القيود المجتمعية. وتعزي الباحثة والناشطة الرياضية نيللي المصري ما آل اليه قطاع الرياضة النسوية في قطاع غزة الى مواقف المجتمع التي أصبحت " عائقا أمام ممارسة الفتاة للرياضة، حيث يعتبرها الناس نوعا من الترفيه فقط،، بل إنهم يرفضون في بعض المناطق ممارسة الفتاة للرياضة عند وصولها لسن معين ". ورغم ذلك يمكن ملاحظة وجود بعض الانشطة النسوية فى قطاع غزة مثل ألعاب الكاراتيه وتنس الطاولة. وهناك نساء يتحدين العقبات والقيود المجتمعية.
طموح رغم المصاعب
بدأت معظم الفرق الرياضية التي تشكلت فى غزة لمختلف الألعاب بالاهتمام والتركيز على إبراز المواهب من بين اللاعبات رغم الصعوبات والممارسات التي تعترض هؤلاء على كافة الأصعدة قبل كل مشاركة محلية أو خارجية. في نادى غزة الرياضي مثلا لازالت مجموعة من الفتيات تمارس رياضة لعبة الكاراتيه. واللافت للنظر هو حضور الأهل ومرافقهم للفتيات اللاتي تجاوزن السابعة عشر عاما أثناء فترة التدريب. وتتحدث أحدى المتدربات إلى DW قائلة:" احنا طموحنا كبير وبندرب كويس وبنحصل على مراكز أولى. بس على مستوى محلى". وأضافت: "مشكلتنا تتجلى في نظرة الناس إلى أنشطتنا إضافة الى القيود الموجودة على السفر". وتصف كل من البطلة الرياضية رحاب عليان الحاصلة على المركز الأول في الكاتا والكومتيه (فوق عُمر 17عاما) في بطولة نادى غزة الرياضي وعلى مستوى القطاع لعام 2011 وزميلتها البطلة مها لعبة الكاراتيه" بالصلابة القاسية والجادة في التدريب". كما تشير البطلتان إلى التحاق عشرات الفتيات بالنادي للتدريب معهن في هذه الرياضة ملاحظة أن "الكثير منهن يتوقفن عن التدريب لأسباب ربما عائلية". كما لا تخفي رحاب ومها الرغبة للمشاركة في بطولات عربية ودولية.
محاولات جاهده للتطوير
المعوقات التي تواجه الألعاب الرياضية النسوية كثيرة. من بينها كما قالت مي محمد في مقابلة مع DW " انفصال الضفة الغربية وغزة وعدم التواصل بينهم بفعل الحصار الإسرائيلي". فيما تؤكد اللاعبة السابقة ومدربة ألعاب القوي هناء أبو معيلق أن مرحلة الانقسام الداخلي شكلت العقبة الكبرى في عدم انتقالها إلي الاحتراف ". وأشارت إلى توقف ألعاب القوى النسوية" لتقتصرعلى احتياجات خاصة داخل المدارس والجامعات كأنشطة رياضية ". كما أشارت إلى توقف منتخب كرة القدم النسوي عام 2006 عن اللعب بسبب الحصار بعد أن شارك سابقا في بطولات عربية . أما الآن فتقتصر المشاركات على لاعبات من الضفة الغربية. أخيرا أعلن عامر أبو رمضان رئيس نادى هلال غزة عن تأسيس أول مدرسه كرة قدم للفتيات في فلسطين، موضحا أنها تستهدف الفتيات من ستة إلى اثني عشر عاما وفقا للعادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، موضحا أن تدريبات المدرسة تقام في صالة مغلقة تحت إشراف مجموعة من المدربات وبتواجد عناصر نسائية فقط. كما شكلت أربع فتيات من نادى الجزيرة الرياضي في غزة مؤخرا فريقا لكرة تنس الطاولة. وتطمح هديل سابا وهى عضو في الفريق في المشارك في بطولات عربية ودولية بعد تطوير مهاراتها وقدراتها في النادي. أما ريم الزعيم فإنها تحصل منذ صغرها على تشجيع مستمر من أسرتها لممارسة هذه الرياضة، وهي تؤكد على ضرورة "أن يكون للمرأة دور رياضي في المجتمع الفلسطيني".
غياب الدور الاعلامي الرياضي النسوي
ويفتقر قطاع غزة إلى أدني تمثيل نسائي في الإعلام الرياضي. وعزا رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين حسين عليان أسباب عزوف الفتيات عن العمل فى حقل الإعلام الرياضي إلى أربعة أسباب. منها " ابتعاد المرأة الفلسطينية أساسا عن ممارسة الرياضة" وهو ما يقلص من معرفتها الكافية بالإعلام الرياضي وأهميته. كما تساهم " العادات والتقاليد في عدم نزول المرأة إلى الملاعب بسبب رفض الكثير من أبناء المجتمع لذلك". أما السبب الثالث فيتجلى في "ضعف الثقافة الرياضية داخل المجتمع الفلسطيني خاصة في غزة وبالتالي فى تقليص عدد العاملات في الإعلام الرياضي ". يضاف إلى ذلك" غياب ثقافة الإهتمام بدور المرأة مما يؤدي فى إضعاف دور الفتاة الفلسطينية في الإعلام الرياضي". و يري الكثيرون أن الصحفيات في غزة تفوقن حقا فى وسائط اعلامية مختلفة أكثر صعوبة من مجال الرياضة. ومع عدم الحاجة المُلحة لنزولها إلي الملاعب فلن تستطيع المرأة الفلسطينية تبوء مكانة مرموقة في الإعلام الرياضي. ومن هذا المنطلق فإن بعض المواقع والشبكات الإعلامية والصحفية في غزة عملت جاهدة خلال الأشهر الماضية لعقد دورات محليه للإعلام الرياضي النسوي ولتحفيز المرأة على الدخول في هذا المجال.
شوقي الفرا- غزة
مراجعة: عبدالحي العلمي